إلتزم حزب الله الصمت وعدم الرد حيث لم يصدر أي موقف رسمي عن الحزب فيما يتعلق بالموقف الصادر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقابلته على شاشة "سكاي نيوز" قبل أيام والمتعلقة بسلاح حزب الله ودوره في سوريا وذهابه الى هناك من خارج الإدارة اللبنانية الرسمية.
أراد الحزب من خلال ذلك الإبقاء على خيط التواصل مع بكركي ومع الراعي شخصيًا بالنظر إلى ما يمثله في الحياة السياسية اللبنانية على أنه مرجعية لبنانية أساسية لها رمزيتها الدينية والسياسية.
ومن هنا فلم يشأ حزب التوجه بأي خطاب ضد البطرك كي لا يترجم بعكس ما هو عليه ويبني الخصوم على ما يرد فيه من اجل الحفر في العلاقة بين الطرفين.
كانت العلاقة بين حزب الله و بكركي على دائما على السكة الصحيحة إلا أنها كانت مشوبة بالحذر الدائم بالرغم من الزيارات التي كانت دائمًا تاخذ بعدًا دينيًا من خلال تعمد حزب الله إرسال "معممين" للقاء البطريرك في الصرح، و بقيت هذه العلاقة بأحسن أحوالها، و هو ما كرّسه حزب الله مؤخرًا بعد تصريحات الراعي إذ لم يصدر أي موقف أو بيان.
وإكتفى جميع القياديين في الحزب بعبارة "لا تعليق".
إقرأ أيضًا: جزية ،، من نوع آخر
ومع الهدوء الذي اختاره حزب الله كرد على مواقف البطرك الراعي إنتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي تغريدة لنجل الامين العام لحزب الله جواد نصر الله قال فيها "لن ننتظر الشرعية من أحد ولن ننتظر الشرعية من أحد" .. "أحرجكم سلاحنا يا هذا وذاك ولم يحرجكم مقتل إخواننا".
لقي هذا الموقف من جواد نصر الله ردود فعل عديدة إلا أنه سرعان ما برره بالقول بأنه موقف شخصي فيما إعتبرت أوساط حزبية بأن "الموقف الرسمي لا يصدر على الفايسبوك من شخصيات غير رسمية بل من جهات واطراف رسمية معروفة".
وقالت أوساط مقربة من حزب الله أن البطريرك الراعي هو "هو قامة وطنية كبيرة ولا يحبذ حزب الله الدخول معه في أي سجال إحترامًا له ولموقعه" لافتةً بأن ما قاله الراعي "لا يندرج ضمن الموقف بل هو فعليًا إستقاء ونقل ودمج لمواقف عدة موجودة على الساحة ونسمع عنها في الاعلام كل يوم" لكن أخذت هذا البعد نتيجة "الموقف الذي يمثله الراعي وقيام البعض عمدًا بالإضاءة أكثر مما يجب على موقفه وتقديمه كنوع من الانتقاد لحزب الله عكس ما كان يقصد - ربما - الراعي".
إقرأ أيضًا: الراعي يردّ على عون: المسيحيون خارج الحرب
وتتابع الأوساط أن "الراعي كان سبق وأعلن موقف من على "درج الاليزيه" اثناء زيارته الشهيرة الى باريس حيث قال يومها بما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد أنه "يفضل السيء على الأسوأ"، وكونه كان واضحًا يومها إلى هذا الحد شُنت عليه الحملات من الذين يدعمونه اليوم، وبما أن الراعي جاهر يومها بدعم "السيء على الاسوأ" الذي وفق تحليل الراعي "يدعمه حزب الله".. بالتالي ومن حيث الجوهر، بكركي لا تعارض هذا التوجه ابدًا.