اسدل الستار على «مسرحية» «درب السلسلة» في ساحة النجمة بالامس، باخراج سيئ، ولم يرتق اداء ممثلي الامة الى مستوى «الكومبارس» في «حفلة» مزايدات حولت المجلس النيابي الى ساحة حرب كلامية انتهت الى «فض» الاشتباك «الوهمي» بتاجيل العرض الى حين عودة «المايسترو» الى سدة الرئاسة حيث افتقد الجميع الى خبرته وباعه الطويل في ادارة جلسات فشل في ضبطها نائب الرئيس الذي اقر بأن المهمة «مبهبطة» عليه... في الخلاصة قُبض على حزب الكتائب متلبسا بتهمة «الشغب» و«المزايدة»، بينما ظل اقرانه من «المزايدين» والمعطلين لاقرار السلسة وراء «الكواليس»... واذا كان ثمة من يتخوف من «لعبة» مصالح مالية كبرى لدى بعض المتنفذين الذي يضغطون لتعديل بعض الواردات الضريبية خصوصا على المصارف، فان اوساط نيابية وازنة اكدت لـ«الديار» ان لا مهرب من اقرار السلسلة الاسبوع المقبل لان التداعيات السلبية ستكون اكبر من قدرة الحكومة ومجلس النواب على تحمل اعبائها... وفيما تنتظر عودة وزير الخارجية جبران باسيل من الفاتيكان اليوم لاعادة تحريك الملف الانتخابي، في ظل لقاء مرتقب مع حزب الله، كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يرسم في اطلالة بعيدة عن الاعلام معالم الانتصار المرتقب في سوريا، معتبرا اياه «معجزة الهية».
ففي لقاء «داخلي» بعيد عن الاعلام مع التعبئة الطالبية في حزب الله، تجنب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مقاربة الملفات الداخلية، تاركا الاستفاضة في هذا الملف لخطابه غداً السبت حيث من المقرر ان يتطرق الى ملفي الموازنة والسلسلة وقانون الانتخابات... لكن المقاومة والشأن الاقليمي من «البوابة» السورية، حضرا في ختام كلمته التي خصصت بمجملها للشأن الثقافي والديني... وأجرى نصرالله مقارنة دقيقة لتطور الاوضاع في سوريا منذ 6 سنوات وحتى يومنا هذا، وتحدث عن «المظلومية» التي تتعرض لها المقاومة و«الطعن في الظهر» من قبل من يجب ان يشكروها لانها كانت تملك «البصيرة» والوعي المسبق وذهبت في الوقت المناسب الى سوريا، بعد ان كانت من اول الذين تنبهوا لخطر المجموعات التكفيرية، وبدل ان تشكر اصبحت متهمة... كما تحدث السيد نصرالله باسهاب عن قرب افول تنظيم «داعش» الذي انقلب على مشغليه واعتبر ان هذا «التنظيم» الى زوال، بعد الانتصارات التي تتحقق في العراق وسوريا، حيث اصبح في موقف حرج وبات يشكل خطرا جديا على الاردن والسعودية... كما تحدث عن انقلاب المشهد في سوريا بعد ان تلاشت ادوار الدول المتورطة بالحرب هناك، وباتت اليوم أربع دول رئيسية على «الطاولة»... كما لفت نصرالله الى قلق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو من تعاظم دور المقاومة والذي ظهر جليا في زيارته الاخيرة الى موسكو... واصفا ما تحقق في سوريا بـ«المعجزة الالهية» بعد ست سنوات من الحرب على الدولة السورية، واشار الى انقلاب المعادلات «رأسا على عقب»، وقال «هم اتوا بـ«داعش» الى البقاع، فأصبحت المقاومة في سوريا، وارادوا ان يصبح هذا «التنظيم» في بيروت فأصبحنا اليوم في «الجولان»»...
باسيل ولقاء حزب الله
في الملف الانتخابي، سادت «البرودة» الاجواء المحيطة بهذا الملف بفعل التحاق وزير الخارجية جبران باسيل برئيس الجمهورية ميشال عون الموجود في الفاتيكان، وعلمت «الديار» انه بعد عودة رئيس التيار الوطني الحر الى بيروت اليوم الجمعة، سيعقد لقاءً موسعاً على مستوى رفيع مع قياديي حزب الله المولجين بمتابعة الملف الانتخابي... ووفقا للمعلومات فان الحزب ينتظر الردود على الملاحظات السلبية التي وضعها على القانون الجديد، وجرى تسليمها قبل ايام الى المعنيين في التيار الوطني الحر، وحتى مساء امس لم تكن قد وصلتها الاجابات عليها... ومن المرتقب ان يحمل تلك الردود وزير الخارجية فور عودته، ويرغب حزب الله في ان تحسم النقاط العالقة، ويرغب بابلاغ موقفه الرسمي قبل كلمة السيد نصرالله غداً السبت، لذلك من المرتقب ان يعقد اللقاء في الساعات القليلة المقبلة خصوصا ان وزير الخارجية الذي يصل اليوم الى بيروت سيغادر الى واشنطن يوم الاثنين المقبل للمشاركة في المؤتمر الخاص بمواجهة تنظيم «داعش»... فيما اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الانتخابات باتت بحكم المؤجلة «تقنيا»..
ملف «السلسلة»
في المجلس النيابي لم يكن تطيير جلسات «سلسلة» الرواتب والرتب مفاجئا، وكان البطء في النقاشات حول الايرادات الضريبية يشير بوضوح الى وجود «قطبة مخفية» ستفضي في نهاية المطاف الى تأجيل البت بهذا الملف، خصوصا ان ضعف اداء نائب رئيس المجلس فريد مكاري سمح للنواب «المشاغبين» في اطالة البحث في كل بند كان يعرض على المناقشة والتصويت... ووفقا لمصدر نيابي في تيار المستقبل، فان لا خوف من «تطيير» «السلسلة»، والجلسة ستعقد الاسبوع المقبل بعد عودة الرئيس الحريري من زيارة ليوم واحد الى مصر، لكن رئيس الحكومة ارتأى بعد التشاور مع الكتل الوازنة في المجلس النيابي تأجيل البت بها ريثما يخف الاحتقان «المفتعل» الذي احاط بالجلسات النيابية وخلق «بلبلة» لدى الرأي العام... وفيما اعلن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع تعليق القوات اللبنانية تأييدها للسلسلة حتى يتمكن من يعارضها ان يجد موارد بديلة، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء ان الحزب تبنى منذ اللحظة الاولى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر والمواقف الشعبية سهلة جداً... اما وزير المالية علي حسن خليل اكد انه لم ولن نقبل بأي ضرائب تصيب ذوي الدخل المحدود ولم تقر اي مادة ضريبية جديدة تصيب الناس، وتخوف من ان تكون «ماكينة» الشركات والمصارف هي من يدير حملة التشويش، لانه لاول مرة تفرض ضريبة عادلة عليهم»... وتأتي هذه المواقف لتزيد الضغوط على حزب الكتائب الذي توعده رئيس الحكومة بملاحقة قانونية ازاء الاشاعات «المغرضة» على مواقع التواصل الاجتماعي، واذا كان النائب سامي الجميل قد حاول التنصل من المسؤولية، مطالبا برفع الحصانة عن الجميع، فإن اوساط نيابية مسيحية قالت لـ«الديار»، يكفي ان يستمع المرء صباح امس الى «صوت لبنان» التي خصصت الهواء مباشرة للتحريض على النواب «والسلسلة» كي يدرك سوء نية «الكتائب»...
الملف الامني
وفي سياق متصل بتداعيات الاشتباكات التي حصلت الاسبوع الماضي في مخيم برج البراجنة ومحيطه، علمت «الديار» ان التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية، بالتعاون مع حزب الله، اظهرت بشكل قاطع ان لا خلفيات سياسية او امنية مدبرة او مبيتة وراء ما حصل... لكن تلك الاحداث فرضت على المعنيين المولجين بأمن المخيمات ومحيطها الى اجراء مراجعة كاملة للاجراءات الامنية المتبعة هناك، وثمة لائحة من المطلوبين داخل المخيم تم تسليم بعضهم، ومن المنتظر تسليم آخرين من الذين تورطوا بالاحداث الاخيرة، وغيرهم من الاشخاص الفارين المطلوبين بموجب مذكرات قضائية... وبحسب اوساط مطلعة، الملاحظ ان القوى والفصائل الفلسطينية تتعاون بشكل كبير مع الاجهزة الأمنية اللبنانية خصوصا ان مخيم برج البراجنة لا توجد فيه تعقيدات أمنية شبيهة بمخيم عين الحلوة، وتدرك تلك الفصائل ان «أمن» الضاحية الجنوبية «خط احمر»...