اراني عرضة للعاجزين، فانا لست بقادر، لاني ما قدرت اني سأدعى يوما الى وليمة جنبلاطية يمتد سماطها بين الدين والدنيا، بين الارض والسماء، بين المطلق والمقيد، بين اعماق الروح وبراري الجسد، بين وطن يسكن مواطنه ومواطن يبدع وطنه، بين العروبة انتماء مبرئامن الاوهام واللبنانية مشروعا مفتوحا على الانجاز، والكونية والانسانية ضابطا غائيا للمشاعر والاحلام والافكار والقيم. بين فلسطين الغابرة الموغلة في الماضي، والغابرة الموغلة في المستقبل، حتى تكاد تبدو وكأنها الماضي الذي نستقبله او المستقبل الذي نستذكره ، او كأنها المكان الثقافي الذي يعرينا حضاريا عندما نعرفه وعيا او نعيه وعدا بالفعل الجميل والدم الاجمل، وبينها… بين فلسطين الواعدة الموعودة ولبنان المرتجى الذي تنهض سلامته شرطا من شروط التحرير وينهض التحرير شرطا من شروط نهوضه وسلامته ورسالته.
إقرأ أيضا : كمال جنبلاط و46 عاماً من النضال: أعرف متى سأموت
الى ذلك فان العجز في المقدور أبين من العجز القادر هنا… فانّى لك مهما بلغت من الالمام بمستويات فكره المتعددة المتعادلة، على نسق هارموني، ان تحيط في عجالة بالوان طيفه القزحي الذي يزداد عنك بعدا كلما ازددت منه قربا .
من كتاب “مقيمون في الذاكرة”