نشر مركز الأبحاث عن العولمة تقريرًا جديدًا، ذكّر فيه بكيفية قيام ما يسمّى بـ"إسرائيل"، ولفت إلى أنّ اللوبي الإسرائيلي يضغط بشكل كبير على صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، وذلك خلال ولاية الرئيس الحالي دونالد ترامب. وسأل في تقرير إن كانت إسرائيل تعدّ لحرب جديدة في الشرق الأوسط من أجل تحقيق مخطّط قديم.
ولفت التقرير إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على بيان أعدّه السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام والسيناتور الديمقراطي روبرت منندز والذي جاء فيه أنّه "إذا أجبرت إسرائيل على الدفاع عن نفسها وأن تتخذ إجراءً ضد إيران، فواشنطن ستدعمها عسكريًا وديبلوماسيًا"، وتوقّع أن "نرى ضغطًا من اللوبي المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة للتوجه نحو اللاإستقرار في سوريا وإيران، عبر طرق عاجلة خلال عهد ترامب، يُمكن أن تستخدم من قبل الثلاثية الأميركية الإسرائيلية البريطانية من أجل إعادة تصميم الـ" puzzles" غير المترابطة التي ترسم خريطة الشرق الأوسط اليوم، والوصول الى حدود إستراتيجية لإسرائيل، وذلك إستنادًا الى مخطط نُظّم منذ 60 عامًا من قبل حكومات هذا الحلف".
ومن المتوقع، بحسب التقرير، أن يحظى هذا المخطّط بدعم من الحلفاء الغربيين الرئيسيين وسيتمّ السعي نحو توحيد المبادئ إلى حين تأسيس "إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات، وفقًا للمعتقد الإسرائيلي.
وهذا يرتّب بحسب التقرير، إستعادة وعد بلفور (1917) الذي رسمَ ما يسمّى بـ"دولة إسرائيل"، مع رقعة أراضي شاسعة تبلغ 46 ألف ميل مربّع، تمتد من الفرات إلى سوريا، لبنان، شمال العراق، شمال السعودية، الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وجزيرة سيناء في مصر إضافةً الى الأردن.
وفي الحديث عن "شرق أوسط جديد"، ذكّر التقرير بتيودور هيرتزل، مؤسس الصهيونية وأب "دولة إسرائيل" الذي اقترح في كتابه "الدولة اليهوديّة: حلٌّ حديث للمسألة اليهودية"، قيام "دولة يهودية تتمتع بالسيادة والإستقلال لكلّ اليهود في العالم، وترويج إنشاء المنظمة الصهيونية العالميّة".
وفيما شجب أحد المواقع الإسرائيلية سياسة العزلة الديبلوماسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تبدو كتناقض مع مؤسسي الصهيونية، مثل تيودور هيرتزل وحاييم وايزمان، لفت التقرير إلى أنّ الإتجاه اليهودي نحو السلام يبتعد عن فكرة حلّ الدولتين اليوم. وأشار الى أنّ المسار الحالي يتجه نحو استعادة العمل بمشروع بناء أكثر من 55 ألف منزل في مستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية، كخطوة أولى في مشروعها التوسيعي. وفي الحديث عن عزلة نتنياهو والتوطين، لفت التقرير إلى أنّ المخطّط الإسرائيلي اشتهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير، والذي ردّد لاءاته الثلاث (لا للقدس، لا للدولة الفلسطينية، لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم).
وعن كيفيّة إقناع المجتمع الإسرائلي بتنفيذ هذا المخطّط، عادَ التقرير إلى عالم الإجتماع الأميركي هارولد لاسويل الذي درس تقنيات البروباغندا للحرب العالمية الأولى، ثمّ أطلق نظرية الرصاصة أو الطلقة السحرية Magic Bullet Theory، كما سميت نظرية الحقنة Hypodermic Needle وتقوم على غرس فكرة في شعب معيّن، مع مساعدة الإعلام لإدارة الرأي العام لمصلحة تنفيذ هذه الفكرة، مع الإعتماد على أنّ التأثير القوي للفكرة ينطلق من أنّ المرسل أقوى من المتلقي.
كما أشار الى إدوارد بيرنيز الذي يمتّ بصلة قرابة بسيغموند فرويد، الذي كان خاله وزوج عمته في نفس الوقت، والذي كان من الرواد في دراسة علم النفس الإجتماعي والذي كشف في كتابه "بلورة الرأي العام"، كيف يتصرّف الدماغ وتأثير البروباغندا، من أجل توحيد التفكير. ووفقًا لدراسته فإنّ عقل الجماعة لا يفكّر في المعنى المباشر للكلمة، بل هناك دوافع خفية تتحكم في سلوك الإنسان، ومن هنا فإنّ "بروباغندا تأسيس الصهيونية"، تتوجه الى عقول الجماعة وتستخدم تعابير موجّهة للعقل الباطن مثل أنّ المحرقة ستأتي من "حزب الله"، "حركة حماس" وإيران.
(globalresearch - لبنان 24)