أي عابر طريق من الساحل صعوداً الى قرطبا يشعر ان شيئاً مريباً قد يحصل له عند مروره في منطقة بلحص الجبيلية، حفريات من تحت وأخرى من فوق، فالأتربة تحاصرك من كل حدب وصوب، ولوهلة تشعر ان الطريق الرئيسية قد تنهار.
ناهيك عن خطر التصادم أو التدهور في الوادي بسبب عدد الشاحنات الكبير الذي يسلك الطريق القديمة التي قد تستوعب وبصعوبة سيارة واحدة، من دون ان نتحدث عن إحترام سائقي الشاحنات للسلامة المرورية والأتربة التي تحجب الرؤية عنك في حال كنت تسير وراءها، هذه باختصار معاناة يومية يعيشها كل من قرر أن يصمد في قريته في الشتاء أو أن يصطاف فيها في الصيف، لكن للأسف قد تكون ضريبة ذلك الموت المحتم.
سنعتصم السبت
أهالي قرطبا وعدد من القرى المجاورة لم يستسلموا للواقع الأليم، وقرروا التحرك منذ أسبوعين، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم تحقيق اي نتيجة تذكر رغم الشكوى التي قدمت وعمليات لفت النظر للسلطة السياسية لمعالجة هذه الجريمة البيئية والانسانية.
وقال أحد المعترضين على تجاوزات مشروع نقل الرمول الان كرم لـ"النهار" ان " التحرك لا يهدف الى قطع ارزاق العاملين في هذا المشروع، لكن المطلوب تنظيم عملهم وعدم تهديد سلامة المارة على الطريق الوحيدة التي تربط قرطبا بالساحل، فالارتكابات التي تحصل وشفط الرمول من تحت الطريق وفوقها تهدد بانهيارها بالكامل".
وأضاف "سنتحرك السبت المقبل اذا لم يتم التجاوب معنا حتى يوم الخميس وسنقطع الطريق لايصال صوتنا الى المسؤولين لوقف هذا المشروع الذي رخص شفهيًا وليس بصورة رسمية من وزارة الداخلية، ويعمل المعمل في الليل أيضًا ويومي الاثنين والخميس حيث تجتاح 50 شاحنة محملة بالأتربة الطريق صعوداً ونزولًا".
الوضع خطر فعلاً
رئيس إتحاد بلديات جبيل ورئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس، لم ينكر خطورة الوضع على طريق بلحص التي تربط الساحل بقرطبا، وقال لـ"النهار" أن "الوضع فعلا خطير ونقوم مع بعض رؤساء البلديات في جبيل بالتواصل مع وزير الداخلية لوضع حد لما يجري وفق القانون وليس عبر قطع الطرق، ولا نعلم ان كان هناك فعلاً ترخيص من وزارة الأشغال او وزارة الداخلية، لم يعد بإمكاننا السكوت عن ما يجري ويجب ان يكون هناك رقابة ومحاسبة"،
في إنتظار أي خطوة رسمية قد تضع حدا لما يجري، تبقى حياة المواطن المتوجه إلى قرطبا مهددة.