تشهد مدينة صيدا اليوم، إضرابًا عامًا وإقفالًا لمرافقها ومؤسساتها التربوية والإجتماعية والإقتصادية، تلبية لدعوة النائب بهية الحريري في اللقاء التشاوري الذي عقد في بلدية صيدا عصر أمس، رفضًا للإقتتال الفلسطيني - الفلسطيني، ولوقف النزف الحاصل داخل مخيم عين الحلوة.
وأعلن المدير العام لوكالة "الأونروا" حكم شهوان، إستمرار إقفال المؤسسات التربوية والصحية والإجتماعية التابعة للوكالة في المخيم، والتربوية منها في منطقة صيدا.
الوضع المأساوي في مخيم عين الحلوة لا يمكن فصله عن لبنان والإشتباكات الدائرة والمتكررة في المخيم تدل على الحال التي وصلت إليه الأمور من الإشتباكات إلى التفلت الأمني الذي قد يصيب أمن صيدا وبالتالي إتساع دائرة المواجهات الموتورة بين الفصائل الفلسطينية التي تركت قضيتها الأم وأخذت بعرض عضلاتها داخل المخيم المكتظ بالسكان والنساء والشيوخ والأطفال.
إقرأ أيضًا: دولة خارج القانون
إن حالة التفلّت الأمني هذه وتداعياتها الخطيرة على صيدا خصوصًا ولبنان عمومًا تستعدعي الإستنفار السياسي والأمني اللبناني تحديدًا لأن إستمرار الوضع على ما هو عليه لم يعد مقبولًا وإن إبقاء أحياء سكنية كاملة داخل المخيم وخارجه تحت رحمة المتاجرين بالدين وفلسطين، لا يعني سوى تهديد مستمر للمخيم وصديا ولبنان عمومًا، كما أن إستمرار الوضع على ما هو عليه يعرض أيضًا الأمن الوطني اللبناني لمخاطر كثيرة، ليس الإرهاب سوى عنوان واحد من عناوينها.
المطلوب اليوم وأكثر من أي وقت مضى وضع حد لهذه الفوضى الأمنية ولهذا الإقتتال العبثي خصوصًا وأن موقف الرئيس محمود عباس خلال زيارته الأخيرة لبيروت، كان شديد الوضوح في التأكيد على منع تحوّل المخيمات عموماً أو أحياء فيها، إلى ملاذ لكل خارج عن القانون ولكلّ مرتكب ولكلّ مطلوب للعدالة، كما لأصحاب الأجندات الموصولة بالجماعات الإرهابية والتكفيريّة في سوريا وفي غيرها.
إقرأ أيضًا: الحكومة تتظاهر ضد الحكومة
ويجب وضع حد لبؤر الإقتتال الداخلي وهي اليوم تصيب بشظاياها كل الوطن خصوصًا وأن أهالي المخيم واهالي صيدا يرفضون هذا الفلتان وهذا التعدي على أمنهم وإستقرارهم.
لقد بات مطلب الحسم العسكري مطلبًا وطنيًا لأن إستمرار الإقتتال هو تهديد دائم للبنان كله وتداعياته ستكون كبيرة على المستوى الأمني اللبناني.