قدر هذه السلة أن تتنقل من حكومة إلى حكومة ومن عهد إلى عهد آخر، وبنفس العناوين، ثلاث سنوات مضت من عمر السلسلة ولم تملك أي حكومة جرأة القرار بالنظر إلى التداعيات المالية لهذه السلسلة.
يوم أمس ناقشت اللجان المشتركة وعلى أن يستكمل النقاش اليوم فإن التوقعات لا تزال على حالها مع مزيد من الإرتجال والتصريحات الإنتخابية للنواب والوزراء.
ومع مناقشة بنود السلسلة يوم أمس في اللجان النيابية المشتركة فقد تحول منبر مجلس النواب إلى مسرح.
للمواقف المختلفة التي سعت الى التوفيق الصعب بين الحسابات المالية وتأمين موارد تمويل السلسلة من جهة ومراضاة الشرائح الوظيفية والنقابية المختلفة بوعود إقرار السلسلة من جهة مقابلة.
إقرأ أيضًا: الخامنئي يتبرأ من تصريحات المرجع الخراساني حول قضية الزهراء
لكن ذلك لم يحجب ما دار داخل الجلسة من طرح تساؤلات كثيفة عكست بلوغ هذا الملف عنق الزجاجة وكل ذلك على وقع إعتصام حاشد لاساتذة التعليم الثانوي الرسمي والاساتذة الملحقين في كلية التربية وحشد من الطلاب في ساحة رياض الصلح.
وإذا كانت المواقف النيابية لم تشهد اي اعتراض على اقرار السلسلة فانها أبرزت في المقابل مأزق تحديد كلفة السلسلة وتأمين تمويلها وسط تصاعد تساؤلات عن مسؤولية الحكومة أو المجلس في تحديد الواردات، وبدا من خلال المناقشات أن الملف عاد تقريباً الى نقطة الصفر لإضطرار اللجان الى اعادة مناقشة المشروع بنداً بنداً اذ ان الارقام تعود إلى ثلاثة أعوام وكان لا بد تالياً من اعادة تحديث بعضها من حيث أعداد العسكريين المستفيدين وأعداد الاساتذة وموظفي القطاع العام في ظل التعديلات التي طرأت على الجداول. ولهذا السبب تقرر إرجاء الجلسة إلى ما قبل ظهر اليوم ريثما يعد وزير المال علي حسن خليل هذه الجداول المحدثة. وعلمت "النهار" ان اجتماعًا عقد بعد جلسة اللجان وضم الوزيرين علي حسن خليل وجمال الجراح والنواب ابرهيم كنعان وجورج عدوان واكرم شهيب اتفق خلاله على إعداد وزارة المال جداول جديدة.
إقرأ أيضًا: لا إتفاق على القانون الإنتخابي حتى الآن... الحريري ينذر بفشل حكومته وبري يرفع لاءات ثلاث
وعلى رغم الاجواء الحذرة التي سادت حيال المخرج لاقرار السلسلة، علم ان لجنة شكلت من ممثلين للكتل لدرس الملف وهي تضم وزير المال والوزير الجراح والنواب كنعان وعدوان وعلي فياض وأكرم شهيب وياسين جابر. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن هذه اللجنة ستعمل على ترجمة التوجه الاساسي الى اقرار السلسلة على رغم ان كلفتها قد تجاوزت بكثير ما كانت عام 2014 لدى طرحها على المجلس آنذاك، مشيرة الى ان 21 الف عسكري منذ عام 2014 قد طوّعوا وتبلغ كلفتهم وحدها نحو مئة مليار ليرة، كما توقعت الانتهاء من درس الموازنة واقرارها الجمعة المقبل، علماً ان مجلس الوزراء لم ينجز اقرارها في جلسته بعد ظهر أمس.