الإشتباكات هذه المرة في المخيم هي ليست كالتي كنا نسمع عنها بشكل دائم، ولم يعد يصح أن نطلق عليها تسمية " إشكال فردي " لأن حجم الأسلحة المستعملة ونطاق توسعها يخبرنا بأن الأمر هذه المرة يحمل طابعًا آخر فما هو؟
لا شك أن المعلومات الأولية الواردة من داخل المخيم تتجهة إلى القول بأن مقاتلي فتح وهي الفصيل الأقوى داخل المخيم، هم من يمتلكون المبادرة، ويؤكد شهود عيان بأن فتح قد حسمت خيارها وبدأت بخطة " تنظيف المخيم " من كل القوى المحسوبة على الجهات الإسلامية أو المعروفة الإنتماء إلى جهات جهادية بقيادة بلال بدر وغيره.
إقرأ أيضًا: وزير خارجية الوهابية عادل الجبير، عند معقل الشيعة !!
ويربط مراقبون كثر هذا التحول بالقرار الفتحاوي بزيارة محمود عباس إلى لبنان، والطلب من المسؤولين اللبنانين بإستلام المخيم أمنيًا وإنمائيًا، وأن حركة فتح حاضرة لتسليم سلاحها إلى الجيش اللبناني.
قيل في هذا السياق أن الرئيس ميشال عون طلب التريث من أبي مازن، من أجل إجراء بعض المشاورات والتنسيق مع الأطراف اللبنانية المعنية، ولا شك أن الطرف الأول المعني بالتنسيق هو حزب الله الذي كان لأمد طويل المعارض الأكبر لنزع السلاح الفلسطيني بحجة رفض التوطين وأن هذا السلاح هو مقدمة ضرورية بحسب إدعائه للعودة إلى فلسطين.
إقرأ أيضًا: هكذا يتحضر أهل الجنوب للإنتخابات
التحولات في السنوات الأخيرة، وتموضع الحزب إلى جانب نظام بشار الأسد خلق له في البيئة السنية خصومًا وأعداء كثر إتخذوا من المخيم المذكور ما يشبه قاعدة إنطلاق، مما يعني تحوله في نظر الحزب إلى مصدر خطر بعد أن كان يشكل له سندًا وعضدًا تحت مسمى الصراع مع إسرائيل.
هذا يعني بأن نزع سلاح القوى الإسلامية المتواجدة داخل المخيم صار يعد مطلبًا للحزب، ومقدمة ضرورية لتسليمه للسلطات الأمنية اللبنانية، والظاهر أن الضوء الأخضر قد أعطي لقيادة فتح للقيام بهذا الدور، أما الأسلوب فهذا ما تحدده مدى قدرة باقي الفصائل بالتصدي له، فإما أن تستسلم وتسلم سلاحها طوعًا، وإما المزيد من المعارك والقتال هو ما ينتظر المخيم.