أقرّت السلطات الاميركية الحظر يوم أمس الثلاثاء منع الأجهزة الإلكترونية ذات الأحجام الأكبر من أحجام الهواتف الخلوية، مثل الكمبيوتر المحمول وجهاز تشغيل الأقراص الرقمية (دي في دي)، في مقصورة الطائرات التابعة لتسع شركات طيران تُسيِّر رحلات بصورة متواصلة إلى الولايات المتحدة انطلاقاً من عشرة مطارات يقع معظمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتبعتها بريطانيا التي أقرت هذا المنع على دول بينها لبنان.
وقد ذكر مسؤولون أمنيون اميركيون أن السلطات اعتمدت هذا الإجراء الأمني على خلفية حادثتَين وقعتا خلال العامَين الماضيين عبر استخدام أداتَين بسيطتين كما يُزعَم:
-قنبلة في عبوة صودا يُشتبَه في تسبّبها بتفجير طائرة "متروجت" روسية فوق مصر في تشرين الأول 2015.
-جهاز كبيوتر محمول يُشتبه في إحداثه ثقباً في الجزء الجانبي في إحدى الطائرات التابعة لخطوط "دالو" الجوية في الصومال في شباط 2016.
وقال الخبير في أمان التكنولوجيا جورجي كفوري لـ"النهار" ان "السبب وراء المنع يكمن في بطاريات الأجهزة التي يمكن استخدامها في أعمال تفجيرية ارهابية، وهو ما يفسّر تحديد حجم الأجهزة التي منعت بما فوق الـ16 سنتمتراً نظرا"، ناهيك عن ان "الأجهزة التي توضع في الحقائب الكبيرة يمكن مسحها بشكل أكثر دقة من تلك التي يحملها الركاب داخل الطائرة".
ويمكن أن تكون المتفجرات في الأمتعة المشحونة فتّاكة بالدرجة نفسها. في كانون الأول 1988، تسبّبت عبوة ناسفة مخبّأة في مشغّل كاسيت داخل أمتعة مشحونة، بتفجير طائرة تابعة لخطوط "بان آم" الجوية في الرحلة 103 فوق اسكتلنده.
ونقلت "يو.اس.اي.توداي" عن جيفري برايس، وهو أستاذ في جامعة متروبوليتان ستايت في دنفر يكتب عن أمن الطيران، إن الحقائب المشحونة تشكّل خطراً أقل في الجو لأن القنبلة المخبّأة في الأمتعة تحتاج إلى جهاز متطور لضبط الوقت. قد تنفجر القنبلة الموضوعة في الأمتعة قبل الأوان، عندما تكون الطائرة لا تزال على الأرض، في حال تأخُّر الرحلة أو في حال تسبُّب حامل الحقيبة بانفجار القنبلة أو تعطيلها عن غير قصد منه، بسبب الخشونة في التعاطي مع الحقيبة، كما يشرح برايس.
يضيف: "صحيح أنه بإمكان عبوة ناسفة موضوعة في حقيبة مشحونة، أن تتسبّب بإسقاط الطائرة، إلا أن إمكانية تفجيرها تتراجع لأن القنبلة مجهّزة بمنظومة لضبط الوقت أو زناد للضغط البارومتري – وكلاهما يضفيان مزيداً من التعقيد على العبوةالناسفة. أما عندما تكون القنبلة بحوزة المفجّر، ويقوم هذا الأخير بتفجيرها بنفسه، فيصبح هامش الخطأ أقل".
مسح الأمتعة
ويقول أندرو توماس، رئيس تحرير مجلة Journal of Transportation Security وأستاذ مساعد في جامعة أكرون، إن مسح الأمتعة يتيح فرصة أفضل للعثور على المتفجرات بالمقارنة مع تفتيش الركاب بواسطة آلة المسح، فالأشخاص الذين يقومون بتفتيش الركاب عن طريق المسح يتعرضون لضغوط مستمرة كي يُسرعوا في عملهم لئلا يُضطر المسافرون إلى الانتظار طويلاً.
ويشرح توماس: "عند تفتيش الركاب عن طريق المسح، يجب تأمين راحتهم والتسريع في الإجراءات كي لا ينتظر المسافرون في طوابير طويلة، فضلاً عن كونه إجراء يتعلق بالأمن. أما مسح الحقائب المشحونة فإجراء أمني بكل ما للكلمة من معنى".
وكانت شبكة "سي أن أن" الاميركية نسبت الى مسؤول أميركي لم تذكر اسمه إن حظر الإلكترونيات على شركات طيران معينة مرتبط بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، وأن بعض المعلومات جاءت من غارة شنتها قوات أميركية خاصة في اليمن في الآونة الاخيرة، لافتة الى أن التنظيم خطط لعدة محاولات تفجيرية فاشلة على متن طائرات متجهة إلى دول غربية.