مع مرور كل يوم ترتفع أصوات جديدة في الكونغرس تدعو الى اجراء تحقيقات شاملة في علاقات دونالد ترامب وقادة حملته الانتخابية مع شخصيات روسية قد يكون بينها عملاء استخبارات، إذ يدور نقاش الآن بين الديموقراطيين الذين يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، والجمهوريين الذين يقولون إن لجان الكونغرس التي يرأسها الجمهوريون بصفتهم حزب الاكثرية، تملك الصلاحية للقيام بذلك. ويوم الجمعة طالب النائب الجمهوري داريل عيسى باجراء تحقيق خاص، وتبعه رئيس مجلس النواب بول رايان الذي أيد اجراء تحقيقات شاملة "لأننا في حاجة الى أجوبة" وان يكن قال إن لجان الكونغرس مؤهلة لذلك.
وتتولى لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب حالياً التحقيق في هذه العلاقة، وفي دور روسيا بالتدخل في الانتخابات لمساعدة المرشح ترامب، كما يواصل مكتب التحقيقات الفيديرالي "الاف بي آي" تحقيقاته في هذا الشأن. لكن البيت الابيض يواصل مقاومة هذه التحقيقات بشراسة وبطرق غير معهودة وتتنافى مع الاعراف ومع الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. ومن الواضح الان ان هناك علاقة مباشرة بين هجمات ترامب على الصحافة والتحقيقات في علاقاته وحملته بروسيا. وبعد كل تحقيق صحافي يكشف معلومات جديدة عن هذه العلاقة، يشن ترامب هجوماً جديداً على الصحافة ويتهمها بتلفيق الاخبار. وكانت التحقيقات الصحافية هي التي كشفت اتصالات مستشار الامن القومي السابق مايكل فلين بالسفير الروسي في واشنطن والتي ارغمت ترامب على اقالته.
خلال حملته وبعد انتخابه، واصل ترامب نفي وجود علاقة بينه وبين الرئيس فلاديمير بوتين، أو ان تكون لديه مصالح مالية في روسيا. لكن ترامب نفسه كان قد قال في مناسبات علنية إنه يعرف بوتين ولديه علاقات ومصالح في روسيا. والمعروف ان ترامب كان يملك في ولاية فلوريدا قصراً ضخماً اشتراه بأربعين مليون دولار عام 2004 وباعه بعد أربع سنوات بقرابة مئة مليون دولار لرجل الاعمال الروسي ديميتري ريبولوفليف. ونظراً الى أن ترامب يرفض كشف سجلاته الضريبية لا أحد يعلم طبيعة مصالحه المالية في روسيا، والتي قال نجله دونالد جونيور إنها كبيرة.
هاجس البيت الابيض في التسريبات للصحف دفع الناطق باسمه شون سبايسر الى مطالبة موظفيه بتسليمه هواتفهم النقالة للتأكد من انهم لا يسربون المعلومات الى الاعلام. وفي خطوة غير معهودة طلب سبايسر من مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو ومن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور ان ينفيا في اتصال مع الصحافيين صحة الاخبار التي تحدثت عن اتصالات بين مساعدي ترامب خلال حملته مع مسؤولين في الاستخبارات الروسية. ترى ما الذي يحاول ترامب اخفاءه؟