في سابقة هي الأولى من نوعها، سمح الجيش الإسرائيلي لقناة تلفزة إسرائيلية بتوثيق عملية تسلل قامت بها إحدى وحداته الخاصة في عمق الأراضي السورية.
وقد بثت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية، وضمن برنامج "ستوديو الجمعة"، تقريرا مصورا لعملية قامت بها وحدة خاصة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، حيث رافق هذه الوحدة داني كشمارو، مقدم برنامج "ستوديو الجمعة".
وتبين من خلال التقرير أن هدف العملية كان جمع معلومات استخبارية عن تحركات قوى المعارضة والدجيش السوري والقوات التي تعمل إلى جانبه في منطقة الجولان وجنوب سوريا.
وأظهر التقرير، أن العملية التي يبدو أنه قد تم تنفيذ عدد من مثيلاتها في الماضي، قد بدأت بعد منتصف الليل في إحدى ليالي الأسبوع الماضي، حيث انطلق عناصر الوحدة برفقة كشمارو، مشيا على الأقدام في عمق الأراضي السورية، وواصلوا السير حتى وصلوا إلى تلة تطل على قرية تسيطر عليها مجموعة تؤيد تنظيم "داعش".
ورغم أن الظلام كان دامسا؛ فقد تمكن عناصر الوحدة من التعرف على ما يجري داخل القرية ومحيطها من خلال منظومة رؤية ليلية محوسبة.
وقد حرص التقرير على توثيق قيام عنصرين من عناصر التنظيم بتبادل الحراسة فوق أحد المباني في القرية، إلى جانب توثيق أنشطة لمدنيين داخل القرية.
وقد وثقت الوحدة قيام عناصر إحدى المجموعات التابعة للمعارضة المسلحة في قرية أخرى مجاورة بعملية تدريب تمت على تخومها بالنيران الحية.
ويُستدل من التقرير على أن الوحدة التي تقوم بهذا النوع من العمليات تهدف إلى جمع معلومات إستخبارية حول طابع انتشار القوى المختلفة والمتصارعة في المنطقة الحدودية الواقعة شرق السياج الحدودي، وطبيعة السلاح المستخدم، ناهيك عن التنصت على المكالمات التي تدور بين قادة هذه القوى للتعرف على نواياها.
ومن جهة أخرى، فإن موافقة الجيش الإسرائيلي على اصطحاب مراسل صحافي في عملية إستخبارية خاصة؛ تدل على قناعة قادته بأن الجماعات المتصارعة شرق الحدود لا تعير اهتماما يذكر للتحركات الإسرائيلية، بدليل أن أيا منها لا تقوم بإجراءات أمنية تذكر لتأمين الأطراف الغربية للقرى والبلدات التي تقع قرب الحدود مع فلسطين.
يشار إلى أن عناصر الوحدة الإسرائيلية الخاصة قطعوا مسافة طويلة مشيا على الأقدام دون أن يصطدموا بأحد، في مؤشر على أن القوى السورية المتصارعة لا تحافظ على نقاط للرصد والمراقبة تجاه الحدود مع فلسطين، ربما قناعة منها بأن الطرف الإسرائيلي لا يتدخل بشكل مباشر في الصراع في ما بينها، الأمر الذي يشمل النظام السوري والجماعات التي تؤيده أيضا.