أظهرت المسارات والبيانات الخاصة بمؤشرات الاستهلاك عدم قدرة الدول المنتجة للنفط على ضبط أسواق الطاقة عند مستويات معينة من الاستهلاك والإنتاج، وبات واضحا أن خطط الدول التي تعتمد على خفض استهلاك مصادر الطاقة الضارة لم تحقق آمالها حتى اللحظة رغم حالة التنافسية التي تشهدها، حيث أصبحت الكثير من الدول تتجه نحو زيادة استثماراتها ووضع خطط واستراتيجيات موحدة ومتينة لتحسين مستويات الإنتاج والاستهلاك.
وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة نفط "الهلال"، أن توجهات وخطط الدول نحو خفض الاستهلاك من المصادر الضارة غير قادرة على تحقيق أهدافها الرئيسة، نتيجة حالة التقلب التي تسجلها أسواق النفط والطاقة حول العالم، وطبيعة التحركات المسجلة على القطاع، وزيادة الاستثمارات الموجهة نحو قطاع الطاقة المتجددة، فضلاً عن وقوعها بين ارتفاع الأسعار وتشديد القوانين، وعدم القدرة على ضخ المزيد من الاستثمارات في ظل الأسعار المتداولة، ما يؤدي إلى أن تشهد خارطة الاستهلاك الخاصة بمصادر الطاقة المزيد من العشوائية والتعقيد خلال الفترة القادمة.
وتوقع التقرير أن يصل استهلاك الفحم إلى نفس مستوى الاستهلاك من النفط خلال العام الحالي، وذلك بالنظر إلى معدلات النمو السنوي على الاستهلاك التي وصلت إلى 2.6%، كما أن التقلبات التي سجلتها أسواق النفط العالمية خلال السنوات الثلاث الماضية، أظهرت أن معدلات نمو الاستهلاك من الفحم كانت وما زالت ضمن التوقعات، ودون أن يكون هناك أي التزام أو تقيد بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتسارع وتيرة التغير المناخي.
وأكد أن البديل المناسب للحد من تزايد استهلاك الفحم، هو الاتجاه نحو توسيع استخدامات الغاز، كما أن استمرار انخفاض أسعار مشتقات النفط سيعمل على تغيير سياسات الاستهلاك غير المجدية وبشكل خاص في الدول التي تتمتع باحتياطيات كبيرة من الفحم، كونها تستطيع الحصول على جميع مصادر الطاقة بأسعار منخفضة.
وتطرق التقرير إلى التوجهات التي تتبعها بعض الدول لخفض الانبعاثات، والتي منها الحكومة الصينية التي باتت تضع خططا كثيرة لخفض الانبعاثات الناتجة عن الفحم من خلال تقليص استهلاك الفحم بنسبة 30%، خلال عام 2017، وذلك عبر توجهها نحو فرض المزيد من القيود التي من شأنها خفض الانبعاثات، حيث تقوم السلطات الصينية الرسمية حاليا بإغلاق محطات الكهرباء الضخمة التي تعمل بالفحم، فيما عملت مدينة بكين على تشجيع استخدام الطاقة المتجددة من خلال منعها لمئات الآلاف من استخدام السيارات القديمة وتحريكها في الشوارع العامة.
وذكر أن الفحم يعمل على تأمين ما يقارب 60% من الطاقة الكهربائية المنتجة لدى الاقتصاد الصيني، ليصل إجمالي الاستهلاك الصيني إلى ما يزيد على أربعة مليارات طن سنويا، الأمر الذي يدل على وجود صعوبات وتحديات متعددة لتحقيق تخفيضات كبيرة وفورية على حجم الاستهلاك الحالي.
وأكد التقرير صعوبة تنفيذ خطط فردية واستهداف استراتيجيات قائمة على مؤشرات الطلب والأسعار والموازنات، حيث يتطلب من الدول اتباع خطط واستراتيجيات موحدة ومحددة بأطر زمنية قابلة للتتبع والتقييم لمواجهة التذبذب والتقلبات التي من الممكن أن تحدث نتيجة استخدامات الطاقة العشوائية.