كانت زيارة السيد عادل الجبير لبغداد والمؤتمر الصحفي الناجح بينه وبين الدكتور الجعفري وزير الخارجية، واللقاء بالدكتور العبادي رئيس الوزراء، تطوراً مفاجئاً من جهة، ومتوقعاً من جهة اخرى. فهو تطور مفاجىء امام سلسلة من المواقف والتصريحات غير الناجحة والمتشنجة من هذا الطرف او ذاك. لكنه بالمقابل تطور متوقع ومخدوم بعد افتتاح السفارة السعودية في العراق، واللقاءات المتكررة بين المسؤولين بهدف التعاون وتجاوز الحساسيات والعقبات، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين ودول المنطقة والحرب المشتركة ضد "داعش" والارهاب.
السليم في الامر انه لا يوجد تقبيل لحى، وهذا دليل الجدية. فهذا التطور الايجابي يأتي بعد ان قال كل طرف، جهاراً نهاراً، مخاوفه وظنونه وآماله في آن واحد. فلا احد ينكر حجم الخلافات والموروثات السلبية الموجودة بين العراق ودول الجوار قاطبة وبدون اي استثناء، سواء اكانت السعودية او ايران او تركيا او الكويت.. لكننا قلنا دائماً ان المشتركات مع جوارنا قاطبة، اكبر من الخلافات والموروثات السلبية.. وواجبنا الارتكاز على المشتركات وتعزيز الثقة والمصالح المتبادلة بدل الشكوك والظنيات لتصفية المشاكل والابتعاد عن سياسة المحاور والصراع.. فالاوضاع انحدرت لمستويات لا يمكن معالجتها والنهوض بها بدون بناء فضاءات جديدة جدية وفاعلة لمواجهة التحديات الكبيرة الخارجية والداخلية على حد سواء.
ان تحسن العلاقات مع السعودية هو امر مهم في الملف الامني لكلا البلدين والمنطقة، لكنه مهم ايضاً لانهاء موضوع المديونية وانبوب النفط العراقي لينبع، وللتعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الخ. بل نعتبر ان تحسن العلاقات هو جزء من تحسين ملفنا الداخلي والخارجي في آن واحد. فلطالما اكدنا ان لا حل داخلي للمشاكل المذهبية والاثنية التي يعاني منها العراق دون تحسين العلاقات الاقليمية ومع جميع دول الجوار. فهذه امور كانت مترابطة تاريخياً وهي ستبقى مترابطة الان وفي المستقبل.. وان ترابطها ان كان يرتد علينا سلباً الان، بسبب الصراعات والمحاور والتدخلات الاجنبية، لكننا ان نظرنا اليها نظرة موضوعية وعقلائية هادئة فسنرى انها اساساتنا الاولى والحقيقية لاستقرار بلداننا وتطورها. فسنة العراق او شيعته ومسيحييه او اكراده وتركمانه وغيرهم ليسوا تبعاً لاخوانهم في المذهب والدين واللسان خارج بلدانهم، بل هم جزء طبيعي منهم.. وان تواصلهم والاطمئنان عليهم والتعاون فيما بينهم امر طبيعي، ان فهمت ونظمت هذه الروابط بشكل صحيح وايجابي.. لتكون عامل اثراء ونهضة واستقرار داخل بلداننا وفيما بيننا، وليس عامل تمزق داخلي وتناحر اقليمي. فلا توجد خيانات او نقص وطنيات بقدر ما هو تاريخ طويل اسس عميقاً لهذه العلاقات.. وان الحدود التي وضعت خارج اراداتنا وبالضد من تاريخنا وحقوقنا يجب ان لا تكون هي السيف الذي نقيّم ونحاكم فيه بعضنا البعض.. فتعددياتنا وعلاقاتنا وامتداداتنا ومصالحنا في اطار وحدتنا وفضاءنا، هي التي يجب ان تكون الحاكمة والمشرعنة والمنظمة لطبيعة العلاقات سواء داخل بلداننا او خارجها. فعندما يقلق السعودي على اخوانه من دينه او مذهبه او قوميته، قلقه على شعب العراق كله، فهذا امر طبيعي، يجب ان نساعده عليه لانه يساعدنا في حل خلافاتنا وينظم علاقاتنا.. وهو لا يختلف عن قلق العراقي على اخوانه من دينه ومذهبه وقوميته في السعودية واليمن والبحرين والكويت والامارات وقطر وعُمان، قلقه على كامل شعوب هذه البلدان، ويجب ان يساعدوه عليه لانه يساعدهم في حل خلافاتهم وتنظيم علاقاتهم ايضاً. كل ذلك بالاتجاهين ولمصلحة كل الاطراف، ودون نوايا مبيتة او تدخل سلبي لهذا الطرف وذاك. فزيارة وزير الخارجية السعودي للعراق وبيانه الايجابي خلال المؤتمر الصحفي مع الدكتور الجعفري يمكن ان تكون اعادة تأسيس جديد لعلاقات طويلة ربطت العراق بالسعودية ودول الخليج يحتاجها العراق وشعبه، كما تحتاجها هذه البلدان وشعوبها.. بل هو يمكن ان يؤسس لحلول جادة ونهائية في سوريا ولبنان واليمن والبحرين.. وفي العلاقات بين السعودية وايران.. وبين ايران وتركيا والدول العربية.. لنخرج في المحصلة اقوى على صعيد كل دولة.. واقوى على صعيد المنطقة والعالم.
