بعد اربعين يوما في السلطة ستسنح لدونالد ترامب مساء الثلاثاء فرصة اعطاء دفع جديد لرئاسته امام الكونغرس، ولكن عليه ان يعتمد نبرة مناسبة بعيدا من تغريداته النارية.
وسينتهز الرئيس الجمهوري فرصة لقائه الاول باعضاء مجلسي النواب والشيوخ فضلا عن اعضاء حكومته وقضاة المحكمة العليا، ليعرض اولوياته التشريعية.
وبعد النبرة القاتمة التي طغت على خطاب تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وهجماته اللاذعة وتصريحاته غير المتجانسة خلال مؤتمره الصحافي في 16 شباط/فبراير، يبرز سؤال كبير عن لهجة هذا الخطاب الذي سيتابعه مباشرة ملايين الاميركيين.
واشار البيت الابيض الى كلمة تتركز على "تجدد روح اميركا".
وقال شون سبنسر المتحدث باسم ترامب "انها فرصة له ليقدم رؤية ايجابية جدا للبلاد والتحدث الى اميركا (...) عن القدرات التي نملكها".
وستحتل الخطوط الكبرى التي تطرق اليها خلال الاسابيع الاولى من رئاسته، حيزا كبيرا من كلمته كالامن على الحدود وخطة تحديث البنى التحتية والحد من القوانين البيئية.
وبحسب وزير الخزانة الاميركي الجديد ستيفن منوتشين ستكون الاصلاحات الاقتصادية حاضرة ايضا.
وصرح الاحد لقناة "فوكس نيوز" ان "الرئيس يركز على هدفه ايجاد نمو دائم على الاجل البعيد (...) وسنبدأ بالاصلاح الضريبي".
وتراهن الادارة الجديدة على نمو لا تقل نسبته عن 3% وهي توقعات يعتبر عدد من خبراء الاقتصاد انها متفائلة جدا.
على الورق وضع الجمهوريين ممتاز. فللمرة الاولى منذ 2006 بات يسيطر الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ والبيت الابيض في آن واحد. لكن العلاقات بين النواب وترامب شائكة.
اذ لا يشعر العديد منهم بالارتياح حيال بعض اقتراحاته وخصوصا انعزاله الاقتصادي اضافة الى شخصيته واسلوبه كرئيس لاول دولة عظمى في العالم.
ومنتصف شباط/فبراير قال ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ "لا احبذ التغريدات اليومية".
ولكن حرصا منهم على تبني سلسلة من الاصلاحات الكبرى المحافظة، يسعى معظمهم حتى الان لعدم اغضاب ترامب.
والمسألة المحورية للاسابيع والاشهر المقبلة ستكون الحرية التي سيتمتعون بها في صوغ القوانين الكبرى للاصلاح الضريبي والنظام الصحي.
كما سترصد من كثب شعبية ترامب مع اقتراب استحقاق الانتخابات التشريعية في 2018.
وبحسب استطلاع للرأي لقناة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت نتائجه الاحد، يؤيد 44% فقط من الاميركيين عمل ترامب كرئيس مقابل 48% لا يؤيدونه. وهي ارقام غير مسبوقة بالنسبة الى رئيس في مستهل ولايته.
لكن الدراسة اظهرت ايضا انه يحافظ على دعم متين داخل قاعدته. ف82% من الجمهوريين يعتبرون مثلا ان مرسومه المثير للجدل حول الهجرة والذي علقه القضاء حاليا، كان ضروريا لمكافحة الارهاب.
والثلاثاء سيبث لقاء معه ضمن برنامج "فوكس نيوز" الصباحي والذي يعتبره البرنامج "الاكثر نزاهة".
وقبل ساعات من اول خطاب رسمي يلقيه ترامب امام الكونغرس، قد ينتهز الرئيس الاميركي هذه الفرصة لشن هجمات جديدة على كبرى وسائل الاعلام الاميركية الاخرى التي ينتقدها بشدة يوميا ويصفها بانها "غير نزيهة".