مع إرتفاع نبرة الحديث عن الإنتخابات النيابية، وتأكيد حصولها في الأشهر القليلة القادمة حتى ولو بعد التمديد التقني المزمع حصوله حتمًا، فإن الجنوب وأهل الجنوب لن يكونوا بعيدين عن الأجواء الساخنة التي تفرضها أجواء التحضيرات لهذه المناسبة المفصلية.
يعرف أهالي الجنوب حجم المخاطر التي تحيط بهم، فإن كانت داعش لا تمس شعور الخوف عندهم بالمباشر، فلا بأس بالتذكير أن الحرب الإسرائيلية على الأبواب، وبالرغم من إطمئنانهم العميق بأن "المقاومة" سوف تقوم بواجباتها على أكمل وجه، مما يعني أنهم لا يحملون هم عودة احتلال أرضهم لا سمح الله، بل هم على يقين بأنهم على موعد صادق جديد بإنتصارات جديدة، ولا يشغل بالهم إلا أماكن يتحضرون للذهاب إليها مع أولادهم ونسائهم حين تدق ساعة الصفر التي إنما علمها عند ربي وحزبه فقط.
إقرأ أيضًا: التهديد لإسرائيل، والصواريخ لأماكن أخرى!
الشق الآخر الذي قد يفكر به الجنوبيون، هو ما بعد إنتهاء الحرب مع العدو الصهيوني الغاشم ( وهزيمته طبعا )، وما سوف تنتجه من دمار وخراب، وهنا سوف تتوجه الأنظار والقلوب والأفئدة من جديد إلى مجلس الجنوب والقيمين عليه، وهم أيضًا لا يشغل بالهم فكرة إعادة الإعمار، فيكفي أن تكون على علاقة جيدة مع أحد قنوات المجلس حتى تضمن حقك وحبة مسك.
إقرأ ايضًا: مؤتمر طهران : رجوع الشيخ إلى صباه
في هذه الأجواء " الإنتخابية " المخيمة فوق رؤوس الجنوبيين، هم غير آبهين بتاتًا لا بقانون الإنتخاب وشكله ولا بلوائح الشطب وصحتها، حتى أنهم غير مبالين بأسماء المرشحين، المعروفين سلفًا منذ عشرات السنين، وأن كل ما عليهم فعله بهذه المرحلة هو الإصغاء التام لهم ولخطاباتهم الابداعية في الحسينيات والمساجد، والإكثار من علامات التعجب والإنحناءات المتكررة للتدليل على الموافقة والتأييد مع القليل من إجحاظ العيون وإعلاء الحاجبين، ولا بأس برفع الأصوات في هذه المرحلة الحساسة بالصلاة على محمد وال محمد، لنيل الأجر أولًا، ولتأكيد الولاء ثانيًا، بالخصوص أن السادة المرشحون لن يتركوا مناسبة دفن أو أسبوع تفوتهم إلا ويحضروها من الآن وحتى إقفال صناديق الإقتراع، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.