تعد المملكة العربية السعودية وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة من أكثر مستخدمي الشبكات الاجتماعية تعداداً، بيد أنه بالكاد نرى أي ملصقات إيموجي خاصة بالمنطقة العربية.
فهناك الكثير والكثير من الملصقات الخاصة بمناطق أخرى من العالم والتي قلما يستخدمها أحدٌ أساساً (هل من أحد يستخدم ملصق رأس الحارس الملكي البريطاني ذي القبعة السوداء الطويلة؟)، لكن رغم ذلك ما من شيء البتة على الشبكات الاجتماعية يرمز أو يشير إلى منطقة الشرق الأوسط.
لكن امرأتين من سيدات الأعمال في دبي قررتا تغيير هذا الوضع، حسبما رصده موقع Buzzfeed الأميركي.
لـ8 سنوات سكنت ياسمين رسول من البحرين، وإيريكو فاركي من اليابان في دبي؛ ثم طوّرتا تطبيق وملصقات إيموجي سمّتاه "هلا والله" Halla Walla أملاً في أن يجد به الشباب العربي الخليجي ما يمثل حياتهم اليومية.
تقول ياسمين رسول: "في كل مرة أكون فيها في نيويورك أو في لندن يبادرني الجميع بالقول (إذاً أنت عربية؟)، وحتى إيريكو التي ليست سوى مغتربة في الشرق الأوسط كثيراً ما يمطرونها بالأسئلة حول الحياة هناك، لذا كانت بداية "هلا والله" مثل تجربة ثقافية تحاول أن تشرح للناس مدى غنى حياة العالم العربي".
في الأعوام الأخيرة غدت لوحة ملصقات إيموجي الاعتيادية أكثر تنوعاً بتمكينها المستخدم من اختيار لون البشرة، كذلك نحن على موعد مع إيموجي امرأة محجبة في وقت لاحق من هذا العام.
وقد حصل ملصق المرأة المحجبة على موافقة Unicode لملصقات الإيموجي الاعتيادية بعد حملة قادها ريوف الحميضي الذي هو ولد لا يتجاوز 15 عاماً من العمر، من المملكة العربية السعودية.
لكن رسول وفاركي أرادتا التوسع أكثر.
تقول رسول: "من أوائل الأشياء التي تتبادر إلى الذهن عندما نفكر بالعالم العربي هو الحجاب، وقد أردنا أن نقدم صورة حية لتنوع مجتمعنا من المملكة العربية السعودية وقطر إلى الكويت والبحرين، فثمة اختلافات كثيرة متنوعة؛ قد تكون منطقتنا صغيرة، لكنها ملأى بالشخصيات الجريئة".
محجبات على الموضة
تقول فاركي: "هنا الفتيات محجبات لكنهن أنيقات جداً وعلى الموضة؛ قد ترتدي إحداهن ثياباً تقليدية (الكندورة أو العباية) لكنها قد تعتمر أيضاً قبعة غريبة، أو قد لا ترتدي المرأة حجاباً، ومع ذلك تكون محافظة محتشمة الزي".
وتضيف رسول وفاركي أن ما يشغل بالهما هو إبراز جانب من الثقافة العربية للعالم كثيراً ما يساء فهمه أو تمثيله.
وتؤكد رسول: "الكل يرى ثقافتنا جامدة جادة ويظنون أن هذا كل شيء، (هذا ممنوع فعله، ذلك غير مسموح قوله، لا يجوز التعري لهذا الحد)؛ لكننا أردنا أن نقدم الجانب الظريف من الثقافة، فأنا لا أعرف عربياً واحداً جاداً، بل كلنا أصحاب دعابة ونكتة".
ولهذا تضم لوحة مفاتيح الإيموجي العربية إشارات وتلميحات كثيرة ضمنية سيفهمها العرب في كل أنحاء العالم.
تقول رسول: "ملصق الشحاطة (الشبشب) سيكون رمزاً أساسياً أيقونياً، فكل طفل عربي يعرف أنك عندما ترى والدتك ممسكة بشحاطة في يدها، عليك أن تطلق ساقيك للريح! في البداية لم يفهم رسامونا مغزى هذا الملصق، لكننا أريناهم مقطع الفيديو الذي يظهر صحفياً عراقياً يقذف حذاءه على جورج بوش الابن".
كذلك تسخر الملصقات الجديدة من الصور النمطية الخليجية المبالغ في ثرائها الفاحش، كالنكتة المتمثلة في نمر راكب في سيارة رياضية.
كذلك تعود الملصقات بالذاكرة إلى الوراء لتذكر المستخدمين بأكلات من الزمن الماضي، كالبرياني والشاي كرك وشبس عمان المفضل لدى العرب في الخليج.
تقول فاركي: "أردنا تجسيد روح العائلة العربية ونمط الحياة العربية. العائلات العربية صاخبة سعيدة تشرح الصدر، تتمحور حول قضاء يوم الجمعة سوياً وتشاطر الطعام".
راقصة شرقية
وكذلك ثمة نكهات عربية مضفاة على لوحة ملصقات إيموجي، فملصق السيدة الراقصة يتحول إلى صورة راقصة شرقية.
كذلك هناك بالونات نصية لعبارات شائعة مثل (إن شاء الله)، فكل من يعيش في الخليج سيقول لك أن عبارات "إن شاء الله" و"يللا" و"حبيبي" تمثل ما لا يقل عن 10% من التواصل مهما كانت لغتك الأصلية الأم.
وتضيف رسول: "أردنا كذلك أن نعبر عن أن الغزل في الحقيقة جزء من ثقافتنا في الشرق الأوسط؛ إنه جزء من كل الثقافات، لكن الكثيرين يبدون غير مدركين أن العرب يتغزلون أيضاً. إن أحد ملصقات الإيموجي المفضلة لدي هو المرأة المحجبة التي تبعث بقبلة، فهذا يذكرني ببنات عماتي وخالاتي، حيث كلهن محجبات منذ عمر الـ 9 ومع ذلك جميعهن يمرحن".
التطبيق سعره 7.29 درهم إماراتي في الـ app store الإماراتي، و1.99 جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، وهو يشبه إلى حد كبير تطبيق كيم كاردشيان المسمى كيموجيز.
سيكون هناك لوحة مفاتيح صالحة للاستخدام على iMessage أو WhatsApp لكن سيتوجب إلصاق الإيموجي paste في خانة الكتابة النصية. كذلك هناك باقة ملصقات يمكن استخدامها لتزيين رسائل الـ iMessage.