مسرحية الكذابين في مجلس النواب تطيح بالسلسلة
النهار :
لعلّ من دس لغم تطيير النصاب في الجولة الثالثة من الجلسة التشريعية لمجلس النواب عصر أمس قد أصاب مجموعة اهداف دفعة واحدة. فالمجلس الذي يواجه إحدى أقسى الحملات والتظاهرات والاعتصامات الشعبية والنقابية والقطاعية في عملية قيصرية لاقرار سلسلة الرتب والرواتب، بدا وسط اشتداد الحملات عليه في أسوأ مشاهد الفوضوية التشريعية الامر الذي برز في شكل نافر من خلال ظهور كتل ونواب مضعضعين بين التزام ما اتفق عليه في جلسات اللجان المتكررة من حيث اقرار السلة الضريبية المتفق عليها ومن ثم التردد أمام الضغط الشعبي والسياسي المعارض للضرائب والواردات. هذا التردد أذكى بقوة زخم الاعتراضات على الضرائب قبل ان تبلغ عملية درس السلة البنود الاكثر مردوداً لتمويلها، علماً ان الضرائب التي أقرت تركت تداعيات شعبية فورية لكونها تطاول في معظمها الشرائح الشعبية. كما ان العامل الآخر الذي كان له دور بارز في انفجار الخلاف الذي صعد الى السطوح السياسية والاعلامية تمثل في مجريات الجلسة منذ جولتها الاولى بلوغاً الى الجولة الثالثة.
فاذا كان غضب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي فجره عقب تهديده مرات داخل المناقشات بتعليق الجلسة وجه حصراً الى كتلة حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميل، فإن ذلك لم يحجب ان نوابا آخرين وكتلاً أخرى منها "كتلة الوفاء للمقاومة" كانوا يدأبون بدورهم على معارضة ضرائب تمس بالشرائح الشعبية، مع ان جلسة اللجان الاخيرة كانت انتهت الى توافق على السلة الضريبية. واذا كان قصب السباق الشعبي قد اعتبر من نصيب الكتائب بعدما تلقى مع رئيسه "هدية" من شأنها ان تزيد رصيده الشعبي المؤيد لمعارضة السلة الضريبية، فان ذلك لم يحجب الدلالات المهمة أيضاً لانبراء نائب رئيس المجلس من منبر واحد جلس اليه مع رئيس الوزراء سعد الوزراء سعد الحريري للرد على الحملات "الشعبوية" وتكذيب المزاعم عن ضرائب أخرى لم ترد في السلة التي يناقشها المجلس. وأبرز مشهد الحريري ومكاري تحول رئاستي المجلس والحكومة الى دور هجومي واضح سيترك تداعياته في الايام المقبلة وخصوصاً بعدما افصح الحريري عن وحدة حال حكومية مجلسية ستترجم في اقرار السلسلة كما اتفق عليها.
أما الجانب المضمر الثالث الأهم في هذا المشهد، فيمكن ان يتلخص بأن الاشتباك السياسي الذي نشأ مهدداً باطاحة السلسلة قد رسم "بروفة" مبكرة جداً للمناخ الانتخابي الذي دهم الطبقة السياسية برمتها وراح يسابق كل المحطات والاستحقاقات بما يفاقم أزمة قانون الانتخاب التي تواجه طريقاً مسدوداً وقت تطغى الحسابات الانتخابية على كل شاردة وواردة.
الحريري ومكاري
في أي حال، يمكن القول إن السلسلة جمدت في انتظار عودة رئيس المجلس نبيه برّي الى ممارسة نشاطه الاسبوع المقبل. وكانت المفاجأة الثقيلة التي فجرت الاشتباك السياسي تمثلت في اتهام نائب رئيس المجلس الكتائب ورئيسها بعرقلة اقرار السلسلة ومحاولة تحميل النواب "هذا الذنب"، بل ذهب الى اتهامها أيضاً بترويج زيادات في الضرائب "لا أساس لها من الصحة". وما لم يقله مكاري افصح عنه الرئيس الحريري الذي قال: "اننا نريد اقرار السلسلة ولكن علينا ان نحمي كل اللبنانيين بمن فيهم الذين تطاولهم السلسلة ونحن لا نضيف ضرائب لاننا نحب ذلك بل لنحمي من نعطيهم السلسلة ولأن هذا هو التوافق الذي توصلنا اليه". وكشف انه سيطلب من وزيري العدل والداخلية التحرك حيال "مجموعة أكاذيب تم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي وسنلقي القبض على من قام بنشرها"، مشدداً على ان "رئيس الحكومة والرئيس بري والرئيس عون مصرّون على اعادة ثقة الناس بالحكومة". وأضاف: "لو أردنا ان نعمل بشعبوية أظن انه يمكننا ان نوصل السلسلة الى 10 آلاف مليون ولكن بذلك نكون قد خربنا بيوتكم وبيوت أولادكم". وأعرب عن اصراره أكثر من السابق على اصدار السلسلة.
الجميل
ورد النائب الجميل من المجلس على وقع تظاهرة كتائبية مناهضة للضرائب في ساحة رياض الصلح مستغرباً تحميل أربعة نواب من الكتلة مسؤولية تطيير الجلسة فيما "كنا حاضرين". وتساءل: "هل ممنوع ان تكون هناك معارضة أو ان يقول أحد إن هذه الضرائب غير منطقية؟".
