عندما وقف أركان الطبقة السياسية الحاكمة في وجه وصول الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة، مما كلف البلاد سنوات من الفراغ وتجميد لحركة الدولة ومؤسساتها، وقرأنا حينها عشرات المقالات والتحاليل بأن الخوف من وصول الجنرال إنم هو بسبب تهديدد مصالح هذه الطبقة الفاسدة لمصلحة قيام دولة القانون والمؤسسات.
وكدنا نقتنع بأن وصول الرئيس هو بداية النهاية لسنوات عجاف من إستباحة الدولة وتمزرعها، وبأن عهدًا جديدًا قد بدأ فعلا وبتنا نترقب عودة ميمونة لموازين طالما فقدناها في إدارة الشأن العام،،
إقرأ أيضًا: إنهم في منبج يا سيد!
ومع مرور كل يوم، يتلاشى الأمل أكثر فأكثر فأكثر، لتأتي التعينات الأمنية فتزيد الطين بلة، هذا بعد أن أعلن بكل صراحة وزير الدولة لشؤون محاربة الفساد بأن الإصلاحات لن تزعج أي من الأفرقاء!!، وبعد موازنة مرتقبة قائمة على زيادة الضرائب التي تطال المواطن المسكين، وقبل هذا وذاك كان تصريح الرئيس عن سلاح حزب الله وضعف الجيش اللبناني الذي نزل كالصدمة الكبرى تنسف أي وهم إصلاحي مفترض.
إقرأ أيضًا: بين فاطمة الزهراء وفاطمة غول
عايشنا المارونية السياسية، والسنية السياسية، والشيعية السياسية،، وجميع هذه المراحل ساهمت بشكل كبير في خلق أزمات كبرى، إلا أنها حافظت بشكل من الأشكال على هيكلية الدولة وبنائها الظاهري،،،، أما ونحن على أعتاب مرحلة العونية السياسية بما تعنيه من حاكمية الشخص والعائلة والعشيرة،، فإننا نخشى الآن على هذا الهيكل الفارغ والعودة إلى مرحلة القبيلة وشيخ القبيلة،،،، ولكن مع كرافيت.