نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن حقيقة تواجد نجل الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، في ليبيا وتحديدا في مدينة الزنتان؛ دون وجود معلومات مؤكدة حول ما إذا كان معتقلا أو في حالة سراح.
وقالت الصحيفة إن سيف الإسلام القذافي لا يخفي أنه من "القذافيين"، كما أنه جاء ليعلن عن "العودة المستقبلية لأنصار معمر القذافي في ليبيا". وقريبا من مكان تواجده في الزنتان، وتحديدا في مدينة الرياينة، لا تخفي العديد من الوجوه على غرار أحمد سالم علي، حنينهم إلى نظام "الجماهيرية" الذي أطيح به على إثر ثورة سنة 2011.
وبينت الصحيفة أنه عند التفكير في العودة إلى النظام السابق، فإن الكثيرين سيفكرون في نجل "القائد"، سيف الإسلام القذافي، الذي من المرجح أنه يعيش تحت الإقامة الجبرية في الزنتان، التي كانت بمثابة مهد الثورة الليبية. ويقول أحمد سالم علي، دون تردد، متحدثا عن سيف الإسلام: "إذا كنا نعلم مكان إقامته بالتحديد، فسوف نقود عملية من أجل تحريره".
وأشارت الصحيفة إلى أن كتيبة من مدينة الزنتان، ألقت القبض على سيف الإسلام وهو متنكر في زي قبائل الطوارق، في محاولة منه للهروب إلى النيجر. وفي 28 تموز 2015، صدر حكم بالإعدام في حق سيف الإسلام القذافي، مع ثمانية مسؤولين آخرين من النظام السابق، بسبب دورهم في قمع المحتجين سنة 2011. وأصدرت محكمة بطرابلس هذا الحكم غيابيا، نظرا لرفض كتيبة أبو بكر الصديق في الزنتان؛ تسليمه.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ اعتقاله، حافظت سلطات الزنتان على المعتقل "الثمين"، الذي يمكن أن يكون بمثابة ورقة رابحة في عمليات المساومة. في المقابل، لم يزد هذا الإصرار إلا من حدة المعارك التي اندلعت في صيف 2014 بين قوات فجر ليبيا في طرابلس، والمعسكر المنافس التابع للجنرال خليفة حفتر، المدعوم من قبل طبرق والزنتان.
وبيّنت الصحيفة أنه في خضم مطالبة محكمة طرابلس بتسليم سيف القذافي، ورفض الزنتان الاستجابة، أعلن المحامون الأوروبيون في 6 تموز أن موكلهم سيف الإسلام القذافي قد أصبح في حالة سراح، على إثر قانون عفو أصدرته محكمة طبرق. بالإضافة إلى ذلك، أكدت كتيبة أبو بكر الصديق هذه المعلومة الرائجة حول سجينها "السابق" على الرغم من أن السلطات في الزنتان نفت في بيان لها إطلاق سراحه.
وأكدت الصحيفة أن مكان سيف الإسلام غير معروف. وفي الوقت الذي تبدو فيه السلطات الليبية متجاهلة للقضية، صرح وزير الدفاع السابق في طرابلس، أسامة جويلي، بأنه لا يعرف مكان نجل القذافي، وليست لديه معلومات حوله. ودائما ما يكون لسكان الزنتان الجواب ذاته: "نحن لا نعلم شيئا".
وأضافت الصحيفة أن الشائعات تفيد بأن سيف الإسلام يعيش في مدينة الزنتان تحت الإقامة الجبرية وليس في السجن. في المقابل، كشف المراقبون الخارجيون للوضع الليبي؛ عن أن "سيف الإسلام أجرى لقاءات عدة مع مبعوثين أجانب". وعموما، فإن اسمه يظهر على رأس القائمة عند الحديث عن المصالحة مع رموز النظام السابق. كما أنه كلما استمر الجمود الليبي، كلما أصبح موضوع إعادة إدماج "القذافيين" السابقين في الحياة السياسية، أمرا ممكنا.
وأوردت الصحيفة أنه بغض النظر عن وضع سيف الإسلام القذافي، فإن الزنتان تبقى بالنسبة له بمثابة الملجأ الذي له العديد من الفوائد. وفي هذا الصدد، قال إبراهيم المدني، الرئيس السابق لكتيبة أبو بكر الصديق: "في الواقع، لا يرغب سيف الإسلام في مغادرة الزنتان. إنه يشعر بالأمان هنا. وعلاوة على ذلك، لا يثق بأحد".
وقالت الصحيفة إنه في حال خروجه من البلاد، سيتعرض نجل القذافي للاعتقال، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في حقه. لذلك، يفضل سيف القذافي البقاء في ليبيا، على أمل التوصل إلى حل سياسي. وفي ظل هذه الظروف، يحلم العديد من أنصاره، مثل أحمد سالم علي، بالقيام بعمل "بطولي" لتحريره.
(لو موند - عربي 21)