وصرح الجميل ليلاً لـ"النهار" في دردشة: "سأظل أكرر أننا نؤيد إقرار سلسلسلة الرتب والرواتب وبدون أي تردد، وحضرنا إلى مجلس النواب لإقرارها. ولكن نعترض على تمويلها من جيوب الناس الأوادم، الفقراء ومتوسطي الحال، ونطالب بتمويلها ممن يسرقون أموال الدولة، وهذا ممكن تطبيقه من خلال خطة إستثنائية وعاجلة، خصوصاً أن الأموال المنهوبة والمسروقة كبيرة جداً. أما بخصوص الحديث عن الحصانة النيابية الذي استغربته، فحصانتي هي من الشعب اللبناني. وهذه لا يستطيعون نزعها عني".
وبرز موقف لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء عبر محطة "ام تي في" باعلانه "تعليق تأييد القوات للسلسلة الى حين تأمين المعارضين لها وارداتها"، وقال: "حين يصبح الامر متعلقاً بالمزايدات فلا يمكن العمل".
وقال رئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان لـ"النهار" ان الواردات الضريبية اتفقت عليها الحكومات المتعاقبة بدءاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأشبعت درساً في اللجان المشتركة في مجلس النواب ودافعت عنها الكتل بما فيها كتلة الكتائب ولم يتبدل شيء في الضرائب المتفق عليها منذ العام 2014". واعتبر ان الأجواء السلبية في اليومين الاخيرين ومحاولة الضغط لرفض الضرائب "هدفت الى ضرب المشروع من أساسه"، ودعا المعترضين الى اقتراح مصادر أخرى وواقعية للواردات وتوفير تغطية السلسلة "بعيداً من المزايدات".
وتوافرت ليلاً معلومات لـ"النهار" مفادها ان الرئيس بري سيدعو الى جلسة الاربعاء المقبل يصار خلالها الى اقرار ما تبقى من بنود السلسلة بعد احتواء الاحتقان.
المستقبل :
هي لوثة «الشعبوية» وقد بلغت أوجها أمس تحت قبة البرلمان. مزايدات مزايدات مزايدات، والمطلوب واحد زعزعة ثقة الناس بالحكومة واستغلال عوزهم وحاجاتهم استجداءً لصوت انتخابي بالزائد في صندوق الاقتراع. أخطر ما في حفلة المزايدة النيابية بقيادة «حزب الكتائب» أمس أنها أتت مترافقة مع حملة أكاذيب وأضاليل ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشويهاً للحقائق وتزويراً للوقائع المتصلة بمشروع سلسلة الرتب والرواتب.. وعلى إيقاع حفلة الرقص فوق أوجاع الناس والمتاجرة باحتياجاتهم طارت الجلسة العامة وأعيق تأمين «حقوق أكثر من 250 ألف عائلة تنتظر منذ عقدين من الزمن للوصول إلى بعض من حقوقها» كما لفت نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عقب رفعه الجلسة، محمّلاً بذلك «المزايدين والمعرقلين، وفي مقدمهم النائب سامي الجميل وكتلة الكتائب، مسؤولية الالتفاف على السلسلة» وعرقلة تحصيل حقوق الناس.
على الأثر، كان لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري موقف حاسم في إعادة تصويب البوصلة بعدما حرفتها حملة الأضاليل والمزايدات عن وجهتها الحقيقية وغاياتها الوطنية، فالسلسلة وضعت لحماية المواطنين والدولة في آن وليس «لوضع الناس في موقف شبيه بالذي حصل في اليونان وعدة دول أخرى أعلنت إفلاسها»، وفق ما نبّه الحريري متوعداً في المقابل كل من قاموا بنشر الأكاذيب الضرائبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتعريتهم أمام الرأي العام والقانون من خلال إشارته إلى أنه بصدد الإيعاز لوزيري العدل والداخلية بكشف هؤلاء والقبض عليهم و«تسميتهم بالأسماء أما إذا كان من بينهم أحد النواب فيمكن عندها الطلب من مجلس النواب رفع الحصانة عنه».
وإذ وصف ما حصل بـ«المعيب»، أردف الحريري: «إذا أردنا أن نعمل بشعبوية يمكننا أن نوصل السلسلة إلى 10 آلاف مليون ولكن نكون بذلك قد خرّبنا بيوتكم وبيوت أولادكم»، مؤكداً أنّ الإشاعات التي تحدثت عن رفع الضرائب على الخبز والبنزين ليست سوى مجرد «كذب وافتراء على مجلس النواب والحكومة»، وطمأن في المقابل المواطنين الذين ينتظرون إقرار السلسلة ونيل حقوقهم أنه مُصرّ على إقرارها، بينما وضع تأخير تأمين حقوق «العائلات التي كانت تنتظر صدور سلسلة الرتب والرواتب في ذمة من يسرّب هذه الإشاعات» ومن يقف وراء «محاولة ضرب السلسلة».
كذلك، أثارت حفلة المزايدات الكتائبية في الجلسة العامة حفيظة نواب تكتل «التغيير والإصلاح» الذين عبّروا عن امتعاضهم من سعي البعض إلى تظهير نفسه «بطلاً والباقون حرامية» كما عبّر النائب آلان عون، مذكراً في هذا المجال بأنّ «الكتائب» كان «حاضراً في كل اللجان النيابية وفي كل الحكومات السابقة»، في حين لفت النائب ابراهيم كنعان إلى أن مجلسي النواب والوزراء يريدان «إعطاء الناس حقوقهم فيما يخرج من يصوّر للناس بشعارات رنّانة أننا نرتكب جريمة»، وأضاف: «ما نناقشه مرّ في اللجان المشتركة، بمشاركة كل الكتل السياسية، في مسعى لإعطاء الناس حقوقهم، ومن يعترض اليوم على الضرائب فليقل لنا كيف سيمّول السلسلة، إلا إذا كان الهدف من الاعتراض إيقاف السلسلة وعدم إعطاء 250 ألف عائلة حقها».
