انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي في صيدا والجنوب، خبر هروب أسد من داخل مزرعة في بلدة كفرملكي في إقليم التفاح، ما أثار حالة الذعر بين ابناء المنطقة.
شائعة كانت كفيلة باستنفار أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقال أحد أبناء البلدة لصحيفة النهار أن عمليات بحث جرت عن الحيوان المفترس إثر انتشار الخبر عبر مواقع التواصل، وطبعاً من دون نتيجة.
خبر مفبرك أشغل البلدة وجوارها ومواقع التواصل الاجتماعي فما هي أسباب انتشار هذا الخبر؟
المعلومات من القرية أفادت أن مجموعة من الأهالي أطلقت هذه "الخبرية" وتم تداولها عن عمد على نطاق واسع والهدف منها إخافة النازحين السوريين في المنطقة والحد من تجولهم في الأراضي الزراعية خصوصًا بعد انتشارهم الكثيف لقطف الزعتر البري في المنطقة.
إقرأ أيضًا: موقف رئيس الجمهورية من تهديدات نصر الله
إن هذه الحادثة وبالرغم من بساطتها وعفويتها إلا أنها تشير إلى مكنونات كثيرة حول التعايش بين اللبنانيين والنازحين السوريين، وقد كان لافتا في الآونة الأخيرة الإعتصامات والتحركات في عدد من المناطق اللبنانية إحتجاجاً على منافسة الأيدي العاملة السورية لنظيرتها المحلية، وازدياد معدلات البطالة تبعاً لذلك ولغيره من أسباب بعضها مزمن.
والواقع الذي يعرفه الجميع هو أنّ العمالة السورية في لبنان سابقة على نكبة النزوح الراهنة، لكنها إزدادت تلقائياً مع تلك النكبة وترافقت مع تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان كما في غيره.
أمام هذا الواقع وبعد تشكيل وزارة خاصة باللاجئين السوريين فإن على الحكومة أن تضع تلك القضية في أولى اهتماماتها وأن تتحرك وفقاً لمقتضيات وشروط قانون العمل ومصالح اللبنانيين، من دون أن يعني ذلك المسّ بكرامات النازحين أو التعرض لهم بطريقة تزيد من حدّة نكبتهم ولا تتلاءم مع الحسّ الإنساني والأخوي العام.
إقرأ أيضًا: أنقذوا المقاومة من هؤلاء !!!
وقد صار معروفاً أنّ لبنان الرسمي والشعبي يتحمّل ما هو فوق طاقاته وإمكاناته في قضية النزوج السوري هذه وليست قصّة العمالة سوى أحد وجوه تلك المعاناة، وذلك ما يستدعي مجدداً مقاربة الأمر بطريقة مدروسة ومتأنية وحضارية والتركيز في ذلك على الاستمرار في حضّ المجتمع الدولي على الإيفاء بوعوده وتعهداته من أجل إعانة لبنان وكل الدول المضيفة، على تحمّل الأعباء في مختلف المجالات.