أولاً: عودة الروح للدور الأميركي في المنطقة
مع وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة الأميركية، وإعلانه المتكرر عن عزمه التصدي للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وعقده النية على إقامة منطقة آمنة في سوريا، وذلك مترافقاً مع سعيه الدائب للخلاص من الدولة الإسلامية (داعش)، ومزاحمة النفوذ الروسي في منطقة الشمال السوري، وهذه كلها تؤشّر على عودة الروح للدور الأميركي الفاعل في منطقة الشرق الأوسط.
إقرأ ايضا : قوات دلتا أميركية في سوريا قريبا ومناطق آمنة في الشمال والجنوب
ثانياً: إعادة وصل ما انقطع بين أميركا وتركيا
ومع وصول ترامب أيضاً، عادت الحرارة للعلاقات التركية-الأميركية التي فترت بعد المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة في تركيا صيف العام الحالي، وكان التقارب الروسي التركي النتيجة الدرامية لاتهام الولايات المتحدة بدعم الانقلاب واحتضان المتهم بتدبيره السيد عبدالله غول، وقد أحدث هذا التقارب خللاً فادحاً في ميزان القوى المتصارعة في الشمال السوري لصالح النظام وحلفائه الإيرانيين وميليشياته العراقية واللبنانية والافغانية.
إقرأ أيضا : التوتر على أشده بين إيران وتركيا
ثالثاً: المواجهة التركية الإيرانية إلى العلن
لطالما أخفى الجانبان التركي والإيراني الاختلافات العقائدية والسياسية والعسكرية والاستراتيجية بينهما في المنطقة العربية، وفي حين اكتفت تركيا بدور سلبي خلال العقدين الماضيين وصل إلى حد التّفرُّج من بعيد على ما يجري، كانت إيران قد بلغت ذروة اندفاعتها وتغلغلها في مسام المنطقة العربية حتى بات الهلال الشيعي ،الذي تخوّفت أوساط عربية عدة منه، قيد التحقّق من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا، وقد اشتعلت نتيجة هذه الاندفاعات اضطرابات عدّة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، ولعلّ أبرزها عودة الصراع المذهبي السّني الشيعي إلى الواجهة، وقد تمّ كل ذلك في غياب الدور العربي الحاضن للأماني القومية العربية، ويرجع معظم هذا القصور إلى تراجع دور الجامعة العربية، ومصر والسعودية ودول الخليج تحديداً في لعب الأدوار المطلوبة لصيانة الأمن القومي العربي، وإشاعة أجواء الحريات والديموقراطية والتنمية الضرورية للشعوب التي قهرتها الأنظمة العسكرية وفاقمت أزماتها المستعصية، وللأسف الشديد ، فإنّ الحروب المندلعة في أكثر من بلد عربي، لا يمكن وضع حدٍّ لها إلاّ بإعادة التوازن الإقليمي بين تركيا وإيران، وروسيا والولايات المتحدة، وضع لا نُحسد عليه، والأمة التي كانت خير أمّةٍ أُخرجت للناس، بات مصيرها بيد الروس والأميركان والأتراك والإيرانيين، والمسلمون الذين يُفترض بهم أن يتضامنوا ويتّحدوا كالبنيان المرصوص، تحسبهم ،اليوم، جميعاً، وقلوبهم شتّى .