ومساءً، برز انتقاد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط المنحى الشعبوي الذي سلكه النقاش حول سلسلة الرتب والرواتب قائلاً في تغريدة عبر «تويتر»: «منذ أول لحظة، الحزب الاشتراكي تبنى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر، وسهلة جداً المواقف الشعبوية». في وقت أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن «تعليق تأييد «القوات» للسلسلة إلى حين تأمين وارداتها من قبل المعارضين لها»، مشيراً إلى أنه «عندما يصبح الأمر متعلقاً بالمزايدات فلا يمكن العمل».
«لبنان الاقتصادي»
في الغضون، كشف رئيس مجلس الوزراء أمس عن الخطوط العريضة لخطة الحكومة الاقتصادية مؤكداً أنها ترتكز في أولوياتها على «تفعيل النمو وتكبير حجم الاقتصاد» باعتباره حلاً وحيداً لتحسين المؤشرات الاقتصادية والمالية والاجتماعية للبلد. وفي كلمته خلال افتتاح «ملتقى لبنان الاقتصادي» في دورته الرابعة في فندق فينيسيا، أوضح الحريري أنّ الحكومة باشرت العمل على «خطين أساسيين» لتحقيق معدلات نمو أعلى، الأول ينطلق من تنفيذ «برنامج استثماري طموح على أكثر من سبع سنين ليعوّض الإهمال والترهّل بالبنية التحتية والتراجع بمستوى الخدمات العامة»، بينما يقوم الخط الثاني على «إطلاق ورشة عمل شاملة لتحديث تشريعاتنا وإجراءاتنا والقيام بالإصلاحات القطاعية الضرورية بهدف خفض كلفة الإنتاج وزيادة قدرتنا التنافسية وتحسين مناخ الأعمال»، مشيراً في هذا الإطار إلى كون الموازنة العامة الجاري العمل على إقرارها تتضمن «حوافز كبيرة جداً للقطاع الخاص بغية تحريك الاقتصاد اللبناني».
الديار :
اسدل الستار على «مسرحية» «درب السلسلة» في ساحة النجمة بالامس، باخراج سيئ، ولم يرتق اداء ممثلي الامة الى مستوى «الكومبارس» في «حفلة» مزايدات حولت المجلس النيابي الى ساحة حرب كلامية انتهت الى «فض» الاشتباك «الوهمي» بتاجيل العرض الى حين عودة «المايسترو» الى سدة الرئاسة حيث افتقد الجميع الى خبرته وباعه الطويل في ادارة جلسات فشل في ضبطها نائب الرئيس الذي اقر بأن المهمة «مبهبطة» عليه... في الخلاصة قُبض على حزب الكتائب متلبسا بتهمة «الشغب» و«المزايدة»، بينما ظل اقرانه من «المزايدين» والمعطلين لاقرار السلسة وراء «الكواليس»... واذا كان ثمة من يتخوف من «لعبة» مصالح مالية كبرى لدى بعض المتنفذين الذي يضغطون لتعديل بعض الواردات الضريبية خصوصا على المصارف، فان اوساط نيابية وازنة اكدت لـ«الديار» ان لا مهرب من اقرار السلسلة الاسبوع المقبل لان التداعيات السلبية ستكون اكبر من قدرة الحكومة ومجلس النواب على تحمل اعبائها... وفيما تنتظر عودة وزير الخارجية جبران باسيل من الفاتيكان اليوم لاعادة تحريك الملف الانتخابي، في ظل لقاء مرتقب مع حزب الله، كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يرسم في اطلالة بعيدة عن الاعلام معالم الانتصار المرتقب في سوريا، معتبرا اياه «معجزة الهية».
ففي لقاء «داخلي» بعيد عن الاعلام مع التعبئة الطالبية في حزب الله، تجنب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مقاربة الملفات الداخلية، تاركا الاستفاضة في هذا الملف لخطابه غداً السبت حيث من المقرر ان يتطرق الى ملفي الموازنة والسلسلة وقانون الانتخابات... لكن المقاومة والشأن الاقليمي من «البوابة» السورية، حضرا في ختام كلمته التي خصصت بمجملها للشأن الثقافي والديني... وأجرى نصرالله مقارنة دقيقة لتطور الاوضاع في سوريا منذ 6 سنوات وحتى يومنا هذا، وتحدث عن «المظلومية» التي تتعرض لها المقاومة و«الطعن في الظهر» من قبل من يجب ان يشكروها لانها كانت تملك «البصيرة» والوعي المسبق وذهبت في الوقت المناسب الى سوريا، بعد ان كانت من اول الذين تنبهوا لخطر المجموعات التكفيرية، وبدل ان تشكر اصبحت متهمة... كما تحدث السيد نصرالله باسهاب عن قرب افول تنظيم «داعش» الذي انقلب على مشغليه واعتبر ان هذا «التنظيم» الى زوال، بعد الانتصارات التي تتحقق في العراق وسوريا، حيث اصبح في موقف حرج وبات يشكل خطرا جديا على الاردن والسعودية... كما تحدث عن انقلاب المشهد في سوريا بعد ان تلاشت ادوار الدول المتورطة بالحرب هناك، وباتت اليوم أربع دول رئيسية على «الطاولة»... كما لفت نصرالله الى قلق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو من تعاظم دور المقاومة والذي ظهر جليا في زيارته الاخيرة الى موسكو... واصفا ما تحقق في سوريا بـ«المعجزة الالهية» بعد ست سنوات من الحرب على الدولة السورية، واشار الى انقلاب المعادلات «رأسا على عقب»، وقال «هم اتوا بـ«داعش» الى البقاع، فأصبحت المقاومة في سوريا، وارادوا ان يصبح هذا «التنظيم» في بيروت فأصبحنا اليوم في «الجولان»»...
