في شهر آذار من العام الماضي أعلنت وزارة الصحة أن إدارة جمارك بيروت ضبطت 20 طنًا من لفوط الصحية التي تحوي مادة الثوريوم فضلًا عن ألياف صخرية تؤدي إلى أمراض سرطانية.
هذا التصريح المفاجىء شكل صدمة للنساء اللبنانيات اللواتي اعتبرن أن الخطر لم يعد حكرًا على المواد الغذائية وعلى الإهمال في المطاعم والذين يقودون إلى التسمم وربما الوفاة إنما إلى خطر آخر قد يحولهن إلى عاقرات أو يصيبهن بأمراض خطرة.
مرّ العام واصبح الخبر في خبر كان، رغم أن حينذاك إنتشرت أقاويل تزعم بأن اسرائيل تصدر إلى لبنان فوطة صحية مضرة لجعل الأمراض تنشتر بين النساء اللبنانيات، إلا أن اليوم ومن جديد أثارت إحدى الفتيات عبر صفحتها مسألة الفوط الصحية بعد أن أعلنت عثورها في الفوطة عن نقطة سوداء اللون بعد أن فتحتها متسائلة عمّا إن كانت مستعملة.
رانيا حمزة التي رفضت أن تذكر إسم الشركة المنتجة للفوطة عرضت مشكلتها في صفحتها قائلة "اول شي باعتذر انو الموضوع مقرف بس (ما باعتذر لأن عم احكي عنو الموضوع مش نكتة اباحية ولا صورة من موقع اباحي الموضوع مهم لان ممكن بيترجم امراض ممكن اي بنت او امراة يتعرضولوا وضروري التنبيه الو...)
فتحت اليوم علبة فوط صحية مخصصة للإستعمال اليومي، وقبل ما إستعملها لقيت كانها موسخة انصدمت، افتكرت غبرة مع انو ما الفروض لقيت لاه الاشيا من جوا... خزقت الطبقة الاولى طلعلي شي بني جوا بيشبه الدم المنشف...
هيدي الفوطة لي المفروض تكون معقمة بالحد الادنى ومشغولة بعناية.. بيقطع فيها هيك شي.. وهون بسأل قديه مهم صحة المواطنة.. قديه هالشي هو مسبب لأمراض بالاعضاء التناسلية وما حدا سائل.. . قديه في رقابة على شركة هي الاكبر والاشهر في هيدا المجال... مش رح قول مين لاتواصل معن وشوف شو ردن عالموضوع واذا فيون يفسرولي شو هيدا الشي لي طلع محشي بقلب الفوطة".
لكن بماذا أجابت الشركة؟
بعد اتصال رانيا بها كان الرد الآتي:" نشكركم لاتصالكم بقسم علاقة المستهلكين بشركة بروكتر وجامبل نعتذر لعدم استطاعتنا الرد على مكالمتكن نظرا للعطلة الرسمية اذا كانت مكالمتكم بخصوص أي طارئ صحي نرجو منكم التواصل مع طبيبكم الخاص أو زيارة أقرب مستشفى."
بعد هذا الرد غير المناسب نظرا لليوم الذي تم الإتصال بهم وهو يوم الإثنين (أي ليس هناك وجود لاي عطلة رسمية) كشفت المستهلكة لهذه الفوط أن الشركة المنتجة هي شركة "الويز" المشهورة والتي يستخدمها غالبية نساء لبنان.
ففي بلد، تُنتج به قنينة اللبن بعد يومين من تايخ انتشارها في السوق، ليس مستغربا فيه إيجاد وطة صحية مستعملة أو غير معقمة جيدا وإذ اننا لسنا بصدد إتهام الشركة فإننا نوجه سؤالا إلى وزيري الإقتصاد والصحة لنستفسر منهما عن دورهما الغائب في فرض الرقابة وعن أهمية وزارتيهما إن كان الفساد ما زال متفشيًّا.
وربما بعد هذا الإهمال ستقول النساء اللبنانيات "يرحم ايامك يا أبو فاعور"؟.