رسالة موجهة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضد عنصريته تجاه المسلمين والسود والأقليات والمكسيكيين حملتها دورة الأوسكار (89)، على نحو واضح وإن بشكل غير مباشر.
كأن هوليوود 2017 ترد على ترامب بالمشاركة الكثيفة للملونين والأفارقة والأقليات.
نتائج الأوسكار وفاعلياته التي امتدت حتى ساعات الفجر الأولى أمس، أظهرت أن كثيراً من هؤلاء الملونين نالوا الجوائز المهمة عن أدوارهم الرئيسة والمساعدة الثانوية أو التقنية. وليس مصادفة أن يستهل مقدم الحفل جيمي كيميل كلامه بالإشارة الى أن الحدث يجري في بلد منقسم، لكنه شدد على أن «الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تعود عظيمة مرة أخرى إذا سعى المواطنون الى التواصل مع مخالفيهم».
شخصية ترامب (بطل العرض الآخر، والوجه المخفي من «ضوء القمر»!) وسلوكياته، شكلت محور الكواليس والأحاديث الجانبية وقاسمت المرشحين أدوارهم في سخرية ما بعد حداثية مما آلت اليه الأمور بعد مئة يوم أولى من ولاية ترامب، حتى أن البعض اقترح جائزة لأفضل الخطب المعارضة لسياساته على هامش إعلان الجوائز، والتي ذهبت فيها جائزة أفضل فيلم الى مخرج «Moonlight» باري جنكينز.. لكن هذا لم يلغِ الوجه المضيء لمهرجان يحمل رسالة الفرح والحياة والموسيقى والتسامح والاندماج بقيم العالمية الإنسانية، والتي ترفض التقسيمات الانتقائية والعزلة والحروب والنزاعات. كما أن فوز أصحاب «الخوذ البيضاء» بأفضل فيلم وثائقي قصير ترك أثراً مقيماً تضامناً مع المعذبين والنازحين والذين لم تسعفهم الحياة.