باسيل ولقاء حزب الله
في الملف الانتخابي، سادت «البرودة» الاجواء المحيطة بهذا الملف بفعل التحاق وزير الخارجية جبران باسيل برئيس الجمهورية ميشال عون الموجود في الفاتيكان، وعلمت «الديار» انه بعد عودة رئيس التيار الوطني الحر الى بيروت اليوم الجمعة، سيعقد لقاءً موسعاً على مستوى رفيع مع قياديي حزب الله المولجين بمتابعة الملف الانتخابي... ووفقا للمعلومات فان الحزب ينتظر الردود على الملاحظات السلبية التي وضعها على القانون الجديد، وجرى تسليمها قبل ايام الى المعنيين في التيار الوطني الحر، وحتى مساء امس لم تكن قد وصلتها الاجابات عليها... ومن المرتقب ان يحمل تلك الردود وزير الخارجية فور عودته، ويرغب حزب الله في ان تحسم النقاط العالقة، ويرغب بابلاغ موقفه الرسمي قبل كلمة السيد نصرالله غداً السبت، لذلك من المرتقب ان يعقد اللقاء في الساعات القليلة المقبلة خصوصا ان وزير الخارجية الذي يصل اليوم الى بيروت سيغادر الى واشنطن يوم الاثنين المقبل للمشاركة في المؤتمر الخاص بمواجهة تنظيم «داعش»... فيما اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الانتخابات باتت بحكم المؤجلة «تقنيا»..
ملف «السلسلة»
الملف الامني
وفي سياق متصل بتداعيات الاشتباكات التي حصلت الاسبوع الماضي في مخيم برج البراجنة ومحيطه، علمت «الديار» ان التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية، بالتعاون مع حزب الله، اظهرت بشكل قاطع ان لا خلفيات سياسية او امنية مدبرة او مبيتة وراء ما حصل... لكن تلك الاحداث فرضت على المعنيين المولجين بأمن المخيمات ومحيطها الى اجراء مراجعة كاملة للاجراءات الامنية المتبعة هناك، وثمة لائحة من المطلوبين داخل المخيم تم تسليم بعضهم، ومن المنتظر تسليم آخرين من الذين تورطوا بالاحداث الاخيرة، وغيرهم من الاشخاص الفارين المطلوبين بموجب مذكرات قضائية... وبحسب اوساط مطلعة، الملاحظ ان القوى والفصائل الفلسطينية تتعاون بشكل كبير مع الاجهزة الأمنية اللبنانية خصوصا ان مخيم برج البراجنة لا توجد فيه تعقيدات أمنية شبيهة بمخيم عين الحلوة، وتدرك تلك الفصائل ان «أمن» الضاحية الجنوبية «خط احمر»...
الجمهورية :
إختلط أمس الحابل الانتخابي بالنابل الضرائبي الذي جعل سلسلة الرتب والرواتب متقدمة على ما عداها، الى درجة انّ البحث في قانون الانتخاب قد انكفأ، مع اقتراب 21 الجاري موعد دعوة الهيئات الناخبة وبدء سريان مهلة التسعين يوماً الدستورية لانتخاب مجلس النواب الجديد. وقد أثار رَفع الجلسة التشريعية، التي كانت تبحث في السلسلة الى موعد تُرك تحديده لرئيس المجلس نبيه بري، مخاوف من دخول هذه السلسلة مجدداً في طور جديد من المماطلة التي قد تُجَمّد البحث فيها الى آجال غير معلومة.
تلقّت السلطة السياسية، أمس، صفعة موجعة رداً على محاولة تمويل سلسلة الرتب والرواتب من جيوب الناس، بدلاً من معالجة مزاريب الهدر والفساد.
وأسقط «الشارع» الجلسة المسائية المقررة للهيئة العامة للمجلس النيابي، واضطر نائب رئيس المجلس فريد مكاري، الذي يترأس جلسات مناقشة موارد السلسلة في غياب رئيس المجلس نبيه بري، الى رفع الجلسة الى «موعد يحدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحقاً»، وعقد ورئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وقد اتهم مكاري حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميّل بمحاولة «الالتفاف على سلسلة الرتب والرواتب وإلغائها، بما يضيع حقوق أكثر من 250 ألف عائلة في الوصول الى بعض حقوقهم، بحجّة تأمين موارد من خارج سياق الإيرادات من دون تقديم طرح بديل وواقعي، ومن دون المشاركة في أيّ عمل جدي».
إلّا انّ الغليان في الشارع أثبت انّ الموضوع يتجاوز هذا الاتهام، خصوصاً انّ وجع الناس حقيقي في هذا السياق. وقد شملت الضرائب كلّ شرائح المجتمع، وعلى عكس ما قيل انّ الضرائب لا تطاول سوى الميسورين، تبيّن أنّ لائحة الضرائب الجديدة ستطاول كل الشرائح، بالاضافة الى أنها تضرب الاقتصاد والمؤسسات، بما قد يزيد من نسَب البطالة.
ومن جهته، قال الحريري: «انّ هناك محاولة حقيقية لضرب السلسلة. العائلات كانت تنتظر إقرارها وهي في ذمّة الذين أطلقوا الإشاعات. نحن لا نتحمّل مسؤولية من عرقل إقرار السلسلة، وهناك اختلاق للأكاذيب والجو منذ أمس الى اليوم أثّر في هذه الحركة».
