إختار شاب في العقد الثالث، منطقتي الشوف وعاليه، "مربّعاً" يصطاد فيه النساء والفتيات الواقفات إلى يمين الطريق، بانتظار سيّارة أجرة للتوجّه إلى عملهنّ أو مدارسهنّ، يقتنصهنّ على طريقة "الأوتوستوب" وينحرف بكل واحدة على حدة بين الأحراج، ويعمد إلى اغتصابها وسلبها حقيبة يدها، ليلقي بعدها بضحيته على قارعة الطريق.
فصول هذه القضية كشفتها وقائع حكم قضائي أصدرته محكمة الجنايات ومما جاء فيه، أنّه بسبب تكاثر عمليات السلب وإغتصاب النساء بعد تهديدهن بمسدس حربي، من قبل مجهول، يقوم بإصعادهنّ بسيارة من نوع "رابيد" زجاجها حاجب للرؤية بهدف مساعدتهن في التنقل، قامت الأجهزة الأمنية بتكثيف تحرياتها ليتبين لها، أن الفاعل هو اللبناني "هـ.ح" (مواليد 1980) .
كمنت دورية أمنية للمشتبه به أمام منزله، حيث حضر بعد قليل بسيارة "هوندا بريلود"، وعملت على توقيفه رغم مقاومته لعناصرها، ولدى تفتيش بيته عُثر على العديد من الحقائب النسائية، والهواتف الخلوية، فيما تم ضبط سيارتي الـ"بريلود" والـ"رابيد" العائدتين للموقوف.
أمام مفرزة بعبدا القضائية، إعترف "هــ" أنه يعمد منذ حوالي سبعة أشهر، إلى التنقل بواسطة إحدى سيارته في مناطق إقليم الخروب والشوف وعاليه، ويقوم بإصعاد النساء اللواتي يقفن على جانب الطريق، بعد أن يعرض عليهن إيصالهن الى حيث يردن، ليسلك بعدها طرقاً فرعية، ويحاول ممارسة الجنس معهنّ، ثم يسلبهنّ حقائبهن اليدوية، ويتركهنّ على قارعة الطريق، معترفاً بأنّه تمكّن من إغتصاب أكثر من عشر نساء داخل سياراته، زاعماً أنهنّ كنّ يتجاوبن معه. وأضاف أنّه تحرّش بعدد آخر وكان بكل الحالات يسلب ضحيته حقيبتها اليدوية ويحمل معه دائماً مسدساً حربياً خلال تنقلاته.
وأقرّ الموقوف، أنه كان يعطي بعض الهويات المسروقة التي يجدها في حقائب ضحاياه الى صديقه "ع.غ"، فجرى استجواب الأخير أمام مفرزة بعبدا القضائية وتوقيفه، بعدما تبيّن أنه حذا حذو صديقه "هـ"، الذي تعرف عليه منذ حوالي خمسة أشهر، فراح يستعير سياراته، ليُصعد النساء بها ويتحرش بهنّ، ويسلب حقائبهنّ التي يسلمها بدوره الى "هـ".
وأجمعت إفادات السيدات اللواتي كنّ ضحية هذه الأعمال، أنّ الجاني كان يعرض عليهنّ إيصالهن الى أعمالهنّ أو الى مدارسهنّ، ثم يسلك بهنّ طريقاً فرعيّة الى الأحراج وينفذ جريمته.
محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة مدة خمس سنوات بالمتهم "هـ. ح" وسنتين بالمتهم "ع.غ".