المرجع وحيد الخراساني يفتي بوجوب نبش قبر أبي بكر وعمر وإخراج جيفتيهما عن قبر الرسول (ص)...
إن تضخيم بعض رجال الدين عناصر الإختلاف المذهبي إلى حد إضفاء الصبغة الدينية عليها وتصويرها جزءا من العقيدة الإسلامية وضروريات الدين، يؤدي إلى إشعال نار فتنة مذهبية عفنة تحرق الأخضر واليابس، وعلى الرغم من رفض البعض لهكذا فتنة، إلا أن المتطرفين من الفريقين راح يكفر بعضهم بعضا، ويؤججون نارا لا تحرقهم فقط، وإنما تحرق الكثير من الناس البسطاء الذين ليس لهم من الهوية المذهبية إلا الاسم.
ومن الواضح أن هؤلاء المذهبيين يجانبون القرآن الكريم الذي يدعو إلى الوحدة حيث يقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، أو (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، ويمزقون الوحدة الإسلامية بأحاديث واهية أو تأويلات تعسفية أو اجتهادات مريضة او تاريخ مغلوط، يحاولون من خلالها تشكيل هويات مذهبية وعقائد متطرفة منغلقة لا يمكن أن تتعايش مع المسلم الآخر.
إقرأ أيضًا: لماذا لم ينصر الله أنبياءه عسكريا وسياسيا ؟
وعلى ضوء بعض العقائد _الموضوعة_اتخذ الشيعة موقفا متميزا من بقية المسلمين، كما اتخذ الآخرون موقفا مضادا منهم، وقد أدى ذلك إلى التقاتل وسفك الدماء بين الطرفين بداية لكنه ذاب عبر التاريخ حتى لم يعد له وجود أو مبرر أو معنى، إلا لدى المتطرفين الذين يتمسكون بعوامل الخلافات الفكرية، ويضخمونها إلى حد تأجيج الفتنة بين الشيعة والسنة اليوم، وخاصة عندما تتوافر ظروف حاضنة مناسبة.
وأبرز مثل على ذلك هو ما يقوم به البعض، من مجازر بشعة بحق الشيعة في عدة دول بعد إعلان تكفيرهم، استنادا إلى فتاوى قديمة من علماء السنة أفتوا بها ضد الشيعة في أيام الصراعات السياسية الطائفية الغابرة.
وفي المقابل نجد تيارا شيعيا متطرفا يضخم من درجة أفكاره ويرفعها إلى مستوى العقيدة الإسلامية التي من آمن بها نجا ومن رفضها كفر، ولا يكتفي بالإيمان بها لنفسه واحترام من لا يؤمن بها من سائر المسلمين!
فهل ترانا نصبر على (طخية عمياء)، شاب عليها الوليد وهرم عليها الكبير، ونتوقف عن معارك وسجالات استنزفت منا دموعا ودماء ولم نجن منها إلا المزيد من التمزق والتشرذم والضياع ؟!
وهل سنتعامل مع بعضنا البعض كما تعامل أصحابها الفعليون وقضوا وتركوها لنا للعبرة والاعتبار وليس للمعارك والإحتراب ؟ أو أننا سنواصل الطرق على هذه الطخية العمياء فنكل ونعيا، وليتها انتهت بالكلل والإعياء ..؟!
إقرأ أيضًا: أطلب الحكمة ولو في الصين
في الختام أقول:
إذا كان علي عليه السلام قد توحد مع الخلفاء ﻷجل الدين وقد كان الناصح لهم، وهو الذي دافع عن الخليفة عثمان عندما تم الهجوم على داره ، لماذا لا نتعلم منه عندما كان عليه السلام يحوطهم إحاطة الحريص على الدين والأمة وكان يوجههم حتى لا يخطئوا وكلنا يعرف مقولة "لولا علي لهلك عمر".
لماذا لا نتوحد مع بعضنا البعض ضد العدو الحقيقي لﻹسلام ؟!
يكفي أننا جميعا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله !
يكفي أننا جميعا نقر بالإسلام ..!
اليهود والنصارى جمدوا خلافتهم رغم أنها كانت كبيرة، وصفوا حساباتهم وزالت عداوتهم، وها هم اليهود يوجهون سلاحهم ضدنا لتمزيقنا وتفريقنا، فهل اليهود والنصارى أفضل منا ونحن ندين بالإسلام ..؟!
لماذا الخلاف ؟(وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) .
إن أخطر أمر هو أن يضرب المسلم بالمسلم، ليكون الرابح بالنهاية هو العدو، الذي تمثله اليوم الصهيونية العالمية !