ورد في صحيفة "الديار" أنه من الواضح ان بعض الجهات الاقليمية تعود مجدداً لوتيرة التصعيد المذهبي والطائفي، وهذا ما يظهر في تفجير، زوار السيدة زينب في دمشق، ضدّ المسلمين الشيعة، وكذلك في مداهمات العوامية في المملكة العربية السعودية ، وسقوط شهيد وتدمير بيوت واعتقالات، والتهديد الذي اعلنته السلطات البحرينية، ضد آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم في البحرين وهو زعيم الطائفة الشيعية التي تمثل ستون بالمئة من الشعب البحريني. والذي قد تبلغ ذروة المواجهة يوم الثلاثاء المقبل، اذا لم يتراجع النظام او يتدخل العقلاء، لمنع اعتقال الزعيم الديني للشيعة البحرانيين.
هذا التصعيد المذهبي عدا عما يحدث من تفجيرات في العراق، حمل جهات لبنانية، الى الطلب من جهات مختصة لاخذ الحيطة والحذر، كون الهجمة تبدو وكأنها متكاملة وفق معلوماتها، وان الارهابيين ومن يقف وراءهم يعملون على النفاد من نقاط الضعف للقتل والتفجير، والاعتداء على المدنيين الابرياء.
وفي معطيات هذه الجهات السياسية ان لبنان قد لا يكون بعيداً عن هدف هذه الجماعات خصوصاً بعد نجاح الامن العام والقوى الامنية اللبنانية، في كشف جملة من الصيارفة الذين يعمدون عبرهم الى تمويل جهات ارهابية، حيث تجري التحقيقات معهم لمعرفة مصادر تمويلهم، واين تتجه هذه الاموال، وفي اي عواصم عربية وغربية تستقر.
ما يعني ان هناك استنفاراً امنياً مستمراً من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية في هذه المرحلة التي يبدو ان الاستهدافات ممكنة، خصوصاً ان هذه الاستهدافات تجري ترجمتها سياسياً. بعد انزعاج عواصم عربية من مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من المقاومة وسلاحها، وكونها قوة تقف الى جانب الجيش في مواجهة التكفيريين، وفي مواجهة العدو الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية.
من الواضح ان معطيات هذه القوى لم تأت من فراغ، بل ان لبنان واحد من الساحات المستهدفة، وقد جرى استهدافه مرات عديدة، ما يعني ان امكانية الاستهداف قائمة، لذلك فأن كل الاحتياطات المطلوبة قائمة على قدم وساق، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالتحديد التي يحقق فيها الجيش السوري والمقاومة، انتصارات ميدانية في ارياف دمشق الى محافظات سورية اخرى.
وتشير المصادر الى ضرورة ملاحظة حركة الجماعات المسلحة في جرود عرسال وتكرر استهداف الجيش اللبناني لها، في الايام القليلة الماضية، وهي من المؤشرات ان هذه الجماعات تحرك عناصرها وسلاحها، لاهداف عسكرية وامنية، ما حدا بالجيش اللبناني الى استهدافها لايام عديدة وخصوصاً في اوقات حركتها ليلاً بعد رصدها.
وما التوقيفات التي تحصل بشكل شبه يومي في لبنان ضدّ اشخاص وممولين، وفي الفترة الاخيرة انتحاري "الحمرا، الا دليل على ان هذه الجماعات تتابع عملها في الساحة اللبنانية، لاهداف خارجية، كونها يريد مشغليها توجيه رسائل، ليس الى الداخل اللبناني وحسب ، بل الى جهات متعددة.
كما ان البعض يريد توجيه رسائل مباشرة امنيا وسياسياً على ما يبدو لرئيس الجمهورية وفقاً لما تمت الاشارة اليه بمواقفه الاخيرة حول المقاومة.
المشكلة ان بعض العواصم تُعيد انتاج الاستهداف المذهبي، في محاولات مكشوفة لزعزعة الاجواء الاسلامية العامة ، بعد ان اكتشف المسلمون سنة وشيعة، ان جميعهم مستهدون بالاعمال الارهابية وليس طائفة بعينها، لكن تحريك الوضع المذهبي والطائفي في المنطقة مجدداً لا يخدم مصلحة محركيه، الا انهم يريدون الضغط من الناحية المذهبية، لاهداف سياسية اقليمية رغم الدم البرئ الذي يرهق في الساحات هنا او هناك. في وقت تجري الدعوات للحوارات اثر المؤتمرات، او في اطار الزيارات البينية التي تحصل بين الحين والاخر.
المصادر اللبنانية السياسية، تؤكد ان الاجهزة الامنية اللبنانية على يقظة كاملة وهي تقرأ معطيات المرحلة الحساسة، وقادرة بقوة على التحليل، في مرحلة التسويات او شدّ الحبال الاقليمي، وتعلم ان بعض الجهات توجه رسائل امنية لاهداف سياسية وان كانت هذه الرسائل تؤدي الى سقوط ابرياء. الا ان الاهم برأي هؤلاء ان تبقى الاجواء السياسية اللبنانية هادئة قدر المستطاع كي لا يستطيع ان تتسلل الجماعات التكفيرية التسلل، بين خلافات وتصريحات القادة اللبنانيين.