واعتبر انّ «ما حصل اليوم (أمس) من تسريب أكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو أمر معيب، ونحن سنسمّي ونعلن من قام بذلك، والقانون يطاول الجميع. وإذا كان أحد النواب هو من قام بذلك فنحن سنرفع عنه الحصانة».
هل سقطت «السلسلة»؟
وعلى رغم انّ الحريري أكد تمسّكه بإقرار السلسلة، الّا انّ التطورات أوحَت بأنّ المشروع قد يكون تعرّض لضربة قاضية، خصوصاً انّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع سارَع الى إعلان «تعليق تأييد حزب «القوات» للسلسلة، الى حين تأمين المعارضين لها وارداتها»، مشيراً الى انه «عندما يصبح الأمر متعلقاً بالمزايدات فلا يمكن العمل».
وشَكّك جعجع في أن «يكون سيناريو تطيير الجلسة التشريعية مُتّفقاً عليه»، لافتاً الى أنه «لا يمكن العمل في جوّ من الفوضى»، وقال: «إننا سنشارك في الجلسات المقبلة، لكن لن نؤيّد السلسلة. وإننا نتمنى أن نعطي المواطنين المال، لكن هناك حياة يجب أن تسير، ورأينا في الهدر والفساد معروف».
من جهته، غرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»: «منذ أول لحظة، إنّ الحزب الاشتراكي تبنّى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر، وسهلة جداً المواقف الشعبوية».
مفاعيل الضرائب
في هذا السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الضرائب المرفوعة باسم سلسلة الرتب والرواتب ستكون مصدراً جديداً، ليس لتمويل هذه السلسلة فحسب، إنما للهدر والفساد والتهرّب من دفع الضرائب، وزيادة التهريب في البلد، وستتسبّب بانكماش في القدرة الشرائية للناس وانكماش في السياحة. وسبق للبعض أن حذّر من هذا الامر عندما قال: «ما سيُعطى للموظفين من خلال السلسلة بيَد، سيؤخذ منهم أكثر في يد أخرى».
ولاحظت هذه المصادر «انّ الطبقة السياسية تواصل زيادة الضرائب من دون التصدي للموضوع الأهم، ألا وهو وقف الهدر»، وقالت: «تمويل السلسلة يكون بوقف الهدر في المطار والجمارك والشحن ووقف الصفقات والمشاريع الكبرى التي تنطوي على عمولات هائلة».
واعتبرت المصادر انّ «السلطة اليوم، من خلال هذا التصرّف، تؤسس لثورة اجتماعية تفلت من سيطرة ايّ من الاطراف، وحتى من الطوائف، لأنّ اللبناني يظلّ محافظاً على إيمانه وانتمائه طالما هو قادر، امّا عندما يدخل مرحلة التفقير فيبدأ بالكفر، وما يجري اليوم خطير جداً». وتخوّفت من «ان يكون الهدف ممّا يجري تحييد الأنظار عن الانتخابات النيابية ليس إلّا».
«الكتائب»
من جهته، ردّ النائب سامي الجميّل على الاتهامات التي طاوَلته وحزب الكتائب، مؤكّداً أنّ «الضرائب الـ22 ليست سريّة، بل موجودة في الاعلام كله وليست أمراً سرياً»، لافتاً إلى أنّ «كل الوسائل الاعلامية أعلنت عن الضرائب، وللمرة الأولى أسمع انّ مجلساً نيابياً او حكومة ترفع جلسة بسبب إشاعة عن ضرائب إضافية، ونحن لا علاقة لنا بالإشاعات».
«14 آذار»
في سياق متصل، قال قيادي من «ناشطي ١٤ آذار ـ مستمرون»: «انّ الحل البديل للضرائب يكون ببسط الدولة سيطرتها على مرافقها وفرض قوانينها على المهرّبين والمتهرّبين من دفع الضرائب ووَقف الهدر في التلزيمات».
واضاف: «على الذين يرمون مسؤولية إيجاد البديل عن الضرائب لتمويل السلسلة الّا يظهروا أنفسهم من خلال رَمي الكرة في ملعب رافضي الضرائب وكأنهم حماة للتهريب والتهّرب الضريبي والفساد المستشري، بل أن يبادروا بأنفسهم، حكومة وأكثرية نيابية، الى استبدال الضرائب باستعادة السيادة المالية للدولة وتحرير مرافقها من مصادريها».
قبل الظهر
وكانت ساحة رياض الصلح حضَنت صباحاً، تزامناً مع جلسة مجلس النواب، اعتصاماً للأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية احتجاجاً على الضرائب التي أقرّها المجلس، وأكدوا انّ صندوق التعاضد هو حق لهم ولن يسمحوا بالمَساس به، مُعلنين عن «خطوات تصعيدية سيتخذونها في حال لم يتراجع المجلس النيابي عن قراراته».
وفي ظل هذه التحركات، قرر مجلس القضاء الأعلى عودة القضاة الى العمل في المحاكم بدءاً من اليوم، بعدما تلقّوا وعوداً وتأكيدات بعدم المَس بحقوقهم في مشروع السلسلة.
وليلاً، أعلنت حملات «بدنا نحاسب» و«الشعب يريد إصلاح النظام» و«طلعت ريحتكم» استئناف الاعتصام في الخامسة بعد ظهر اليوم.
وقال مصدر قيادي في التحرّك الشعبي ضد الضرائب، ردّاً على تحميل المعارضة مسؤولية ايجاد بدائل لتمويل السلسلة «انّ المسؤولية تقع على الحكومة والأكثرية النيابية وليس على المعارضة والأقلية».
