كشف مسؤول في الخارجية المصرية، تأجيل زيارة رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون في شهر نيسان/ أبريل المقبل، وذلك عقب مشاركته في أعمال القمة العربية، التي تعقد في العاصمة الأردنية "عمان"، نهاية شهر آذار/ مارس الجاري.
ويمثل خبر تأجيل الزيارة، صفعة للإعلاميين الموالين للسيسي، الذين أكدوا مرارا أن السيسي سيزور واشنطن، لعقد لقائه الأول مع ترامب، بعد توليه الرئاسة الأمريكية، في أواخر شهر شباط/ فبراير (الماضي)، أو أوائل شهر آذار/مارس الجاري، مؤكدين أن الربع الأول من عام 2017 لن يمر دون إتمام هذه الزيارة.
وبينما أكد ذلك كل من: أحمد موسى، ومصطفى بكري، وعمرو أديب؛ زعم الأخير أن السؤال الأول الذي سيوجه للسيسي عند زيارته لواشنطن؛ سيكون: "ماذا يحدث للمسيحيين في مصر؟".
لكن شبكة "24" الإماراتية، نقلت، الخميس، عن مسؤول (رفض ذكر اسمه، وفق الشبكة)، تأكيده أنه تقرر تأجيل زيارة السيسي لواشنطن، إلى الشهر المقبل، وأنه يجري الترتيب والتحضير، وإعداد برنامج جيد لها، باعتبار أنها الأولى للرئيس المصري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، منذ تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا.
ويتعارض ما ذكرته الشبكة، نقلا عن المسؤول المصري، مع قيام السيسي فعليا بإرسال وزير خارجيته، سامح شكري، إلى الولايات المتحدة، نهاية الشهر الماضي، في زيارة رسمية استغرقت يومين، من أجل التحضير خصيصا لزيارة السيسي، حيث التقى خلالها نظيره الأمريكي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي هيربرت ريموند ماكماستر، وعددا من المسؤولين، تمهيدا لزيارة السيسي.
إلى ذلك أوضح المسؤول المصري، وفق شبكة "24"، أن المشاورات مستمرة بين الجانب المصري والأمريكي بشأن الإعداد الجيد لتلك الزيارة المهمة، انطلاقا من أهمية الدور المصري في القضايا الإقليمية، والعمل على حل الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وتعزيز الاستقرار بها.
وكانت وزارة خارجية الانقلاب، أعلنت، في بيان صحفي لها، الاثنين الماضي، أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أعرب لنظيره المصري، سامح شكري، خلال اتصال هاتفي، عن تطلعه لزيارة السيسي لواشنطن قريبا، للتباحث حول عدد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تهم البلدين.
وقال نقيب الصحفيين الأسبق المقرب من النظام، مكرم محمد أحمد، في مقالة له بصحيفة "الأهرام"، الثلاثاء، إن السيسي "سيحاول خلال الزيارة استكشاف مدى استعداد ترامب لتنفيذ وعوده، وخاصة بعد إعلانه أن الحرب على الإرهاب ستكون أول أهدافه".
وأضاف أحمد أن هذه الخطوة من جانب السيسي "ستكون امتدادا لعمليات استكشاف أخرى شاركت فيها وزارات الخارجية والجيش والأمن، وخبراء استراتيجيون مصريون كبار، اجتمعوا في الأيام الأخيرة مع نظرائهم في الولايات المتحدة".
ومن جانبه؛ أكد عضو مجلس نواب الانقلاب، مصطفى بكري، أن السيسي "سيركز في هذه الزيارة على توضيح خطورة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المسلحة الأخرى على الأوضاع في المنطقة، وسيطالب الولايات المتحدة والعالم بتجفيف منابع الإرهاب وحظر نشاط هذه الجماعات".
ومن جهتهم، قال مراقبون إن نظام السيسي سيستفيد من الأحداث المتلاحقة في سيناء للمطالبة بالحصول على دعم مادي وعسكري من الولايات المتحدة بحجة "القضاء على الإرهاب"، استنادا إلى الرغبة المشتركة بين السيسي وترامب في محاربة تنظيم الدولة.
ومن جانبه، أشار أستاذ العلاقات الدولية، محمد كمال، إلى وجود عدد من الملفات السرية سيناقشها الرئيسان، من بينها المعونة الأمريكية لمصر، وتسليح الجيش المصري، بالإضافة إلى التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، مشيرا إلى أن "السيسي رجل عسكري في المقام الأول، ومن الطبيعي أن يولي هذه الملفات قدرا كبيرا من الأهمية"، وفق قوله لـ"عربي21".