جاء هذا التسليم بعد التقدم الذي أنجزه الجيش التركي والجيش السوري الحر عبر عملية درع الفرات التي إستطاعوا من خلالها طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " من مدينة الباب.
التوجه نحو منبج:
وبعد حسم معركة الباب، أعلن الأتراك نيتهم التوجه نحو مدينة منبج لطرد قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والتي تسيطر عسكريا على المدينة.
ويبرر الجيش التركي موقفه هذا ونيته بالتوجه نحو المدينة بعاملين أساسيين أولهما أن سكان مدينة منبج هم بأغلبيتهم عرب والمدينة عربية ولا يحق للأكراد التواجد فيها وثانيهما أن تركيا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية تنظيما إرهابيا يجب مقاتلته وإخراجه إلى شرق الفرات.
إقرأ أيضا : حرب ضروس في الشمال السوري.... الأكراد يسلمون قرى منبج للنظام والجيش التركي يتوجه نحوهم
لذلك تجهد تركيا في التحضير للحملة العسكرية لحسم المعركة في منبج لكنها تصطدم بعراقيل عدة.
فالأكراد سلموا المناطق المحاذية للتواجد التركي وهم بذلك يحولون المعركة من صراع كردي- تركي إلى صراع سوري- تركي وهذا بطبيعة الحال لا تؤيده تركيا في هذا الوقت لعدة أسباب أهمها التقارب الحاصل مع روسيا.
أما الجدار الآخر الذي إصطدم به الجيش التركي وكان وقعه كالصاعقة هو ما قام به الجيش الأميركي من إجراءات للإنتشار داخل مدينة منبج وخارجها.
فقد قال المتحدث بإسم البنتاغون جيف ديفيس أن الجيش الأميركي نشر عددا صغيرا من قواته داخل منبج السورية وحولها لضمان عدم مواجهة الأطراف المختلفة لبعضها بعضا والتركيز على محاربة داعش.
وأضاف بأن الخطوة هي إشارة واضحة للردع والطمأنة.
كيف ستتعامل تركيا مع هذا الوضع؟
وفي ضوء هذه الإجراءات الأميركية الجديدة سيكون وضع الجيش التركي في وضع حرج كونه لن يستطيع التوجه نحو المدينة لكي لا يصطدم بالجيش الأميركي.
إقرأ أيضا : قوات دلتا أميركية في سوريا قريبا ومناطق آمنة في الشمال والجنوب
لكن بعض المراقبين للوضع في الشمال السوري لا يستبعدون أن يكون الإجراء الأميركي منسق مسبقا مع الجانب التركي كمقدمة لتسوية الوضع في الشمال السوري وتهدئة الأجواء خصوصا أن الأمور قد تتطور بشكل دراماتيكي في أي لحظة وسيكون الجانب الأميركي هو الضامن للتهدئة في المنطقة.
لذلك الأمور في الشمال السوري تشهد حربا من نوع آخر خرجت عن تقاليد الازمة السورية وإختلطت الأوراق فيها بشكل محير ومعقد وهي بحاجة للمزيد من الوقت لتتضح أكثر.