واضاف: «اذا كانت بعض الكتل النيابية والوزارية عاجزة عن إيجاد البدائل، فعليها الاستقالة من الحكومة فوراً. وإنّ عَجز المشاركين في الحكومة عن إقرار الضرائب بسبب الضغط الشعبي والمعارضة النيابية وإقرارهم بعجزهم عن إيجاد البدائل يتطلّبان منهم الاستقالة وترك الحكم للمعارضة».
مكاري
وتعليقاً على الدعوات الى التظاهر رفضاً لفرض الضرائب، قال مكاري لـ«الجمهورية»: «برأيي إنّ هؤلاء بطريقتهم يطلبون عدم إقرار السلسلة، فهذه السلسلة لا تقرّ الّا في ظل ما اتّفق عليه بين كل الكتل النيابية، أي أنها لا تُقرّ الّا بإيجاد الواردات لها. ومن يتحدث عن الهدر، كنّا نتمنى عليه ان يمنع الهدر عندما كان في الحكم، فعندما كانوا في الحكم كانوا مشاركين في الهدر، كلّ في منصبه، فكفى إعطاءنا دروساً في الاخلاق».
المشنوق
إنتخابياً، لم يطرأ أيّ جديد على جبهة قانون الانتخاب العتيد، على رغم اقتراب الموعد الجديد لدعوة الهيئات الناخبة الذي يستحق في 21 آذار الجاري. وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه «ستكون هناك انتخابات نيابية ولَو في غير موعدها وخلال موعد قريب». وكشف أنه سيُجري مشاورات مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة لاتخاذ قرار حول موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
وقال المشنوق في حديث إلى قناة cbc extra news المصرية: «الموعد المقرر للانتخابات النيابية هو في 21 أيار. امّا موعد نهاية ولاية المجلس النيابي فهو في 20 حزيران المقبل، ولكن بسبب تزامن 20 حزيران مع شهر رمضان المبارك لا يمكن إجراء الانتخابات خلال هذه الفترة. لذلك حدّدنا موعد 21 أيار لإجرائها.
هناك ايام قليلة تفصلنا عن الموعد النهائي لدعوة الهيئات الناخبة ولاتخاذ قرارات مالية وإدارية تتعلق بإجراء الانتخابات، ولا اعتقد انه يمكن إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
لذلك لا بدّ من تأجيل تقني بنحو او آخر، خصوصاً انّ هناك قوى سياسية وازنة ترفض قانون الستين، لكن يجب الّا نستعجل الامور. في بداية الاسبوع المقبل سأتشاوَر مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأن موعد الانتخابات المقبلة، وبالتأكيد ستكون هناك انتخابات نيابية ولَو بغير موعدها وخلال موعد قريب».
لبنان في الفاتيكان
الى ذلك حضر ملف لبنان في الفاتيكان خلال اللقاء بين قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وأكد البابا انّ للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي، وأنه سعيد لاستعادته عافيته وانتظام المؤسسات الدستورية فيه، منذ انتخاب عون رئيساً للجمهورية، مشدداً على «انّ هذه المكانة سببها الاساس انّ لبنان، بجميع أبنائه، عاش قيَم الأصالة القائمة على الاحترام المتبادل والسّعي الى تحقيق السلام بين الشعوب والطوائف والمذاهب». وأبلغ البابا الى عون والوفد المرافق انه يصلي دائماً من اجل لبنان ويعمل من اجل دوام استقراره، وانه سيزوره ويلتقي جميع أبنائه.
من جهته، شكر عون لقداسة البابا «محبته الكبيرة للبنان، والاهتمام الذي يوليه دائماً لقضاياه ولمتابعة الكرسي الرسولي كل ما يساعد على تعزيز الاستقرار فيه، وتمكينه من مواصلة تأدية دوره في محيطه والعالم».
وعرض عون مع البابا للوضع في الشرق الأوسط عموماً، وأوضاع المسيحيين خصوصاً في سوريا وفلسطين والعراق. وتطرّق البحث الى العمل الذي يقوم به لبنان لمواجهة الارهاب، ولفت عون الى «انّ اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، موحدون في التعاطي مع هذا الخطر»، ومؤكداً «انّ ما يحصل احياناً من تباين في وجهات النظر يعكس خلافاً سياسياً وليس خلافاً دينياً كما يعتقد البعض، ويتمّ التعاطي معه من خلال المؤسسات الدستورية والتشريعية».
واكد «انّ لبنان غَدا، من خلال ما تكوّن فيه من تراكم حضاري مسيحي ـ إسلامي، نموذجاً يصلح لدول وأنظمة عدة، اضافة الى انّ التعاون الاسلامي ـ المسيحي يؤهّل لبنان ليكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان».
وطلب رئيس الجمهورية من البابا «الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية، فوَعدَه البابا بذلك». ثم التقى عون أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين
اللواء :
ما الذي حدث في ساحة النجمة داخل مجلس النواب، وفي الأمكنة المحيطة به، حيث تجمع أصحاب الحقوق والروابط التعليمية والنقابية في حشد بشري راح يتزايد مع تعثر النقاشات بين النواب والكتل، وعلى وقع شائعات تناولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لائحة بأسعار وضرائب تتناول صفيحة البنزين وربطة الخبز وشحن الخليوي والمازوت وفواتير الهاتف الارضي والكهرباء والماء، مما أدى الى تطيير النصاب ومعها سلسلة الرتب والرواتب؟
ومع أن نائب رئيس المجلس فريد مكاري الذي أدار جلسات مناقشة السلسلة في غياب الرئيس نبيه برّي، سارع الى نفي ما يجري التداول به، معتبراً أن لا أساس من الصحة لكل ما يذاع، فان «هزة كبيرة» أصابت المناقشات، واحدثت بلبلة غير مسبوقة، الأمر الذي استدعى تدخلاً من الرئيس سعد الحريري الذي كذب الشائعات وطالب بملاحقة مروجين على وسائل التواصل، داعياً وزيري الداخلية والعدل للتحرك وإلقاء القبض «على الذين قاموا بنشر الأكاذيب، والذين سنسميهم بأسمائهم»، ملوحاً برفع الحصانة عن اي نائب متورط.
