لقد جعلوا من سلسلة الرتب والرواتب المزمع إقرارها ( مشوهة) قريبًا في الهيئة العامة للمجلس النيابي، سلسلة مطاطة بحق وحقيق بعد هذا الشد والرخي والتناوش والمط والرمي بها من هيئة الى مجلس وبالعكس وحيث أننا على أعتاب إقرارها أخيرًا《والله أعلم》يهمنا إثارة بعض النقاط.
أولًا: إن التأخير المتمادي بإقرار هذه السلسة على مر السنوات المنصرمة كان مقصودًا وعن سابق تصميم لا لشيء إلا ليأتي مترافقا مع قرب إستحقاق الإنتخابات النيابية من أجل تجيير ذلك بهذا الإتجاه لفريق هنا أو هناك ولا نظن أن هذه الخديعة تنطلي على الشعب اللبناني الواعي.
إقرأ أيضًا: لا إتفاق على القانون الإنتخابي حتى الآن... الحريري ينذر بفشل حكومته وبري يرفع لاءات ثلاث
ثانيًا: ظهر جليًا أن هناك بون شاسع بين الفئات الشعبية الشريفة المكافحة والطبقة الحاكمة في لبنان بكل تشعباتها، فمن الواضح أن الحكام والحكومة والسلطة بتفرعاتها أصبحت طبقة قائمة بذاتها لذاتها تدافع عن مصالحها وسلطتها وكيانها ومشاريعها الخاصة فهي في مكان والناس في مكان آخر وذلك بدل أن تكون السلطة تعمل بموجب الوكالة المعطاة لها من الناس لإدارة شؤونهم ورعاية آمالهم وآلامهم وافشاء العدل والسلام بينهم نرى أن النيابة والوزارة وغير ذلك صار هدفًا مقصودًا بذاته وآسفاه...
إقرأ أيضًا: إلغاء جلسة أمس، إلغاءاً لإقرار الموازنة؟
ثالثًا: لا يجروء أحد بالإمتنان على الفئات الشعبية المستفيدة من السلسلة فيما لو صدقوا وأقروها ولو ممسوخة كما أسلفنا، فليس لأحد مهما علا شأنه وبرز إسمه سواء أكان فردًا أو جماعة أو حزبًا أو هيئة فضل على هذا الشعب بل الفضل كل الفضل لهؤلاء الناس الكرام الطيبون الصابرون على كل القيادات والزعامات والمسؤولين الذين وصلوا إلى مناصبهم ومراكزهم بفعل صبر وتضحيات ودماء وعرق هؤلاء الناس الشرفاء، فلا يسارعن أحد غدًا لتبني إقرار السلسة والتشدق بهذا الأمر على أنه من بركاته وإنجازاته لأنه حق قليل قليل من حقوق الشعب اللبناني الصبور الغفور
والى حديث آخر بإذن الله ...