وتشير إلى أن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: من سيملأ فراغ السلطة في معركة ما بعد معركة الموصل؟ في ظل صعود الكثير من القوى الإقليمية والدولية وتنافسها على الساحة العراقية، مؤكدة أن المواجهة المقبلة عقب الموصل يُرجّح أنها ستكون مواجهة أمريكية إيرانية.
معركة الموصل، التي بدأت في الـ 17 من تشرين الأول من العام الماضي، احتاجت ثلاثة أشهر للسيطرة على الجانب الأيسر من المدينة، وفي الـ 15 من آذار الجاري، أعلنت بغداد أن 60% من الجانب الغربي أصبح تحت قبضة القوات الحكومية، الأمر الذي يمهّد لإعلان هزيمة التنظيم بشكل نهائي في الموصل قريباً.
النصر العسكري في الموصل لن يكون إلا بداية لمرحلة أكثر تعقيداً في العراق، بحسب الكاتبة، فقد اجتمعت العديد من القوى المتباينة لتحقيق الهدف المشترك؛ وهو طرد التنظيم من الموصل، الأمر الذي يرجّح أن تظهر العديد من الصراعات الكامنة على السلطة في بغداد.
يضاف إلى ذلك القوى الخارجية، وتحديداً أميركا وإيران، اللتان بات لهما مشاركة كبيرة في الشؤون العراقية المتعلقة بالأمن، وخاصة عقب استيلاء داعش على ثلث مساحة العراق عام 2014.
وتضيف الكاتبة، أن أحد الأسئلة الرئيسية عقب تحرير الموصل هي من سيملأ فراغ السلطة؟ فهل ستعود الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط مرة أخرى عقب انسحابها من العراق، أم أنها ستختار طمأنة حلفائها الإقليميين بإبقاء جزء من قواتها الحالية في العراق؟ وهل ستسعى إيران إلى أن يكون لها وجود مباشر بالموصل أم عبر وكلائها المحليين؟
الحشد الشعبي الذي يتألف من قوات شيعية مدعومة من قبل إيران، تم إضفاء الشرعية عليه عبر قانون شرعن وجود الحشد واعتبره جزءاً من القوات الأمنية العراقية، وهو الأمر الذي أثار قلق واشنطن، خاصة أن الحشد يشارك بمعركة الموصل؛ الأمر الذي أثار قلق واشنطن حول احتمال توسيع نفوذ إيران في العراق.
كل هذه الأسباب ستجعل عملية السيطرة على النفوذ الإيراني بالعراق أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ما سيفتح الباب أمام مواجهة إيرانية أميركية عقب تحرير الموصل.
بالمقابل يبدو أن إيران مصرّة على مواصلة مشروعها في العراق؛ فقد أعلن إيراج مسجدي، كبير مستشاري قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري، أن إيران ستسعى للحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، وأنها معنية بتعزيز قوات الأمن العراقية عقب هزيمة تنظيم الدولة في الموصل.
مسجدي، الذي عُيّن مؤخراً سفيراً لطهران في بغداد، قال أيضاً في تصريحات صحفية، إنه سيسعى من أجل مزيد من التعاون بين العراق وإيران، وخاصة في الجانب العسكري، بعبارة أخرى، تقول الكاتبة: إن "إيران باتت ترى في وجودها بالعراق ضماناً لأمنها القومي، وليس فقط مجرد صراع على السلطة".
الخبير بمنطقة الشرق الأوسط في جامعة طهران، محمد صادق كوشكي، قال لـ "مونيتور"، إن إيران لا تملك خطة لمرحلة ما بعد الموصل، مبيناً أنها لم تشارك مشاركة مباشرة في معركة الموصل، ولكن يبقى استقرار العراق جزءاً أساسياً من استقرارها.
ولا يعرف إلى الآن العدد الدقيق لـ "الميليشيات" الشيعية في العراق، ولكن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد يتراوح بين 100-120 ألف مقاتل، وهم في الغالب يتبعون إيران، وتتم إدارتهم عبر شبكة واحدة، في وقت لا يعرف ماذا سيكون دور هذه المليشيات عقب تحرير الموصل.
(المونيتور ـ الخليج اونلاين)