أن تقع في الحب هو أن تعود بذاكرتك إلى الوراء وأن تعرف سبب فشل كل العلاقات السابقة التي مررت بها. في الواقع، كلنا قد التقينا ذلك الشخص الذي استوطن عقولنا منذ الوهلة الأولى. ومنذ تلك اللحظة، أصبحنا نقيّم حياتنا قبل أن نعرفهم وبعد لقائهم.
إن الحب يعدّ أجمل إحساس يمكن أن يراودك، لكن هناك خيط رفيع يفصل ما بين الحب ومجرد الإعجاب. فعندما تبلغ هذه المرحلة من الشك وعدم اليقين ستبدأ في طرح العديد من الأسئلة، على غرار: هل الطرف المقابل بارع في اختيار الكلمات وفي اختيار التوقيت المناسب؟ أم هل فُتنتِ فقط بملامحه الساحرة؟
ومما لا شك فيه، من الصعب على أي شخص أن يصف الشعور الذي يخالجه عند الوقوع في الحب، خاصة أنك ما زلتِ لم تتأكدي من أن الطرف الآخر يبادلك المشاعر نفسها. فكيف يمكنك إذاً معرفة ما إذا كان يحبك أم أنه معجب بك؟
في ما يلي بعض الإشارات التي يمكن أن تساعدك على التفرقة بين الأمرين وتنذرك بما إذا كانت علاقتكما ستتواصل:
هل تخليت عن عزة نفسك أم لا؟
في الواقع، إذا وقعت في الحب فإنك ستتخلّين تماماً عن عزة نفسك؛ لأن الحب الحقيقي لا تقيّده أي شروط ويقوم بالأساس على الصدق. فضلاً عن ذلك، أنت لست في غمار معركة تنتظرين فيها من سيُقدم على الخطوة الأولى، وسيبادر إلى مراسلتك أولاً، حتى تقومي أنت بالتعبير عن مشاعرك، خاصة أن الحب الحقيقي يحتم ضرورة تنازل الطرفين؛ من أجل المضي قدماً في العلاقة العاطفية التي تجمعهما. كما أنك لن تتواني أبداً عن التصرف على سجيتك حتى وإن كان ذلك يتوجب عليك إظهار حزنك وألمك وضعفك للطرف الآخر.
الخلافات المتكررة بين الشريكين دليل قطعي على الحب
تعد الخلافات المتكررة مع الطرف الآخر دليلاً واضحاً على الحب؛ لأن الأشخاص الذين يمضون أوقاتاً طويلة بعضهم مع بعض سيتعرّضون للعديد من المواقف التي ستنشُب إثرها الخلافات بينهم. وعندما تكون واقعاً في الحب، فلن تترك هذه الخلافات تفصل بينكما؛ بل ستتيح لكما هذه المشاكل البسيطة فرصة تطوير علاقتكما.
علاوة على ذلك، عندما تكون واقعاً في الحب ستحس بأن الأوقات التي قضيتموها في الشجار بسبب تضارب وجهات نظركما، قد أسهمت في توطيد العلاقة بينكما. ومن ثم، سيتولّد شعور بضرورة تفهم الطرف المقابل عوض فرض رأيك عليه، وهو ما يتماشى مع المؤشر الأول.
مهما يحصل بينكما ستسعين دائماً لإسعاده
في الحياة، ليس هناك أي شيء مضمون 100% ولا حتى علاقتك العاطفية. ولذلك، فإن مجرد التفكير في أن علاقتكما ستنتهي وسترتبطين بشخص آخر، سيجعلك ذلك تنئين بنفسك عن بقية العالم وتجلسين وحيدة في المنزل بملابس النوم، تأكلين المثلجات بنكهة الفانيلا، وتشاهدين فيلم "love Actually".
في المقابل، إذا كنت تحبين حقاً، فستدركين أنك ستسعين فقط لضمان سعادة الطرف الآخر حتى وإن كان ذلك يعني التخلي عنه؛ وذلك لأن إجبار شخص على البقاء معك لأسباب أنانية على الرغم من أنك توقنين بأنه سيكون أسعد بكثير مع شخص آخر، لا يعدّ حباً وإنما مجرد إعجاب.
ولا شك أنه عند وصولكما إلى طريق مسدود وحين حدوث انفصالكما، سيجعلك ذلك تشعرين بالحزن. لكن إذا كنت تحبينه بصدق، فسيتضاعف حزنك إن علمت أنه كان تعيساً ولم يشعر معك بالسعادة.
هل تُقدمين على فعل أشياء لطيفة لأسباب أنانية؟
عموماً، إن كنت تعيشين حباً أو كنت فقط معجبة بالطرف الآخر، فإنك ستقومين بأشياء لطيفة للشريك. في المقابل، يكمن الاختلاف في نيتك عند القيام بذلك. فعلى سبيل المثال، إذا أهديت شريكك كتابك المفضل فهل ينبع ذلك من رغبتك في جعل الطرف المقابل يشاركك الهوايات والميولات نفسها؟ أم لأنك تعلمين أنه يحب القراءة وسيستمتع بقراءته؟
إذا كنت تحبّين بصدق، فإن عطاءك سينبع من رغبتك في إسعاد الشريك حتى وإن كنت لست على اطلاع بالقصص والروايات. ففي نهاية المطاف، جلّ ما ترغبين فيه هو رسم ابتسامة على وجه الطرف الآخر.
(هافينغتون بوست)