من الطبيعي أنه كلما اقترب موعد بطولة كأس آسيا لكرة السلة التي ستقام في لبنان للمرة الأولى الصيف المقبل، كلما ارتفعت أصوات «النشاذ» الداخلية المعترضة والمتضرّرة من إقامتها في بلد الأرز، مع العلم أنّ هذا الإستحقاق القارّي المهم سيُعيد كرة السلة اللبنانية من دون شكّ الى قلب الخريطة الرياضية الدولية كخطوة أولى رئيسة لإستعادة أمجادها الغابرة التي كانت عليها في عهد «عرّابها» الراحل أنطوان الشويري.
أما لتلك الأبواق التي ترتفع بين الحين والآخر لتسأل عن جدوى إستضافة البطولة وأهميتها كونها لم تعد تؤهّل الى بطولة العالم كما كانت الحال من قبل، فالجواب هو أوّلاً أنّ هذا الحدث يُصنّف سياحياً بإمتياز بقدر ما هو رياضي، إذ يكفي أنّ بعثات الدول المشاركة من لاعبين وإداريين وطاقم حكام وفنّيين إضافة طبعاً الى المسؤولين الكبار في الإتحادات الدولي والآسيوي والعربي سيتواجدون في لبنان في أكثر الفصول إستقطاباً للسيّاح، من دون أن ننسى المشجّعين الكثر الذين سيرافقون منتخباتهم لمؤازرتها من على مدرجات الملعب، ما يعني أنّ البلد سيضجّ بآلاف الزوار الذين لن يحضروا المباريات فحسب بل سيقصدون المعالم الأثرية والسياحية والدينية المنتشرة في مختلف المناطق، كما سيكون لهم مردود إيجابي على صناديق المطاعم والفنادق والمجمّعات الكبيرة.
أما إذا أردنا التطرّق الى أهمية كأس آسيا رياضياً، فللبطولة إيجابيات وفوائد على المنتخبات المتأهلة الى المربّع الذهبي - على عكس ما يشيع بعض الأقلام الصفراء - إذ إنّ هذه المنتخبات ستُصنّف رئيسة مجموعات «Tete De Groupe» في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى بطولة العالم المقبلة، وهذا أمر إيجابي ومريح لها في الحسابات الخاصة بالتصفيات، كما أنّ لقب بطل آسيا أو زعيم القارة الصفراء يبقى إنجازاً مشرّفاً كبيراً بحدّ ذاته.
ويبقى أنّ اتحاد كرة السلة أطلق ورشة التحضيرات بشكل جدي ومكثّف غير آبه بما يُشاع أو يُحاك له في الكواليس السوداء المظلمة، وهو لن يستريح ولن يستكين حتى يأتي هذا الإستحقاق القاري المهمّ على قدر آمال وتطلعات الشعب اللبناني بجناحَيه المقيم والمغترب، والتوّاق الى الأعراس الرياضية الكبرى على أرضه والى الألقاب بعد سنوات عجاف طويلة.
اخترنا لك