14 آذار، ذكرى تحولت من إنتفاضة الإستقلال إلى ساحة وطنية خالية، ووحده العلم اللبناني ظل شامخاً متحركاً. ذكرى لم تعلن عن أي إعلان رسمي يُصرح بإنتهائها، ومع ذلك ما عاد هناك أي مؤشرات على إستمرارها. بقيت ذكرى بحلة تحالفات جديدة؛ تحالفات مُزج فيها الرقمان 8 و14.
 

غاب مشهد القادة الممسكين بأيدي بعضهم، وأُفلتت الأيادي وصافحت آخرين لتعقد تحالفات غريبة لم يكن الشعب اللبناني يتوقعها. وما إن تشير إلى ذكرى 14 آذار لتصر على معرفة ماذا بقي من هذا التحالف؟ 
تلك المناسبة الوطنية التي صدح إسم "ثورة الأرز" كمرشح لرئاسة الجمهورية
لم تعد سوى ذكرى من التاريخ. وها هي الذكرى يتيمة الأب والأم معاً، غاب الحاضن الأكبر لها، تفرّق زعماؤها، غاب إحتفالها، وغاب فرقاؤها الذين انضموا إلى تحالفات جديدة بتواريخ جديدة دون تاريخ 14 آذار. إختلف أنصارها على إنتخاب رئيس الجمهورية، واخر إختلاف بينهم على قانون إنتخابي جديد.

إقرا أيضا: أوقع العدو الإسرائيلي بفريسته وكانت الفريسة الباسل

 

ذكرى تفككت وحدتها مودعةً زعماءها واحداً يليه الاخر، أولهم رئيس التيار الوطني الحر السابق ميشال عون الذي سرعان ما خرج من هذا التحالف مفضلاً حلفاً آخر مع 8 آذار، تبعه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مفضلاً المسار السياسي الحيادي معلناً حياده عن قوى 14 آذار.
وبعدهما حلّق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مسافراً بعيداً عن لبنان وشعبه تاركاً قوى 14 آذار للبقية، تلتها بعودته علاقات غير مستقرة بينه وبين حليفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تحديد مرشح لرئاسة الجمهورية.
واستمرت العلاقات نحو التدهور حتى اليوم بعد أن انقسم الفرقاء على القانون الإنتخابي الجديد ليعلنوا في هذا اليوم إنكسار 14 آذار.

إقرا أيضا: فلسطين في عيون أطفالها

 

ربما بقيت هذه الذكرى لشهدائها فقط، أي "شهداء إنتفاضة الإستقلال" التي أطلقها قوى 14 آذار. وبعد 12 سنة ستكلل الذكرى، ليبقى حزب الكتائب وحيداً في التخطيط والتنسيق، وها هو اليوم قد تهيأ لإحياء ذكرى على مشارف الإنتهاء، ستصبح صورة من التاريخ، موجهاً دعوته إلى عشرات السياسيين والناشطين في قوى 14 آذار لمشاركته إحياءَ المناسبة في استقبال يَشهده البيت المركزي للحزب.

إقرا أيضا: خصخصة الكهرباء مشروع مطلبي محق

أما مصير14 آذار اليوم وإنتفاضة ثورة الأرز، هو مشهد التحالفات الجديدة التي تمازجت مع أطراف من 8 آذار. ولكن هل كانت هذه التحالفات إحدى أهداف تلك الإنتفاضة، وهل كانت ضمن مشروع عبورها إلى الدولة؟ وحده المشهد اللبناني يجيب على تلك الأسئلة، ووحدها التحالفات الجديدة ستحدد مستقبل لبنان الجديد.