ارتفعت مطالبات مؤسسات وهيئات أميركية رسمية بمحاسبة إيران وتصنيف ذراعها العسكرية الحرس الثوري كمنظمة إرهابية ومحاكمة قائد فيلق القدس قاسم سليماني بجرائم حرب وأعمال إرهابية لا تقل عما ارتكبه أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق.
ويرى العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية الأميركية أن جرائم سليماني كثيرة وطالت يده ليس فقط منطقة الشرق الأوسط بل حتى الدول الغربية.
ويقول مؤلف كتاب العد التنازلي لأزمات إيران كينث تيمرمان “إن سليماني يأتي مباشرة بعد بن لادن في درجة ارتكاب الجرائم، بل إنه الآن الأخطر على الإطلاق، ويداه ملوثتان بدماء مدنيين أكثر من أي إرهابي في العالم، وحان الوقت لوضع حد لإجرامه بشكل نهائي”.
ويرى محللون أميركيون أن سليماني ليس معروفا في الوسط الغربي على صعيد شعبي كما كان الحال بخصوص بن لادن، نظرا للتقصير في محاسبة هذا الرجل.
ويوصف سليماني بكونه عبارة عن رمز لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأتباعها من المتشددين حول العالم، وقال تيمرمان “إنه رمز لإقامة دولة الخلافة أو الدولة الإسلامية كما تسعى لها إيران، وقدوة لهؤلاء المتشددين لتحقيق هذا الحلم”.
كينث تيمرمان: يدا سليماني ملوثتان بدماء مدنيين أكثر من أي إرهابي في العالم
وسبق أن وصف المرجع الإيراني علي خامنئي، سليماني بـ”الشهيد الحي” في إشارة إلى دوره في إدارة المشروع الإيراني في المنطقة.
وتعمل إيران على تصوير سليماني كرجل قوي يعمل على تحقيق “هدف الأمة” لذلك يظهر في المعارك في العراق وسوريا ليحث الميليشيات الشيعية على القتال حتى الموت.
وتقدر جهات أميركية عدد القوات التي تحت إمرة سليماني بأكثر من 100 ألف عنصر من الميليشيات المنتشرة في الشرق الأوسط.
ودور سليماني لا يقتصر على زعزعة أمن المنطقة عسكريا بل أيضا التدخل في المجال السياسي. ويقول تيمرمان “إنه إرهابي لا يقف عند العمل الميليشياوي بل يوزع حقائب وزارية في الدول التي تهيمن عليها إيران وأحيانا يعين رئيس الوزراء”.
وبدأت الأصوات ترتفع بعد وصول إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بضرورة وضع حد للعبث الإيراني في الشرق الأوسط واعتبارها “دولة راعية للإرهاب” وسليماني “زعيم الإرهابيين”.
ويصف خبراء الإرهاب فيلق القدس بالذراع الخارجية لقوات الحرس الثوري، حيث قام هذا الفيلق بأعمال صنفت دوليا بالإرهابية، وترددت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في وضع حد لهذه التصرفات، بينما تصف إدارة ترامب اليوم فيلق القدس بـ”الجناح الإرهابي” المتخصص بتقوية نفوذ إيران خارج حدودها.
وساهم فيلق القدس في تأسيس حزب الله اللبناني عبر إرسال الدعم المالي والعسكري والتدريب على القيام بعمليات إرهابية وتمكين الحزب من الهيمنة على لبنان بعد التخلص من رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.
ويذكر الخبراء أن إيران لها باع طويل في تبني الإرهاب، ففي التسعينات احتضنت تنظيم القاعدة عبر تبني أسامة بن لادن، فيما مازال بعض أفراد أسرته يعيشون في إيران اليوم.
واتهم فيلق القدس بأعمال إرهابية داخل الأراضي الأميركية، بينها محاولة فاشلة لاغتيال السفير السعودي السابق في واشنطن عادل الجبير.
وحسب البنتاغون، ساهم سليماني وأتباعه بتدريب الإرهابيين على تصنيع العبوات الناسفة واستخدامها في العراق وأفغانستان ضد القوات الأميركية، لذلك هناك رغبة أميركية في محاسبة فيلق القدس وزعيمه.