قال مؤسس موقع "صراحة"، زين العابدين توفيق، إن نجاح موقعه بهذه السرعة يعود الى بساطته الشديدة، وإنه فكر بإنشائه في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي فكرة تقوم على معرفة رأي الناس في الشخص الذي يطلب ذلك، بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.
وأكد زين العابدين توفيق أن الأمر ليس فيه إجبار من أحد، فالشخص نفسه هو من يقوم باختيار الأشخاص الذي يرغب في أن يعرف رأيهم فيه، وليس فيه خرق للحياة الشخصية، وأنه لم يتوقع هذا النجاح بهذه السرعة.
وكان هذا نص الحوار:
متى فكرت في إنشاء موقع "صراحة"؟
فكرت في "صراحة" منذ ما يقرب من 5 شهور، وقتها أجريت استقصاء بين أصدقائي ورئيسي في العمل لمعرفة رأيهم في الفكرة، وطرحت عليهم الفكرة، وهي مدى تقبلهم لمنصة يعرفون بها رأي الناس فيهم، سواء من الأصدقاء أو الرؤوساء أو المرؤوسين بالنقد البناء وبطريقة لائقة، فاكتشفت من خلال الاستقصاء أن النسبة الأعلى وافقت على الفكرة.
هل توقعت هذا التفاعل الكبير؟
لم أتوقع هذا التفاعل الكبير، كان حلمي في البداية أن يكون هناك 1000 رسالة فقط، إلا أن النجاح الذي تحقق أذهلني، فقد بلغت عدد الرسائل على صراحة 18 مليون رسالة غير الرسائل المحذوفة.
ما هي أكثر الدول تفاعلا مع "صراحة"؟
مصر هي أكثر دولة لها تفاعل على "صراحة"، وكنت أتوقع أنه عندما يصل مصر سينتشر، لأن تعداد سكان مصر كبير، وحينما يتفاعل المصريون مع شيء ينجح.
ما رأيك بما قيل عن أنه سيتم الكشف عن هوية الزوار؟
مندهش جدا من هذا الكلام، فهو أمر غير صحيح بالمرة، ببساطة شديدة لأن معلومات هوية الزائر لا تُسجل من الأساس، فكل ما يفعله الزائر أنه يكتب رأيه في رسالة دون مطالبته بأي بيانات شخصية، لذا فهذا كلام محض افتراء.
هل تفكر بأي خطط لتطوير "صراحة" حاليا؟
سأحاول عمل تغييرات كبيرة على موقع صراحة في الفترة المقبلة، لكن هذا الأمر يحتاج الى دراسة وتفكير، وستكون هناك أفكار ستعجب الزوار.
هل لديك تفسير لأسباب انتشار الموقع بهذه السرعة؟
أرى أن بساطة الموقع سبب رئيسي في انتشاره بسرعة بين الناس، ولأني أعمل في مجال المواقع أعرف ما يفكر به الناس، بالإضافة الى حاجة الناس الى أن تعرف آراء الآخرين فيهم بدون حواجز، فقد يكون حاجز السن أو القرابة مقيدا للبعض في أن يقول رأيه في أحد.
البعض يرى أن عدم الإفصاح عن هوية الشخص قد يكون وسيلة للإساءة؟
هناك كثير من وسائل التواصل الإجتماعي يُساء استخدامها من قبل البعض، وأتصور أن الناس تشاهد وتقرأ ما يكتب على "تويتر" و "فيسبوك"، وهذا يعني أن عدم الإفصاح عن الشخصية ليس مبررا للإساءة أو إساءة إستخدام "صراحة"، لذا فأنا لست متخوفا من هذا الأمر، أحاول بث الروح الإيجابية على "صراحة"، ولو تابعت صفحات الموقع ستجد أن كل رسالة ورائها ابتسامة... اجعل نقدك بناءا، كما أرى أنه خيار الشخص نفسه، فاذا كان بوده أن يعرف رأي الناس فيه فيمكنه إنشاء حساب على صراحة، ويعطي للآخرين الرابط، لأن هناك حواجز كثيرة تمنع الناس أن تصارح الأخرين.
هل تفكر في بيع الموقع؟
بصراحة لا أفكر على الإطلاق في بيع "صراحة" لكني أفكر في تطويره، فكل الخيارات مفتوحة.
ألا ترى أن فكرة الموقع تخترق الحياة الشخصية؟
الشخص نفسه هو من يختار الناس التي يحب ان يسمع منها رأيهم فيه، لكن الأغلبية الساحقة من الرسائل كلها مفيدة.
هل يساعدك أحد في إدارة الموقع؟
في البداية كنت أدير الموقع بنفسي دون مساعدة من آخرين، لكن الآن هناك شخصان اثنان فقط يساعداني في العمل.
هل تفكر في عمل تطبيق للموقع على الهواتف المحمولة؟
حتى الآن لا يوجد تطبيق للموقع على الهواتف المحمولة، لكن جاري العمل على ذلك وسيخرج للنور قريبا.
هل ستكون هناك نسخ أخرى من الموقع بلغات غير العربية؟
أجهز الآن لنسخ بلغات أخرى غير اللغة العربية، وحينما تكون النسخ الجديدة جاهزة سيتم تفعيلها فورا.
ماذا كنت تعمل من قبل؟
أنا ما زلت أعمل في وظيفتي المدنية، وحتى الآن قادر على الموازنة بين عملي وإدارة موقع صراحة، فلم يشغلني الموقع عن وظيفتي، وأعلم أن الكثيرين يسألون عني، فأنا زين العابدين توفيق، سعودي الجنسية، عندي 29 عاما، درست نظم كمبيوتر، وأعمل محلل نظم أعمال، وأحب الشركة التي أعمل بها وسأحاول التوازن بين العمل والموقع.
كم يبلغ عدد زوار "صراحة" حتى الآن؟
عدد الأعضاء حتى الأسبوع الثالث من فبراير/ شباط، تخطى الثلاثة ملايين، وعدد الرسائل تخطى الـ 18 مليون رسالة، بخلاف الرسائل المحذوفة، أكثر الدول تفاعلا بعد مصر بعشرة ملايين رسالة، تليها تونس بمليوني رسالة، ثم المملكة العربية السعودية، ثم لبنان، فالأردن وسوريا والكويت والمغرب، وهكذا بالترتيب، ثم إن هناك تفاعلا من دول لا تتحدث اللغة العربية مثل ألمانيا وتركيا.
ما هو أطرف موقف قابلك بعد انطلاق "صراحة"؟
في إحدى المرات قابلت مجموعة من الشباب، وتعرفوا على شخصي، فقالوا لي "أهلا بالمشهور" وهذا الأمر أضحكني جدا، ومرة أرسل لي أحد الزوار على "صراحة" سؤالا "أنت فاشل؟" وهو سؤال كان بمثابة المفاجأة لي.
هل طرأ تغييرا في حياتك الآن؟
نعم، فالآن أصبحت أعمل عدد ساعات أكثر، لأن الاهتمام بالموقع يحتاج لكثير من الوقت.