وكاد الاهتزاز أن يطيح بثقة النّاس بالحكومة والمجلس النيابي معاً، وهو ما حذر الرئيس الحريري منه، وأكّد انه «كرئيس حكومة وكذلك الرئيس برّي والرئيس ميشال عون مصرون على اعادة ثقة النّاس بالحكومة».
والسؤال: ما هو الرابط ما بين موجة «الأكاذيب»، حول لائحة ضرائب تطال المواطن في أبسط حاجاته الضرورية، ومؤشرات الاطاحة بجلسة المساء، حيث بدأ عدد النواب متناقصاً لدرجة أن عدد النواب في القاعة قبل رفع الجلسة كاد لا يؤمن النصاب؟
وبمعزل عن دور حزب الكتائب اللبنانية نواباً وطلاباً ومحازبين إلى جانب الحراك المدني وحملات «بدنا نحاسب» و«طلعت ريحتكم» وغيرها التي لمعت إبان حملة النفايات قبل نحو من عام، في تجييش الشارع اعتراضاً على سلسلة الضرائب، فإن أجواء طرأت على تفاهمات الطبقة السياسية السابقة حول السلسلة، والتي تمت في اللجان وصوّت عليها واحيلت الى المجلس، جعلت اطراف التفاهمات تنسحب الواحدة تلو الأخرى ملقية بالتبعات على سواها، مما حوّل المناقشات إلى سيناريو من الفوضى، وجعلت السلسلة، كما اشارت «اللواء» يتيمة الأب والأم، وراح كل فريق يدفع بجماعته إلى الشارع، في ساحة النجمة او على الطرقات، أو عبر إحراق الدواليب وقطع الشوارع.
فالنائب الاشتراكي وليد جنبلاط أعاد التذكير بأن حزبه تبنى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر، واصفاً المواقف الشعبوية بأنها «سهلة جداً»، الأمر الذي يعني أن حماس نواب اللقاء الديموقراطي للسلسلة لم يكن قوياً.
ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أعلن تعليق تأييد «القوات» للسلسلة حتى يتمكن من يعارض هذه السلسلة ومواردها أن يجد موارد بديلة.
ووزير المال علي حسن خليل، وفي ما يشبه الرسالة إلى الفريق الذي ينتمي إليه، حيث قطع شبان اوتوستراد الزهراني واضرموا النار بالاطارات قرب مفرق العدوسية ليلاً، اتهم ماكينات الشركات والمصارف بإدارة حملة التشويش، وأكّد «حتى لا تأخذنا الشائعات لم ولن نقبل بأية ضرائب تصيب ذوي الدخل المحدود.. لم تقر أية مادة ضريبية جديدة تصيب النّاس، وأول مرّة تفرض ضريبة عادلة على المصارف».
كما كذب النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» علي عمار التسريبات عن ضرائب على ربطة الخبز ومعيشة المواطن، مطالباً بتوضيح الأمر.
مكاري ولائحة الشائعات
وأجواء الفوضى هذه جعلت رئيس الجلسة النائب مكاري يخرج عن طوره ويسمي الأشياء بأسمائها، فوصف النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب ونواب الحزب والمحازبين بالمزايدين والمعرقلين والالتفاف على السلسلة لإلغائها وتضييع حقوق أكثر من 250 الف عائلة، وصحة تأمين الموارد من دون تقديم اي بديل واقعي.
وكشف مكاري أن مواقع الكتائب تحدثت عن زيادات غير موجودة مثل زيادة 500 ليرة على ربطة الخبز و3500 ليرة على البنزين و5000 ليرة على المازوت و25 ألف ليرة على المياه و300 ليرة على الميكانيك، وهذا غير موجود، متهماً الجميل بالتعطيل.
وكانت اللائحة التي وزّعت تتطرق إليها مواقع الكتائب تضمنت ما يلي:
3000 ليرة ضريبة على كل كرت شحن للخليوي.
1000 ليرة ضريبة على الطابع المالي.
500 ليرة على ربطة الخبز.
3500 على صفيحة البنزين.
5000 ليرة على صفيحة المازوت.
7000 ليرة على فاتورة الهاتف الارضي.
9000 ليرة على فاتورة الكهرباء.
25000 ليرة على فاتورة الماء.
ردّ الجميل
لكن النائب الجميل، ردّ في مؤتمر صحفي في حضور نواب الحزب، وقال: «اول مرّة نسمع عن تعطيل جلسة بسبب شائعات نحن لسنا مسؤولين عنها.. ومن حقنا المطالبة بعدم فرض ضرائب على الشعب اللبناني.. الا يحق لنا المطالبة؟ هل نحن في دولة ديكتاتورية.. هناك 123 نائباً ليقروا ونحن من حقنا أن نعترض.
ووصف السلسلة بأنها محقة وتصرف أموال هائلة، وطلبنا عرض السلسلة أولاً قبل الضرائب، وكما يؤمنون الأموال لمشاريعهم فليأمنوا الأموال لتغطية السلسلة.
وأكّد الرئيس الحريري في رده الإصرار على السلسلة مشيراً إلى انه كان متحفظاً عليها سابقاً، و«الآن انا مصر على أن تصدر اكثر من قبل بمليون مرة»، معرباً عن أمله بأن يدعو الرئيس برّي إلى جلسة قريباً لإقرار السلسلة.
