في ظلّ العدد المتزايد لمستخدمي الإنترنت، أصبح الآباء يمضون أوقاتهم في استخدام الأجهزة الذكية غير مبالين للوقت الذي يمضونه مع أولادهم، وغير مدركين حجم المخاطر التي تهدّدهم جرّاء هذه التصرّفات غير المسؤولة.ساهمت أجهزة التكنولوجيا في عدم تأثّر الأولاد بمواعظ الوالدين وإرشاداتهما، وحَدّت من الحوار بين الآباء والشبّان والأمهات والبنات بشكل يدعو الى دقّ ناقوس الخطر. فمن منّا لم يلاحظ انشغال الأهل بالإنترنت غير آبهين بما يقوم به أولادهم. وكل ما يهمّهم هو نشر الصور والدردشة ومتابعة الأخبار التي يمكن أن يكون أغلبها بغاية السخافة.
كذلك، يعمد الكثير من الأهل إلى إعطاء الأطفال أجهزة ذكية في عمر مبكر بهدف إلهائهم، للاستفادة من الوقت للانشغال على الأجهزة الذكية، بدل إعطاء الطفل وقتاً عائلياً مفيداً يساهم في المحافظة على الرابط الأسري بينهم وبينه ويجنبّهم العزلة الاجتماعية.
صعوبة السيطرة
إنّ صعوبة السيطرة على سلوكيّات الأهل التكنولوجية هي من أبرز المشكلات التي أدّت الى التغيير السلوكي الذي حدث لدى الأبناء بسبب إهمال الأهل للطفل وانكبابهم على التعامل مع أجهزة التكنولوجيا. فقد كان الأهل في الماضي أكثر اهتماماً برعاية الأبناء، إلّا أنّ تمضية الأهل الوقت مع أجهزة التكنولوجيا قَلّل من وقت الاهتمام والرعاية.
وكما ذكرنا، يعمد العديد من الأهل الى تصحيح الخطأ بآخر، من خلال إعطاء الطفل جهازاً ذكياً من دون وضع قيود على أنشطة أطفالهم على الإنترنت وإهمالهم العناية والرقابة الأبوية على الإطلاق. وبعد ذلك يشكون من عدم تأثر الأولاد بالمواعظ التربوية. فكيف يمكنك أن تقنع أيّاً كان في أمر أنت تقوم به أمامه؟
التوعية ضرورية
الأهل اليوم بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وعياً حول المخاطر الكامنة في إهمال الأطفال، ويتطلّب الأمر أن يكونوا على معرفة تامّة بطبيعة المخاطر التي قد يتعّرض لها أطفالهم جرّاء هذا الإهمال.
فإذا كنتم لا تسمحون لأطفالكم بأن يعبروا الشارع أو التحدث إلى الغرباء بمفردهم، فمن المستغرب أن نرى غالبية الأهل يُطلقون العنان لأطفالهم لتصفّح الإنترنت بعيداً من أعينهم. لذلك، المطلوب من الأهل وضع أجهزتهم جانباً، وتخصيص وقت للعائلة، ومشاركة الأطفال الألعاب ومحادثتهم وإرشادهم ومعرفة مشاكلهم.
لأنّ الأمور كما هي تسير الآن ستؤدي بالتأكيد الى تباعُد الأسَر وتفككها، وهي أهم الميزات التي يتمتع بها المجتمع اللبناني. وفي المقابل، ليس مطلوباً من الأهل الابتعاد عن التكنولوجيا، لكن يمكنهم القيام بذلك في غياب الأطفال عندما يكونون في المدرسة أو بعد أن يخلدوا الى النوم.