تصنف الملاهي الليلية في لبنان نفسها ضمن فئات، فمنها من هو سعره محدد ومقبول ومنها من هو فقط للميسورين ماديا وللذين لا يسألون عن اموالهم، ويشربون ويأكلون ويُصدمون من الفاتورة، فقط لكي يقولوا انهم يملكون المال وتصبح المنافسة بين الطاولات بمن يملأ طاولته بزجاجات الكحول اسرع.
ففي احد الملاهي الليلية المشهورة في منطقة البوشرية باتجاه نهو الموت، حُجزت طاولة لـ25 شخصا فوصل الجميع تدريجيا ليتبين ان الطاولة المحجوزة يبلغ طولها فقط مترا و20 سنتمترا بعرض 60 سنتمترا، كما ان الجميع سيجلس على كنبة تتسع فقط لـ6 اشخاص، ولدى السؤال عن الامر يظهر فجأة من يسمي نفسه بالـmanagerبضحكة عريضة واسنان صفراء ليقول لك: "بعد ساعة سيختلط الجميع ببعضهم البعض ولن يجلس اي شخص على كرسي، والأجواء ستشتعل".
وبعد دقائق يصل "أبو عضل" ويقف في المربع المحجوز ويمنع اي شخص من تخطي حدوده وان تطأ رجله حدود الطاولة الأخرى، اي يعني 25 شخصا في مساحة 4 امتار x4 امتار اي 16 مترا مربعا اي 4 اشخاص في المتر لان ما تبقى هو مكان للطاولة وللكنبة ولرجل الأمن "ابو عضل".
هذا تتقبله الغالبية، ولكن ما لا يمكن هضمه هو الأسعار، فيضعون لك زجاجة فودكا والنادل على الطاولة يقول لك ان سعرها 1400 دولار لانها قنينية حجمها ليتران ويضع لك زجاجة ويسكي بمبلغ 250 دولارا، وهاتان الزجاجتان لا تكفيان لـ 15 شخصا لمدة ساعة ونصف الساعة، ومن بعدها يبدأ النادل بسكب المشروب وتعليمات الإدارة تقول ان يفرط بسكبها لكي تطلب الطاولة زجاجات إضافية، وفي آخر السهرة ومن دون ان تعي يدفع كل شخص ما بين المئة والمئة وخمسين دولارا، اي ان فاتورة الطاولة الواحدة تصل الى 4 آلاف دولار، واذا طلبت الأسعار فلن تحصل عليها والجواب يكون ان الـwaiter قال لك السعر قبل ان تفتح الزجاجات.
حسنا لا مشكلة "لأن من يريد ان يسكر لا يعد القداح"، ولكن ملهى يتسع لمئتي شخص يوجد فيه ألف شخص طمعا بالأرباح، وتحجز طاولة لـ25 شخصا وتحصل على واحدة لستة اشخاص وتطلب اسعار فتحصل على ابتسامة، فأين هي وزارة الاقتصاد من مراقبة الاسعار والفواتير؟ وأين هي دائرة حماية المستهلك من اعمال النصب والاحتيال في طريقة معاملة الزبائن ووضع 4 اشخاص في متر مربع ووضعهم تحت الأمر الواقع، لانهم يعلمون انهم سيسهرون لانهم عانوا الامرين لحجز هذه الطاولة الصغيرة والتي لا تتسع لستة اشخاص، وقاموا بوساطات مع اشخاص ميسورين ومن زبائن الملهى لدخوله.
واخيرا نقول ان احدا ليس مجبرا على الذهاب الى ذلك المكان ودفع هذا المبلغ "وما حدا ضربوا على إيدوا"، ولكن هناك حدا ادنى من التقديمات واحترام الزبائن عبر كرسي لكل واحد كما طاولة كبيرة كما توفر لائحة اسعار، فزجاجة ويسكي ثمنها 30 دولارا تباع بـ253 دولارا فأين رقابة المعنيين؟ وزجاجة فودكا ثمنها 180 دولارا تباع بـ1400 دولارا فأين وزارة الاقتصاد وما يسمى حماية المستهلك؟
ليبانون فايلز