من نافل القول أن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العراق ما كانت لتتم من دون مباركة إيرانية، وهي تشبه إلى حد كبير زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى المملكة في أول زيارة خارجية له.
الملفت كان الترحيب الحار الذي لقته هذه الزيارة من القوى الشيعية الحاكمة في العراق وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ 2003 ( 14 عام )، وما حمله هذا الترحيب من دلالات بالخصوص من المجلس الإسلامي الأعلى وزعيمه عمار الحكيم.
إقرأ أيضًا: هكذا يتحضر أهل الجنوب للإنتخابات
وكان سبق الزيارة تصريحات رفيعة لمسؤولين إيرانيين أبدوا فيها كامل الإستعداد لفتح حوار مع المملكة وبدون أي شروط مسبقة، مما يعني أن الساحة العراقية سوف تشكل امتحانا عمليا للنوايا الإيرانية عبر إفساح المجال بجعل العراق مساحة مشتركة للتعاون والتنسيق في الكثير من الملفات المتداخلة وبالطليعة يأتي موضوع محاربة الإرهاب.
ولا شك أن أصداء وتبعات هذه الزيارة سوف نشهده بشكل أكثر وضوحًا على الساحة اليمنية وسيدفع الحوثيون ثمن هذا التقارب، أما في البحرين سيجد الشيعة أنفسهم متروكين لمصيرهم، وفرض تسوية سياسية يقبلون بها بعد طول تمنع كلف البحرين الكثير.
إقرأ أيضًا: مؤتمر طهران : رجوع الشيخ إلى صباه
يبقى السؤال الأبرز هو عن الساحة اللبنانية، وكيفية تلقي أجواء الزيارة التي غابت عن شاشات إعلام حزب الله، ولم تأخذ حقها من الضوء، حتى كأنها لم تحصل أصلا، فهل يكون لبنان وشيعة لبنان إيرانيين أكثر من الإيرانيين أنفسهم ؟؟ أم أن السقف المرتفع جدا الذي فرضه خطاب نصرالله يحتاج إلى المزيد من الوقت لإعادته إلى مستواه المطلوب ايرانيًا بهذه المرحلة المستجدة؟ وكيف سيتلقى جمهور الحزب عودة السعودية في خطابات الأمين العام لحزب الله من خانة " مملكة الشر " و "مصدر الإرهاب الوهابي" إلى البلد العربي الشقيق، شخصيا لا أعتقد بأن السيد حسن نصرالله سوف يعاني مشكلة بذلك إذا ما اقتنع هو أولا .