تعد رؤية أشياء ليست موجودة في الحقيقة، نوعاً من أنواع الهلوسة، لكنها ليست الوحيدة فقط.
قد تمتد أعراض الهلوسة لما هو أكثر من ذلك، كأن يشعر المصاب أو يشم أو يتذوق أو يسمع أشياء غير موجودة وهو مستيقظ. وما يجعل الأمر مرعباً، هو عدم قدرته على أن يفرق بين الواقع والخيال.
كيف تحدث أنواع الهلوسة المختلفة؟
هناك أنواع مختلفة من الهلوسة، مثل الهلوسة السمعية، وهي سماع الشخص أصواتاً غير موجودة، تحدث داخل عقله أو منبعثة من الخارج؛ شخص ما يأمره بفعل شيء معين، أو مجموعة أشخاص يتحدثون لبعضهم البعض.
أما الهلوسة البصرية فيتخيل المصاب بها أنه يرى حشرة تزحف على يديه أو يدِ شخص بجانبه، وفي بعض الأحيان يرى أضواء خاطفة أو أشكالاً ملونة.
وهناك الهلوسة الشمية، وهي إدراك رائحة ما غير موجودة، والهلوسة الذوقية، كأن يشعر المصاب بمذاق غريب لطعام أو شراب معين، إلى جانب الهلوسة الحسية، التي تجعل المصاب يشعر بوجود حشرات تزحف على جلده أو داخله، أو يشعر أحياناً بصفعة حارة على وجهه.
أسباب جديدة للهلوسة
هناك أسباب متعارف عليها وراء حدوث الهلوسة، قد تكون مرضاً عقلياً مثل الفصام أو الشيزوفرينيا أو مرضاً عصبياً مثل مرض باركنسون، أو مرضا نفسياً مثل القلق، بالإضافة إلى الزهايمر والصداع النصفي وأورام المخ وأمراض شبكية العين، وحتى تناول جرعة كافيين معينة لأكثر من 3 مرات يومياً.
لكن الأمر تطور الآن، وتم اكتشاف أسباب جديدة يمكن أن تؤدي إلى الهلوسة، وإليكم أبرزها:
1- جنون الاثنين والهستيريا الجماعية
الفارق بينهما؛ أن جنون الاثنين يصيب مجموعة صغيرة من الأفراد، شخصين أو أكثر على علاقة وثيقة في وقت واحد، وهي عادةً تحدث في المجتمعات المعزولة، أما الهستيريا الجماعية فتصيب مجموعة أكبر من الأفراد.
ما يحدث في الحالتين؛ وجود وسواس أو وهم معين يبدأ لدى شخص وينتقل إلى الآخرين، بالإضافة إلى مجموعة اعتقادات هذيانية يتشارك فيها المصابون، وهي حالات سريعة الانتشار، من أعراضها الإغماء والغثيان وزيادة سرعة التنفس عن الحاجة العضوية، والسبب وراء حدوث ذلك هو الضغط العصبي الذي قد يصل إلى الهلوسة.
وقد حدثت حالة مماثلة في إحدى المدارس الداخلية في ماليزيا، أن أبلغ مديرها عن وجود شيء (أو شخص) ما أسود اللون يختبئ خلف المدرسة، وهذا ما ادعاه مجموعة من الطلاب، وانضم إليهم فيما بعد المزيد من الطلاب والمعلمين، ادعوا الشيء نفسه، حتى إن هذه الحالة تأثر بها حوالي 100 شخص بالمدرسة، ووصل الأمر لاعتقادهم بأن السبب هو وجود قوى خارقة.
2- الاضطرابات الدماغية
وهي وجود مجموعة أنسجة تضررت من إصابة داخل الدماغ، تحدث بسبب الصدمات أو السرطان أو تمدد الأوعية الدموية، وأيضاً التهاب الدماغ والنخاع الشوكي. وإذا وصلت الإصابة بتلك الاضطرابات إلى مراكز الإبصار في المخ، فمن الممكن أن تؤدي إلى حدوث الهلوسة.
3- المشكلات البصرية
الأمراض التي تصيب العين مثل "الجلوكوما" أو الماء الأزرق والماء الأبيض أو إعتام عدسة العين والأورام، بالإضافة إلى "متلازمة شارل بونيه" التي تصيب الأشخاص الذين فقدوا أبصارهم، وتؤدي أحياناً إلى أن يرى المصاب أشخاصاً ومباني ووجوها لا تكون موجودة في الحقيقة.
والسبب في ذلك يعود إلى أن مراكز الإبصار في المخ لم تعد تستقبل صورا بصرية كما كانت من قبل، فيقوم المخ باسترجاع مجموعة صور قديمة جداً تم تخزينها في الذاكرة قبل فقد المريض بصره، لكنه يراها مشوهة من حيث الشكل والمضمون لأسباب غير معروفة.
وقد لوحظ أن هذه الصور تظهر على الذاكرة عندما يكون الشخص بمفرده، ولكن هذا النوع من الهلوسة البصرية لا يصاحبه أي تدهور في الوظائف العقلية.
4- نوبات الصرع والتشنجات
التشنجات التي تصيب الفص القذالي، وهو أحد فصوص المخ، ويعد مركز الإبصار، تؤدي إلى حدوث هلوسة بصرية كأن يرى المصاب عند تعرضه لنوبة الصرع أضواء خاطفة مختلفة في الألوان والأشكال والأحجام وفي طريقة مرورها أمام العين.
5- مرض كروتزفيلد جاكوب
أحد الأمراض البريونية، الذي يصيب الإنسان والحيوان، وهو يشبه مرض جنون البقر في الحيوانات، يحدث هذا المرض بسبب "البروتينات البريونية" وهي جزيئات بروتينية تتواجد بصورة طبيعية على سطح خلايا المخ، وفي حالتها الطبيعية يمكن أن تذوب في الماء، وأيضاً يمكن تفكيكها وتحليلها.
أما في الحالات غير الطبيعية فتطوي هذه البروتينات نفسها، ولا يمكن تفكيكها أو تحليلها ولا تذوب إلا في الدهون، ولم يتضح حتى الآن سبب تحورها.
كانت نسبة حدوث هذا المرض قليلة في السابق، وكانت بداية وجوده في إحدى جزر دولة "بابوا غينيا الجديدة"، والتي كانت لديهم عادة تناول لحم الشخص الميت تخليداً لذكراه، ويمكن أن ينتقل المرض بالعدوى عن طريق الأجهزة الطبية غير المعقمة.
يؤدي المرض إلى تلف عصبي، حيث يفقد المريض قدرته على التحكم في أطرافه ومشاعره، ولكن وبشكل خاص يُحدث ضرراً في الذاكرة والسلوك والرؤية، وإذا أحدث تأثيراً على الفص القذالي في المخ فإنه يؤدي إلى الهلوسة، حتى إنه قد يتسبب بعد بضعة أشهر قليلة في الموت.
6- الحلأ البسيط (الهربس)
نوعا فيروس "الهربس 1 و2" منتشران في الولايات المتحدة، وهو فيروس غير ضار بشكل كبير، ولكن المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية أفاد بأن هناك حالات نادرة عند مرحلة معينة من الإصابة بفيروس الهربس، أو عند تنشيط عدوى سابقة، قد يحدث لديها ضرر في المخ أو التهاب الدماغ المعروف علمياً بـEncephalitis.
ومن أعراضه الحمى والصداع والغثيان، واضطرابات في الشخصية وتغير مستوى الوعي، وتصلب في الجزء الخلفي من الرقبة، وأيضاً الهلوسة.