يستذكر محمّد عبد الرحمن شمندر بحسرة، الأيام التي سبقت أحداث عبرا، يوم سعى جاهداً لإبعاد شقيقه الفنان فضل شاكر عن الخوض في تلك الأمور. تعصر الغصّة قلب الشقيق الأكبر حين يروي كيف خسر ابنه "عبدالرحمن" (مرافق فضل)، في المعارك من دون أن يتمكن من رؤيته.
ورغم الـ "قطيعة" التي تسيطر على علاقة الشقيقين منذ قرابة الثلاث سنوات، فـ"أبو عبده" لا يتحمّل كل ما يُقال بحقّ شقيقه الأوسط فيقول: "فضل لا يفقه حمل السلاح، لا يعرف أن يرفع عصا في وجه أحد، هو أبُ الفقير والمحتاج والمظلوم. أنا لا أدافع عنه ولكنّها الحقيقة".
تلك كانت إجابات شقيق الفنان فضل شمندر(يحاكم غيابياً)، على إجابات رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله، خلال محاكمته مع ثلاثة آخرين في ملف متفرّق عن أحداث عبرا. المتهم المخلى سبيله (أوقف 9 أشهر) نفى إنتماءه لـ "جند الشام" أو لجماعة أحمد الأسير، مشيراً إلى أنّ عمله في الأساس كان بائع عطور، ثمّ عمل كمدير في مطعم شقيقه "فضل"، وبعد توتر الأوضاع في صيدا كلّفه الأخير بالإشراف على عمل العمال في إحدى الورش في مجدليون.
يقسم "محمّد" أنّه لم يرتكب أي جرم في لبنان ولم يشارك في المعارك، مشيراً إلى أنّه خلال أحداث عبرا، لازم منزل ابنه "عبدالرحمن" (المقابل لمسجد بلال بن رباح) فيما خرج الأخير بحجةّ البقاء مع عمّه غير أنّه توفي من دون أن يراه: "لم أستطع رؤيته وعلمت أنّه قتل"، يقولها "أبو عبده" بحرقة ويتابع: "عندما احتدمت المعركة أجريت العديد من الإتصالات مع عدد من الأمنيين لإخراج "فضل" بسلام، وبالفعل قصدت الملجأ الذي كان يتواجد فيه شقيقي مع الشيخ أحمد الأسير، وتمكّنت من إخراجه منه، حيث نقلته إلى عبرا وتركته في مكان آمن، ثمّ توجّهت إلى منزل إبني، وانتقلت في اليوم التالي إلى منزل أحد أقربائي في حي "التعمير" في عين الحلوة. هناك إلتقيت بـ"فضل"، بقينا على تواصل لمدّة 5 أو 6 أشهر، حاولت خلالها إقناعه بتسليم نفسه. تارة كان يقبل وتارة أخرى كان يرفض، فـ"فضل" صاحب شخصية متقلّبة، لنتخاصم بعدها وننقطع عن التواصل فقمت أنا بتسليم نفسي إلى العميد خضر حمّود في صيدا، فيما أبى هو ذلك".
وكانت المحكمة إستجوبت أيضا كلاّ من بهاء البرناوي وبلال بدر، فأكدا على عدم إنتمائهما لمجموعة الأسير أو مشاركتهما في معارك عبرا، على أن تستمع إلى مرافعات وكلاء الدفاع وإصدار الحكم يوم الرابع من نيسان المقبل.