تحت عنوان "كلاب الحرش!" كتبت صحيفة "الأخبار": "قالوا إنّ حرش بيروت أصبح (عاد) لكلّ الناس. مرحى مرحى، فرِحنا، وقلنا لنذهب إليه. هناك، هجمت علينا الكلاب "الشاردة"! أب وطفله يمشيان تحت صنوبر "الغابة" العتيقة، فإذا بكلاب شرسة، نباحها أشبه بالزمجرة، تركض نحوهما. ظنّها الصغير تلاعبه، فتقدّم نحوها، لولا أن سحبه والده. وقفت مكشّرة عن أنيابها. لم تبتعد إلا بعد رشقها بالحجارة، وردّ العواء بعواء، والتكشير بتكشير، مع ترديد "وشت وشت وشت".

قُضي الأمر. ضُرِب المزاج. لنعد إلى المنزل. عليك أن تستكلب قبل أن تأتي إلى الحرش. عند البوابة، سأل الوالد "حرس البلديّة" عن وضع الكلاب في الداخل، فقالوا "عادي يا زلمي". قالوا أيضاً، بعد إلحاح، إنّهم تحدّثوا سابقاً مع إحدى جمعيّات "الرفق بالحيوان" لإخراج الكلاب، فجاء مندوب الجمعيّة، عاين القضيّة، ثم "ذهب ولم يَعُد". واحد مِن الحرس قال: "لا تخف مِنها، إنّها تعوي فقط، حرّك لها رجلك أو ارمها بحجر، فإنّك تجدها تهرب". شُكراً. ألن توزعوا على الناس منشوراً توجيهيّاً لكيفية التعامل مع تلك الكلاب؟ هذا السؤال الذي لم نطرحه. لم تكن الحادثة الأولى التي تحصل. لقد وصلت الرسالة. عليكم أن تخافوا مِن الحرش. في الفصحى هو الحرج، ولكن الغالب، في المحكيّة، أن يُقال "الحرش".