كانت زيارة السيد عادل الجبير لبغداد والمؤتمر الصحفي الناجح بينه وبين الدكتور الجعفري وزير الخارجية، واللقاء بالدكتور العبادي رئيس الوزراء، تطوراً مفاجئاً من جهة، ومتوقعاً من جهة اخرى. فهو تطور مفاجىء امام سلسلة من المواقف والتصريحات غير الناجحة والمتشنجة من هذا الطرف او ذاك. لكنه بالمقابل تطور متوقع ومخدوم بعد افتتاح السفارة السعودية في العراق، واللقاءات المتكررة بين المسؤولين بهدف التعاون وتجاوز الحساسيات والعقبات، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين ودول المنطقة والحرب المشتركة ضد "داعش" والارهاب.
السليم في الامر انه لا يوجد تقبيل لحى، وهذا دليل الجدية. فهذا التطور الايجابي يأتي بعد ان قال كل طرف، جهاراً نهاراً، مخاوفه وظنونه وآماله في آن واحد. فلا احد ينكر حجم الخلافات والموروثات السلبية الموجودة بين العراق ودول الجوار قاطبة وبدون اي استثناء، سواء اكانت السعودية او ايران او تركيا او الكويت.. لكننا قلنا دائماً ان المشتركات مع جوارنا قاطبة، اكبر من الخلافات والموروثات السلبية.. وواجبنا الارتكاز على المشتركات وتعزيز الثقة والمصالح المتبادلة بدل الشكوك والظنيات لتصفية المشاكل والابتعاد عن سياسة المحاور والصراع.. فالاوضاع انحدرت لمستويات لا يمكن معالجتها والنهوض بها بدون بناء فضاءات جديدة جدية وفاعلة لمواجهة التحديات الكبيرة الخارجية والداخلية على حد سواء.
ان تحسن العلاقات مع السعودية هو امر مهم في الملف الامني لكلا البلدين والمنطقة، لكنه مهم ايضاً لانهاء موضوع المديونية وانبوب النفط العراقي لينبع، وللتعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الخ. بل نعتبر ان تحسن العلاقات هو جزء من تحسين ملفنا الداخلي والخارجي في آن واحد. فلطالما اكدنا ان لا حل داخلي للمشاكل المذهبية والاثنية التي يعاني منها العراق دون تحسين العلاقات الاقليمية ومع جميع دول الجوار. فهذه امور كانت مترابطة تاريخياً وهي ستبقى مترابطة الان وفي المستقبل.. وان ترابطها ان كان يرتد علينا سلباً الان، بسبب الصراعات والمحاور والتدخلات الاجنبية، لكننا ان نظرنا اليها نظرة موضوعية وعقلائية هادئة فسنرى انها اساساتنا الاولى والحقيقية لاستقرار بلداننا وتطورها. فسنة العراق او شيعته ومسيحييه او اكراده وتركمانه وغيرهم ليسوا تبعاً لاخوانهم في المذهب والدين واللسان خارج بلدانهم، بل هم جزء طبيعي منهم.. وان تواصلهم والاطمئنان عليهم والتعاون فيما بينهم امر طبيعي، ان فهمت ونظمت هذه الروابط بشكل صحيح وايجابي.. لتكون عامل اثراء ونهضة واستقرار داخل بلداننا وفيما بيننا، وليس عامل تمزق داخلي وتناحر اقليمي. فلا توجد خيانات او نقص وطنيات بقدر ما هو تاريخ طويل اسس عميقاً لهذه العلاقات.. وان الحدود التي وضعت خارج اراداتنا وبالضد من تاريخنا وحقوقنا يجب ان لا تكون هي السيف الذي نقيّم ونحاكم فيه بعضنا البعض.. فتعددياتنا وعلاقاتنا وامتداداتنا ومصالحنا في اطار وحدتنا وفضاءنا، هي التي يجب ان تكون الحاكمة والمشرعنة والمنظمة لطبيعة العلاقات سواء داخل بلداننا او خارجها. فعندما يقلق السعودي على اخوانه من دينه او مذهبه او قوميته، قلقه على شعب العراق كله، فهذا امر طبيعي، يجب ان نساعده عليه لانه يساعدنا في حل خلافاتنا وينظم علاقاتنا.. وهو لا يختلف عن قلق العراقي على اخوانه من دينه ومذهبه وقوميته في السعودية واليمن والبحرين والكويت والامارات وقطر وعُمان، قلقه على كامل شعوب هذه البلدان، ويجب ان يساعدوه عليه لانه يساعدهم في حل خلافاتهم وتنظيم علاقاتهم ايضاً. كل ذلك بالاتجاهين ولمصلحة كل الاطراف، ودون نوايا مبيتة او تدخل سلبي لهذا الطرف وذاك. فزيارة وزير الخارجية السعودي للعراق وبيانه الايجابي خلال المؤتمر الصحفي مع الدكتور الجعفري يمكن ان تكون اعادة تأسيس جديد لعلاقات طويلة ربطت العراق بالسعودية ودول الخليج يحتاجها العراق وشعبه، كما تحتاجها هذه البلدان وشعوبها.. بل هو يمكن ان يؤسس لحلول جادة ونهائية في سوريا ولبنان واليمن والبحرين.. وفي العلاقات بين السعودية وايران.. وبين ايران وتركيا والدول العربية.. لنخرج في المحصلة اقوى على صعيد كل دولة.. واقوى على صعيد المنطقة والعالم.
زيارة وزير الخارجية السعودي ضغوطات اللحظة ام ولادة جديدة، ام الاثنين؟
زيارة وزير الخارجية السعودي ضغوطات اللحظة ام ولادة جديدة،...عادل عبدالمهدي
NewLebanon
التعريفات:
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
486
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro