أفاد أحد كبار مستشاري ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن اللقاء الذي ضمَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والأمير محمد الثلثاء كان ناجحا للغاية، موضحاً أنه "يعتبر نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين التي مرت بفترة من تباعد وجهات النظر في العديد من الملفات إلا أن اللقاء أعاد الأمور الى مسارها الصحيح".
ووصف اللقاء في بيان بأنه "يشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وذلك بفضل الفهم الكبير للرئيس ترامب لأهمية العلاقات بين البلدين واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة".
وقال إن "الأمير محمد بن سلمان ناقش مع الرئيس ترامب قضية منع دخول بعض مواطني الدول الست الولايات المتحدة الأميركية، وإن سموه متابع للموضوع من البداية وإن المملكة العربية السعودية لا ترى في هذا الإجراء أي استهداف للدول الإسلامية أو الدين الإسلامي بل هو قرار سيادي لمنع دخول الإرهابيين الولايات المتحدة".
وأضاف: "بيّن الرئيس ترامب احترامه الكبير للدين الإسلامي باعتباره أحد الأديان السماوية التي جاءت بمبادئ إنسانية عظيمة اختطفتها الجماعات المتطرفة، فيما أكد الأمير محمد أن المعلومات السعودية تفيد بالفعل أن هناك مخططاً ضد الولايات المتحدة أعدّته هذه الجماعات سراً في تلك الدول، مستغلّة بذلك ما تظنّه ضعفاً أمنياً فيها للقيام بعمليات ضد الولايات المتحدة. وأبدى تأييده وتفهمه لهذا الإجراء الاحترازي الهام والعاجل لحماية الولايات المتحدة من العمليات الإرهابية المتوقعة".
وتحدث عن مناقشة العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومنها استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة من الجانب السعودي وفتح فرص للشركات الأميركية التجارية على نطاق واسع واستثنائي لدخول السوق السعودية.
كما قال "إن الأمير محمد بن سلمان أكد أن الاتفاق النووي سيئ وخطير للغاية على المنطقة وشكل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة، وأنه لن يؤدي إلا الى تأخير النظام الإيراني الراديكالي فترة من الزمن في إنتاج سلاحه النووي وإن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى استمرار تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أي قدرة عسكرية نووية لدولة إيران".
وشدد على أن ترامب وولي ولي العهد "تطابقت وجهات نظرهما بشكل تام حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية بهدف وصولهم الى قبلة المسلمين في مكة، مما يعطيهم الشرعية التي يفتقدونها في العالم الإسلامي ومع أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم أجمع، وأن دعم إيران للمنظمات الإرهابية مثل حزب الله والقاعدة وداعش وغيرها ووقوفها في وجه أي اتفاق لحل المشكلة الفلسطينية من باب تصدير مشاكلها الى الخارج ومحاولة أخرى لكسب الشرعية التي تفتقدها بين المسلمين".
وقال المستشار السعودي إن الجانبين اتفقا على أهمية التغيير الكبير الذي يقوده الرئيس ترامب في الولايات المتحدة وتزامن ذلك مع التغيير في السعودية عبر رؤية السعودية 2030.
وبالنسبة الى الإرهاب في المنطقة، قال المستشار السعودي إن الجانبين "اتفقا على أن حملات التجنيد التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية في السعودية ضد المواطنين السعوديين هي بهدف كسب الشرعية لهذه التنظيمات نظراً الى مكانة السعودية الرائدة في العالم الإسلامي كونها مهبط الوحي وأرض الحرمين وقبلة المسلمين وما يمثله ذلك من شرعية لا منافس لها. ومن جانب آخر لمحاولة ضرب العلاقات الاستراتيجية السعودية مع الولايات المتحدة خصوصاً والعالم عموماً ومن ذلك ما قام به قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذي قال عنه نائبه الظواهري في خطاب تأبينه بأنه كان من جماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان طالباً في الجامعة وأن الظواهري نفسه كان عضواً في تنظيم الإخوان المسلمين وأن قيام أسامة بن لادن بتأجيل العمليات الإرهابية ضد الولايات المتحدة أكثر من مرة كان بهدف جمع أكبر عدد ممكن من السعوديين لأداء العمليات بهدف ضرب العلاقات بين البلدين".
وذكر أن الجانبين "تناقشا حول التجربة الناجحة السعودية بإقامة سياج عازل بين السعودية والعراق، وان ذلك أدى الى عدم تسلل أي شخص أو أي عملية تهريب منذ أن تم تشييده". وأبدى الأمير بن سلمان "أسفه لأن السعودية لم تعجل بتطبيق هذه التجربة الناجحة في حدود السعودية مع اليمن، موضحاً أن نجاح التجربة في حدود المملكة الشمالية سيعجل بشكل كبير بتطبيقها بالحدود الجنوبية للمملكة".
كما قال المستشار السعودي إن الأمير محمد "أبدى ارتياحه بعد اللقاء للموقف الإيجابي والتوضيحات التي سمعها من الرئيس ترامب حول موقفه من الإسلام، وذلك عكس ما روجه الإعلام عن فخامته، مؤكدا أن فخامة الرئيس ترامب لديه نية جادة وغير مسبوقة للعمل مع العالم الإسلامي وتحقيق مصالحة بشكل كبير وأنه يرى أن فخامته صديق حقيقي للمسلمين، وسيخدم العالم الإسلامي بشكل غير متصور وذلك على عكس الصورة النمطية السلبية التي حاول البعض ترويجها عن فخامته سواء كان ذلك عبر نشر تصريحات غير منصفة ومقتطعة من سياقها لفخامته، أو عبر التفسيرات والتحليلات الإعلامية غير الواقعية عن فخامته".
وخلص إلى أن "التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي اليوم سيكون في أعلى مستوى له، وأن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة القادمة".