لا نقاش في بديهة تقول يجب على الجاهل العودة إلى العالم في كل فن وعلم وبناء عليها إن المؤمن المسلم الجاهل بأحكام الشريعة لا بد له من العودة إلى العالم فيها بهدف أن تبرأ ذمته من تكاليفها وهذا ما يُسَمَّى عندنا نحن الشيعة بالتقليد ونظرا لهذه البديهة أمر الله تعالى طائفة من المؤمنين أن ينفروا أن يسعوا في التفقه في الدين التفقه في العقيدة والتفقه في الشريعة لكي يعلموا الناس الذين لا يملكون وقتا أو لا يرغبون في تعلم فقه العقيدة وفقه الشريعة فقال سبحانه وتعالى { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } فالنقاش ليس في هذه البديهة بل في حدود التقليد وفي مُسَمَّى التقليد حيث ذهب كثير من فقهاء الشيعة الإمامية المتقدمين إلى القول بأن التقليد بالصورة السائدة اليوم محفوف بمخاطر جمة لذلك لم يحرموا التقليد أي عودة الجاهل إلى العالم بفقه الشريعة وإنما حرموا التقليد بصورته السائدة بيننا اليوم حيث بات المؤمن يعتبر نفسه مكلفا بتقليد الفقيه في كل أمور الحياة والعقيدة والشريعة والتاريخ والفلسفة والسياسة يعني قام بتعطيل عقله لكي يقوم الفقيه بالتفكير نيابة عنه فهذا النوع من التقليد هو الذي يقع على طاولة النقاش والبحث في مدى شرعيته وصحته وسلامته فما يُشَاع عني فإنه كذب وافتراء عليَّ في أنني ضد التقليد بكل صوره وبكل أشكاله