ماذا بعد؟
مصادر واسعة الاطلاع، تؤكد لـ«اللواء» أن السلسلة ستقر، ولكن ستأخذ وقتاً بين أسبوع و10 أيام، مشيرة الى اجندات للرئيس الحريري وغيره من المسؤولين، إذ سيتوجه يوم الثلاثاء إلى القاهرة لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماع اللجنة المشتركة اللبنانية – المصرية، كما انه سيشارك إلى جانب رئيس الجمهورية في القمة العربية التي ستعقد في عمان وتستمر من 27 إلى 29 ضمناً.
وإذا كان الرئيس برّي يختتم التعازي الثلاثاء في 21 آذار بوفاة زوج ابنته، فإن الدعوة إلى جلسة جديدة لمجلس النواب لا يمكن ان تعقد قبل الخميس في 23 الجاري أو ترجئ إلى ما بعد القمة العربية.
وفي هذا المتسع من الوقت يفترض ان تكون قراءة الموازنة في ارقامها الأخيرة ناجزة في جلسة مجلس الوزراء اليوم، على ان تحال إلى المجلس النيابي فور الانتهاء منها في مجلس الوزراء، الأمر الذي فرصة أفضل لإعادة مناقشة السلسة من حيث توقفت أمس، في جلسة ثالثة أقرّت الرسوم على المشروبات الروحية ومعاملات كتاب العدل ومغادري لبنان عبر الحدود البرية والتبغ والتنباك (راجع ص 3).
وفي السياق، قال وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني لـ«اللواء» أن التوقعات بإنجاز مشروع قانون الموازنة مرتفعة، مؤكدا أن الحكومة ساهمت في تسهيل أمور كثيرة وأطلقت موضوع إعادة التخمين وحصل إعفاء لبدل التخمين كما أنه تم منع أي شركة من الاستيراد في حال لم تسدد ضريبة الTVA، وذلك سيساهم في منع الهدر.وعلم انه تم إعفاء العائلة التي توفي المسؤول عنها والتي لم تعمد إلى أي تسجيل من رسم انتقال الملكية حتى 120 مليون. وتم أيضا تخفيض نسبة الإعفاء من 10%إلى 2% في ما خص بعض الضرائب التي لم تسدد سابقا من قبل بعض الشركات.
إلى ذلك، لفت الوزير تويني إلى أن البرلمان كان يناقش بشكل جدي كيفية تمويل السلسلة وحصلت البلبلة من خلال أخبار مواقع التواصل الاجتماعي. واصفا ما جرى بالحملة المغرضة. وقال :لا يجوز أن تحمل الحكومة مسؤولية التخاذل المالي الذي جرى منذ سنوات.
في إطار آخر، يستعد الحراك المدني لتوسيع تحركه بدءاً من الأحد، في ظل دعوات لاعلان العصيان المدني، بالتزامن مع إعلان روابط الأساتذة والتعليم الثانوي والاساسي والمهني عن استمرار الإضراب المفتوح لتحسين جداولهم في السلسلة الموعودة.
وفيما علق مجلس القضاء الأعلى اعتكاف القضاء عن الجلسات، أكّد المحامون استمرارهم بالامتناع عن حضور هذه الجلسات، في حين خرجت مظاهرات منددة في مختلف المناطق اللبنانية ضد زيادة الضرائب، في ظل عجز المواطنين عن تحملها في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة.
عون في الفاتيكان
رسمياً، وفي الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس الرئيس ميشال عون والوفد المرافق له، واختلى به لمدة عشرين دقيقة، تحدث خلالها الرجلان عن موقع لبنان، ورسالة العيش المشترك ووضع المسيحيين في الشرق، فضلاً عن العمل القائم في مواجهة الإرهاب.
وطالب الرئيس عون خلال اللقاء، باستمرار دعم البابا للبنان في المحافل الدولية والإقليمية.
وقدم الرئيس عون للحبر الأعظم أفراد عائلته السيدة ناديا وبناته الثلاث وازواجهن، كما تبادل معه الهدايا.
كما عقد الرئيس عون اجتماعاً مع أمين سر الفاتيكان بيترو بارولين، في حضور الوزير جبران باسيل والقائم باعمال السفارة اللبنانية البير سماحة والوفد الإعلامي.
وقال عون للدبلوماسي البابوي ان لبنان اجتاز المرحلة الصعبة، وهو ماض في نهوضه وفي تعزيز الحوار في ما خص النظام السياسي والانتخابات النيابية، معتبراً ان الخلافات السياسية مردها إلى صراع بين الأحزاب وليس بين الأديان، مؤكداً على أهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم، وعلى الشراكة الكاملة بين المسلمين والمسيحيين في مسيرة إعادة الاعمار ومكافحة الإرهاب.
وكان عون أعلن ان البابا سيلبي الدعوة لزيارة وطن الأرز، وقال ان «البابوات رأوا دائماً في وطننا نموذجاً، ولبنان يتطلع على الدوام إلى الكرسي الرسولي بمنتهى التقدير والامتنان».
وأكد بيان صدر عن الفاتيكان بأن «المحادثات الودية بين الجانبين أكدت الدور التاريخي والمؤسساتي للكنيسة في حياة لبنان»، مشيراً إلى ان المحادثات تناولت أيضاً سوريا، «مع انتباه خاص للجهود الدولية الهادفة لإيجاد حل سياسي للنزاع»، وكذلك «وضع المسيحيين في الشرق الاوسط»، وعبر الفاتيكان من جانب آخر، عن امتنانه للجهود التي يبذلها لبنان لاستقبال اللاجئين السوريين.