في تقرير نشره موقع "ميدل إيست أونلاين"، كشف الكاتب نيكولاس بلانفورد أنّ "حزب الله" يحتل رأس قائمة أهداف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب العازمة على وضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، محذراً من اندلاع نزاع جديد بين طهران وواشنطن، بعدما "تحسنت" علاقتهما في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعقاب الاتفاق النووي.
الكاتب الذي استند في تقريره إلى مصادر مطلعة في إدراة ترامب ذكّر بتحذير الولايات المتحدة إيران لدعمها الحوثيين واختبارها صواريخ باليستية واحتمالها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وبوصف الأمين العام لـ"حزب الله" سيّد البيت الأبيض الجديد بالأحمق، أوضح أنّ الحزب ينشط في 3 بلدان أجنبية، إذ يقاتل إلى جانب الجيش السوري ويدرّب المقاتلين الشيعة في العراق ويدرّب الحوثيين في اليمن.
في هذا الإطار، اعتبر بلانفورد أنّ تحدّي الإدارة الأميركية الجديدة يتمثل في المقاربة التي ستعتمدها للجم النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط من دون أن تؤدي ذلك إلى اندلاع نزاعات جديدة فيها. وفيما أوضح الكاتب أنّ ترامب شدّد على أنه سيعمل على القضاء على "داعش"، استطرد بالقول إنّ إيران و"حزب الله" يقاتلان التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أنّ مسؤولين في الإدارة "الترامبية" اقترحوا فصل روسيا عن إيران في الميدان السوري، ما من شأنه أن يضعف طهران في سوريا التي تعتبرها أرضاً استراتيجية أساسية.
وبما أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يحظى بدعم إيران وروسيا، رأى الكاتب أنّ تعرّض طهران لضغوطات للانسحاب من سوريا سيجبر روسيا على ملء الفراغ الإيراني بقواتها، معتبراً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد تجنّب هذه الخطوة. في هذا السياق، تناول بلانفورد المصالح الروسية والإيرانية المشتركة في سوريا، قائلاً إنّ هذين البلدين بحاجة إلى بعضهما البعض، وإن لم يكن الانسجام الكلي يحكم هذه المآرب، ومستبعداً نجاح واشنطن في إقناع موسكو بفك تحالفها الميداني مع الجمهورية الإسلامية.
في ما يتعلّق باليمن التي تدعم فيها الولايات المتحدة السعودية وتدعم فيها إيران الحوثيين، أوضح الكاتب أنّ البعض يرى أنّ واشنطن قادرة على استخدامها لوضع حدّ للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، متوقعاً أن ترّحب الرياض بمزيد من الدعم الأميركي، وحذّر في الوقت نفسه من تأجج الصراع اليمني الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز وجود "القاعدة"، خصم واشنطن والحوثيين على السواء.
وفي ظل كثرة الحديث عن حرب إسرائيلية مقبلة على لبنان، خلص الكاتب إلى أنّه على العالم انتظار المقاربة التي ينوي ترامب اعتمادها خلال الأشهر المقبلة، خاتماً بالقول إنّ انجرار الولايات المتحدة إلى فوضى الشرق الأوسط الدموية ينطوي على مخاطر جمة بالنسبة إلى الرئيس الذي يدعو إلى عزل بلاده عن النزاعات الأجنبية وينادي: "أميركا أولاً".
( "لبنان 24" - Middle East Online)