اعتبرت التايمز قتال الثوار الشرس في شمال شرق العاصمة السورية دمشق أخبارا سيئة للجميع. وقال محرر الصحيفة ريتشارد سبنسر في تحليله للموقف إن التقدم الأولي للثوار وشراسة قتالهم، يظهر أنه لا يزال أمام النظام الكثير للقيام به لكسب حرب يخوضها في غياب دعم القوات الروسية والإيرانية.
وأشار إلى أن الثوار قد يشعرون بالرضا من هذا التقدم، لكنه كشف أيضا حدود طموحاتهم، حيث إنهم لم يعودوا يتوقعون سقوط دمشق أو أي مدينة كبيرة أخرى. كما أن تصريحات الأمس كشفت أنهم كانوا يقاتلون لمجرد إظهار أنهم ما زالوا قادرين على ذلك.
أما بالنسبة للعالم الخارجي فقال سبنسر إن التنسيق بين "الجهاديين" والفصائل الأخرى يظهر مدى عمق المستنقع السوري. فلم يتردد الثوار المعتدلون -الذين عملوا مع الغرب- في الإشادة بالمكاسب التي حققها انتحاريو جبهة فتح الشام.
وأضاف أن إستراتيجية النظام دائما كانت تركز جهودها على المعارضة غير الجهادية، أما الجيش السوري الحر وبدعم دول الخليج له والغرب بين حين وآخر، فكان دائما يشكل الخطر الأكبر لسلطة الأسد.
ويرى الكاتب أن وقوع أجزاء من سوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة أو القاعدة، أقل أهمية بالنسبة للنظام من وقوع شرق حلب بأيدي التنظيمات المعتدلة "غير الجهادية".
وختمت الصحيفة بأن محادثات السلام الأخيرة في جنيف يوم الخميس ربما يكون قد فات أوانها الآن، وأنه بالرغم من استبعاد "الجهاديين" فإنهم الآن قوة يحسب لها حساب على كل جبهة قتال.