تشتعل هذه الأيام صفحات التواصل الإجتماعي التابعة لجمهور حزب الله بإحياء ذكرى إستشهاد إبنة النبي محمد فاطمة الزهراء بشكل ملفت لم يسبق له مثيل في الأعوام السالفة، طبعًا فإن أغلب هذا الجمهور لا يعرف عن الزهراء إلا أنها حشرت وراء الباب وأنها أسقطت جنينها بسبب المسمار الذي إنغرز في صدرها، لتكمل الرواية المذهبية بأن من تسبب لها بهذا الأذى هو الخليفة عمر بن الخطاب.
هكذا تتحول سيرة الزهراء عليها السلام من أم إبيها والمدافعة الأولى عن رسالته، إلى مفصل أساسي لتشرذم أمة أبيها، وعامل إضافي في إشعال الفتنة السنية الشيعية، عبر إستحضار التاريخ الأسود الذي عكف أصحاب الغايات السوداء على كتابته وأخطر هؤلاء كان الصفويون ودسائسهم التي تحدث عنها المفكر علي شريعتي.
إقرأ أيضًا: عين الحلوه: إلى أين؟
الملفت أن ذكرى وفاة الزهراء هذا العام تزامن مع طرح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لموضوع خصخصة الكهرباء بلبنان، ولسنا نحتاج إلى كثير كلام حول ما تشكله مؤسسة كهرباء لبنان من كارثة مالية تثقل كاهل اللبنانيين بمبالغ تفوق المليار ومئتي مليون دولار تذهب معظمها إلى جيوب القيمين عليها،، وتبرز ها هنا فضيحة صفقة الباخرة التركية التي أبرمها وزير الطاقة جبران باسيل عام 2012 ( لمدة سنتين)! وما يقال عن إنتقال ملكية هذه الباخرة إلى الوزير التغييري لتتحول إلى وسيلة سرقة من جيوب اللبنانيين إلى حساب الوزير عينه.
إقرأ أيضًا: وزير خارجية الوهابية عادل الجبير، عند معقل الشيعة !!
وهذا ما قد يفسر هيجان التيار ومعه " أبواق الممانعة " الأخبار " والتصدي لطرح الخصخصة، بما يحفظ مصالح رئيس تكتل التغيير والاصلاح ولو على حساب المواطنين طالما أن التيار يرى ضرورة بقاء سلاح الممانعة فلا هم بعد ذلك من الدفاع عن السارق.
وفيما ينشغل " محبو " فاطمة بمسمار الباب التاريخي، يتناسى ويغض الطرف عن مسمار فاطمة ( غول ) الذي وصل إلى قلوبنا، ولعل هذا هو الهدف الحقيقي من رواية ذلك المسمار اللعين.