نظمت أمس مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام مؤتمرها الثالث بعنوان "ثقافة الحوار ووسائل التواصل الإجتماعي"، برعاية معالي وزير الاعلام ملحم الرياشي، المقبل في قاعة المحاضرات برعاية لوجستية من مبنى عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت.
إفتتح المؤتمر عند التاسعة صباحًا بالنشيد الوطني اللبناني وتلاوة برنامج المؤتمر وكلمات لمدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد، ورئيس الجامعة الاميركية في بيروت فضل خوري، ورئيس لجنة الإعلام والإتصالات النيابية حسن فضل الله، ثم كلمة الوزير ملحم رياشي.
وبعدها إستمر المؤتمر بعد استراحة قصيرة وبدأت الجلسات، فكان العنوان الاول هو “دور الاعلام في إنجاح الحوار وإرساء دعائمه”،.وتحدث فيه كل من: جورج كلاس، صلاح سلام، جورج بكاسيني، بيار أبي صعب، حسين أيوب وغسان حجار، وقد تحدث الخطباء عن دور الدولة في إرساء حوار سياسي، إعلامي، إقتصادي وإجتماعي.
كما تحدث عن “مقدمات الأخبار بين سياسة المحطة التلفزيونية والموضوعية والرأي العام” كل من: رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، بيار الضاهر، كرمى خياط وإبراهيم فرحات، في هذه الأثناء زادت إعداد الزائرين بشكل كبير وملحوظ وضجت القاعة من أعداد الزائرين .
كرمى خياط تحدثت عن قناة الجديد و كيف ابتكرت طريقتها العريقة في جذب الراي العام عبر ما تقدمه في مقدمات النشرات الخبارية في المحطة (الجديد)، وقدمت أمثلة في أن الغرب والولايات المتحدة الأميركية ومع كثرة الآراء فيها يحق لها ما لا يحق لغيرها فترى ان القنوات الاخبارية كاcnn , abc , bbc على سبيل المثال، هناك تتمتع بحريات خيالية عندما تنتقد القوانين وتعطي رأيها تجاه الحكومة والرئيس ، ونحن في لبنان لا نسطيع ان نوجه نقدا للرئيس لان القانون لا يسمح بذلك ... واستمرت كرمى خياط حديثها وقدمت مقدمة ادلة واضحة عن سير العملية الاعلامية لدى المحطة .
ما كادت كرمى أن تنتهي حتى بدا الزوار (اي الجمهور ) يعلو صوته فالكل أصبح ملم في الإعلام و خبير يريد السؤال ، وبدأت عليهم ملامح التوتر لطرح الاسئلة قبل ذهابها خارج القاعة، راقبتهم عن كثب وهذا لأني كاتب وعليَّ حق ايصال الصورة بكلماتي المتواضعتة سألت معظمهم عن عملهم في الحياة فكان معظم الزائرين لحضور هذه الجلسة تحديدا هم من الجامعة اللبنانية واللبنانية الدولية (LU , LIU) وفي الاغلبية شيعة .
أحسست انهم على قلق ، وكأنهم كانو قبل دخولهم القاعة ينتظرون دور الخياط ليوبخوها، أو أنك ان رأيت ذلك المشهد من المؤكد ستتذكر مشهد الشارع والناس في الشارع لا محال، ذلك المشهد الغريزي الحاقد ...
سمعت شخصا يقول لرفاقه ، لنسألها عن سبب الاستهزاء بالامام الصدر ،فرد احد رفاقه او المسؤلون عنه لا اعرف تحديدًا ولكن بدت عليه ملامح العلم والمعرفة في هذا النهج وقال له لا ليس له علاقة في الندوة وأخذه الي يمينه وهو يهمس في اذنه كلاما لم اسمعه.
انهى الرئيس الجلسة الاولى ليتمكن من اسكات الجمهور و بدأ بالجلسة الثانية ، وما زالوا يريدون سؤال كرمى حتى وهي تنزل من عن ذاك المسرح، في الحقيقة لم نسمع اي سؤال منطقي طرح عليها، والاكثر من ذلك لم نسمع حتى باقي الاسئلة، وذلك ان الاصوات تعالت وحيت كل من يرشق الخياط اي سؤال تعجز عن الرد عليه ، تراهم ينظرون في اعين بعضهم وكانهم يحققون الشرف أو الفوز والانتصار الكبير، هذا وكالمعتاد اعتدنا ان نرى هذه الاشكال في مجتمعنا في الشارع وليس في قاعة تعد من ارقى القاعات في الجامعة الاميركية التي استقبلت على مدى اعوام روادا كثر في مجال العلم والمعرفة والفكر.
وللاسف فإن هؤلاء الاشخاص لا تعرفهم الا من خلال أشكالهم وانحطاتهم وتدني مستوى الوعي الفكري والثقافي لديهم ، يحفظون كلاما من غير ان يطبقوه اصلا وكأنهم آلات وروبوتات تتحرك تباعًا للامر المعطى، هؤلاء الناس ذكروني بقول الإمام موسى الصدر الذي آمن ببناء الدولة وبذل جهده ان يعلم ابناء طائفته ولكنه غاب ورحل وعندما تحدث عن المشاركة وعن عمل الخير وقال الخير في الجماعة، الجماعة التي تجتمع على خير المجتمع التي تجمع ولا تفرق التي تقبل الاخر ولا ترفضه ولا تقيم حرب عليه لأجل رايه وتفكيره ونظرياته.