كثيرا ما سمعنا عن " قرن الشيطان " , وعن الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس , وكثيرا ما حُذّرنا منه ومن الخضوع لوسوساته لكن من دون ان نتعرف على مصداق واقعي له ,, وانا هنا اريد ان ارشدكم اليه ببساطة انه تلفزيون "الجديد " ,, ولا اظنني احتاج الى كثير عناء والى سرد عظيم ادلة او براهين لتثبيت ادعائي هذا ,, فيكفي لكل ذي بصيرة ان يتمعن قليلا في مقدمة كل نشرة اخبار على هذه الشاشة والتي تعتبر بحد ذاتها سابقة "شيطانية " في عملية الوسوسة بحيث تجعل من المشاهد مجرد متلقي لفكرة او موقف ليس بالضرورة ان يكون مقتنع بها في الوقت الذي كما هو معروف وبديهي ان وظيفة وسائل الاعلام في كل العالم هي نقل الحدث لا نقل النتيجة , واذا ما تأمل متأمل وبشكل سريع من خلال جولة على كل اجواء الاحتقان السياسي والمذهبي التي تخيم في سماء الوطن تتلمس آثار هذه الوسيلة الاعلامية بوضوح ,, وانا هنا لا اريد ان ابرر باقي الشاشات الحزبية المرتبطة بمشاريع فئوية من كل الاتجاهات انما تبقى شاشة الجديد هي الاخطر لانها وكما هو مفروض انها بعيدة عن الاصطفافات الحادة الموجودة في البلد وبالتالي فهي في اذهان الكثيرين تشكل حاجة لمساحة من الموضوعية يحتاجها ويبحث عنها المشاهد اللبناني بين الشاشات المحسوبة سلفا , لذا نرى ان هذا التلفزيون الشيطاني يسعى دائما الى توسيع مساحات الاختلاف ويتقن فن صب الزيوت على نيران الفتن لان هذا الدور الذي يجيده والذي يعتبره المتنفس الوحيد لبقائه على قيد الحياة ولو على حساب جعل الوطن مجرد " اسير " او على حساب القضاء نهائيا لما تبقى من " بسمة " فيه ولا مانع عنده بسبب غريزة البقاء بان يفبرك قصص فتنوية او يساهم على الاقل في تعميمها ونشرها وما قصة " ايهاب العزي " الا واحدة منها ,, لان الهدف الاول والاخير عنده ان يبقى "الخياط " ينسج اثوابه الشيطانية من خيطان اوجاعنا ..... فاحذروه .