تقدّمت محادثات السلام السورية في جنيف قليلاً، يوم أمس الأربعاء، للمرة الأولى بعد 6 أيام من المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة، وذلك بعد ورود أنباء عن قبول النظام السوري بضغط روسي لبحث الانتقال السياسي الذي يُفترض أَن يشمل مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ورأى كلّ جانب من المشاركين في المفاوضات بادرةَ أمل في صياغة جدول الأعمال، وفقاً لما يريد، خاصة بعد أن التقى مفاوضو المعارضة بدبلوماسيٍّ روسي كبير.
الإرهاب مقابل الأسد
وقالت المعارضة إنّ مفاوضي الرئيس السوري بشار الأسد تعرَّضوا لضغوط من حلفائه الروس، للتطرق إلى مسألة الانتقال السياسي، الذي يقول المعارضون إنّه يجب أن يشمل تنحِّيه عن السلطة.
على الجانب الآخر، ذكر مصدرٌ قريب من وفد الحكومة السورية، أنّ "هناك اتفاقاً على أن يشمل جدول الأعمال مناقشة الإرهاب".
ولم يتضح بعد إن كان الهدفان في انسجام، أم أنّ الجانبين يسيران في مسار تصادمي مثلما كانت الحال في جولات التفاوض السابقة قبل عام.
الأسد منزعج
لكن دبلوماسيين يقولون إنّ لقاء المعارضة بغينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد يمثل علامة فارقة تزعج الأسد.
وقال يحيى قضماني، رئيس وفد المعارضة للصحافيين، إنّه استعرض هو وزملاؤه نقاطاً قوية وواضحة لغاتيلوف، وإنّ روسيا ستحتاج إلى وقت للرد.
وأضاف أنّ "المعارضة ترغب في أن تصبح موسكو حيادية وليست عدواً لسوريا"، حسب تعبيره.
وتابع أنّها "تريد من روسيا الضغط ورعاية عملية الانتقال السياسي، والعمل مع المعارضة في سبيل وقف الإرهاب في سوريا".
وقال دبلوماسي، إنّ "المعارضة أصيبت بخيبة أمل، لأنّ الروس التزموا بمواقفهم الراسخة بأنّ مقاتلي المعارضة منقسمون لدرجة تحول دون التفاوض معهم".
وجاء ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا على نحو غير متوقع إلى الفندق الذي يقيم فيه وفد المعارضة في وقت متأخر من المساء بعد لقائها مع غاتيلوف، لكنّه أحجم عن التعليق.
مناقشات عميقة
وركزت محادثات جنيف حتى الآن بالكامل تقريباً على كيفية الترتيب لمحادثات أكبر في جولات لاحقة، لكن الجانبين قالا، يوم أمس الأربعاء إنهما أجريا مناقشات "عميقة" مع دي ميستورا في وقت لاحق خلال اليوم.
وقال نصر الحريري، وهو مفاوض من المعارضة للصحافيين: "نلاحظ الآن أن موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيسي على الطاولة".
وتريد المعارضة مناقشة "الانتقال السياسي"، وقالت بعدما استمعت إلى دي ميستورا إنّها تعتقد أنّ روسيا أقنعت مفاوضي الحكومة السورية بأنّ المسألة يجب أن تكون على جدول أعمال المحادثات.
مسألة الإرهاب
ولم يقبل بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية مناقشة المسألة قطّ من قبل. وتُجرى المحادثات في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي يحدّد عملية انتقال سياسي تتضمن صياغة دستور جديد لسوريا، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، ونظام حكم يتّسم بالشفافية ويخضع للمساءلة.
ويريد دي ميستورا تقسيم هذه الموضوعات في 3 نقاط.
وذكر دبلوماسيان غربيان أنّ الحكومة السورية وافقت على دراسة النقاط، لكنّها ذكّرت بأنّه يجب أن تكون هناك نقطة رابعة وهي قضية "الإرهاب".
وقال مصدر قريب من وفد الحكومة، إنّ "المحادثات كانت بنَّاءة، وقادت إلى اتفاق على 4 نقاط متساوية في الأهمية، تشمل الإرهاب".
لكن قضماني قال إنّ "القرار 2254 لا يتضمن نقطة الإرهاب، والمحادثات يجب أن تبدأ بالانتقال السياسي، لأنه النقطة الأساسية".
جولة جديدة
وذكرت وكالات أنباء روسية، أنّ جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار ستنطلق، يوم 14 آذار 2017.
ونقلت عن غاتيلوف قوله إن محادثات أخرى في جنيف ستجرى، في 20 آذار 2017.
(هافنغتون بوست)