مع استمرار شد الحبال السياسي بشأن قانون الانتخابات وغياب المعطيات الجدية التي تسمح بانقشاع الرؤية بما يتصل بهذا الاستحقاق الذي يفرض حضوره على المشهد الداخلي، شكل موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أشار فيه إلى أن عدم إقرار قانون جديد للانتخابات يشكل فشلاً لحكومته، بارقة أمل بإمكانية حصول تقدم على هذا الصعيد، بانتظار حصول ترجمة عملية لهذا التقدم، في ظل وجود شبه إجماع على أن القانون المختلط يبدو الخيار الصحيح، بعدما بدا أن الأطراف السياسية ومن بينها النائب وليد جنبلاط لا تمانع في اعتماده، بعد تقسيم الدوائر بين النظام الأكثري والنسبية.
وفي ضوء ما يحكى عن قرب التفاهم بشأن قانون للانتخابات قد يبصر النور في الأسابيع المقبلة، استبعد عضو "كتلة الكتائب" النيابية فادي الهبر، إمكانية التفاهم بشأن قانون جديد للانتخابات في وقت قريب. وقال ما زلنا في مرحلة انتظار وما يجري من اتصالات، لا يعدو كونه حراكاً من غير نتائج تذكر، متوقعاً الاتفاق في نهاية المطاف بشأن القانون المختلط، باعتباره يراعي جميع الخصوصيات على مستوى كل لبنان، كما يؤمن مصالح الكتل السياسية على قاعدة انتخاب النواب مناصفة بين الأكثري والنسبي.
وأشار إلى أن حزب "الكتائب" مع مبدأ النسبية، فيما لو كان وضع البلد يسمح بذلك، لكن النسبية الكاملة يتعذر تطبيقها في ظل الجو الطائفي والمذهبي القائم حالياً، لأن الطوائف الكبرى يمكن أن تبتلع الطوائف الصغرى وتحدث خللاً في التمثيل السياسي.
وقال إن من عيوب النسبية أنها تعري قوة المسيحيين ولا تحافظ على المناصفة بينهم وبين المسلمين التي أكد عليها اتفاق الطائف، فإذا كان حجم المسيحيين حالياً هو بنسبة 35 في المئة مثلاً، فلن يتمثلوا بأكثر من حجمهم، وما يتبقى يأتي بأصوات غير المسيحيين، ولذلك فالذهاب إلى المختلط هو الأفضل.
واعتبر أن الدائرة الفردية التي يطرحها "الكتائب" ما زالت الطريقة الأسلم للتمثيل الصحيح، لكن من غير السهل التوصل إلى اتفاق بشأن قانون للانتخابات في الوقت الراهن، لأن أي قانون يتم الاتفاق عليه، يعطي إشارة واضحة لمن سيتولى الحكم في السنوات المقبلة، في ظل ما يجري من حولنا من حروب سنية – شيعية، فارسية – عربية، وإقليمية – دولية، وفي ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما قد يحصل من اتفاقات بينه وبين روسيا، من دون أن ننسى تعاظم قوة "حزب الله" على المستوى المحلي. وكان الحريري أكد تمسكه بإنجاز قانون جديد للانتخابات خلفاً لقانون الستين، وبإجراء الاستحقاق النيابي قريباً، منعاً لأي تمديد أو فراغ، وقال إن عدم إنجاز قانون انتخاب يعني فشل الحكومة، في حين لفت النائب جنبلاط الذي التقى الحريري، إلى أهمية الشراكة في قانون الانتخاب، متحدثاً عن اقتراب من صيغة القانون المختلط.
السياسة الكويتية